تعتبر خطوة تفتح الجامعة على عالم المقاولاتية  تحول  هام ساهم في تعزيز الابتكار وتحفيز الطلاب على التفكير بشكل ريادي، كما اتاح لهم بيئة عمل للتواصل مع الخبراء والمستثمرين الذين يمكن أن يساعدوهم في تحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للتنفيذ.

شروق طالب

المقاولاتية كذلك توفر فرص عمل للطلاب بعد تخرجهم، حيث يمكنهم خلق مشاريع خاصة بهم بدلاً من انتظار الوظائف التقليدية، فضلا عن المساهمة في تطوير البيئة اقتصادية والاجتماعية، وفي هذا الصدد قام خريجان من جامعة الجزائر 2 على إنشاء شركة ناشئة تعمل على تسويق النفايات القابلة للإسترجاع.

"إكو وييل" منصة رقمية لبيع وشراء النفايات

اقدم كل من الشاب عباس شهرة عبدالقادر وتوازي محمد، خرجي جامعة الجزائر 2 تخصص علم إجتماع إتصال ماستر2، على إنشاء شركة ناشئة تحت اسم "إكو وييل" (ECOWHEEL) وهي عبارة عن منصة مبتكرة تهدف إلى تسهيل بيع وشراء النفايات القابلة لإعادة التدوير.

 فكرة هذا المشروع يمكنها أن تقوم بحل أحد أكبر تحدي بيئي في الجزائر، أوضح  صاحبي المشروع بأن الفكرة جاءتهما نتيجة ملاحظتهما لتزايد التحديات البيئية والحاجة الملحة لإيجاد حلول مبتكرة تساهم في الحد من النفايات وتحويلها إلى موارد اقتصادية، فضلا عن ملاحظتهما لوجود فجوة كبيرة في الربط بين الجهات التي تنتج النفايات والجهات التي يمكن أن تستفيد منها، ليقرروا استغلال هذه التقنيات الرقمية لسد هذه الفجوة بطريقة فعالة ومستدامة.

كل ما يخص إعادة تدوير النفايات والاستفادة منها

وعن خدمات شركة "إكو وييل" ذكر توازي بأن المنصة توفر خدمات متنوعة من بينها الوساطة بين منتجي النفايات والمصانع المستفيدة، بجانب توفير صناديق لفرز النفايات للشركات والمؤسسات وذلك حسب نوع المادة وبالتالي إعادة تدويرها بأفضل شكل ممكن، وفي الجانب المعرفي يتم تقديم استشارات حول إدارة النفايات.

مضيفا بان عمل الشركة لم يتوفق في هذه الخدمات فحسب، بل ذهب إلى المساهمة في تأسيس مشاريع إعادة التدوير عبر خدمات تأجير وتسهيلات لوجستية، بالإضافة الى تسويق منتجات إعادة التدوير.

اما الجديد والمميز في شركة "إكو وييل"، يقول عباس شهرة هو كونها تقوم بتقديم حل شامل ومتكامل لإدارة النفايات القابلة لإعادة التدوير، بحيث يتم دمج بين التقنية الحديثة والاستدامة البيئية، بالاضافة إلى ذلك فالمنصة تعتبر وسيلة سهلة وفعالة لربط مختلف الأطراف المعنية، مع تقديم خدمات موجهة خصيصًا للشركات والمؤسسات لدعم جهودها في المسؤولية البيئية.

أبرز استراتيجيات "إكو وييل"

وفي هذا الشأن، كشف عباس شهرة عن ثلاث محاور رئيسية المعتمدة في طريقة عمل الشركة، اولا تتمثل في التقنية المبتكرة من خلال توفير منصة ذكية تربط المنتجين والمستفيدين بشكل مباشر.

 ثانيا وهي الشراكات الاستراتيجية، بحيث العمل مع مؤسسات محلية من مختلف ولايات الوطن لتعزيز الشبكة الوطنية في هذا المجال، أخير التوعية البيئية عن طريق نشر الوعي بأهمية إدارة النفايات وتدويرها بين المجتمعات والشركات.

المقاولاتية مجال لتحقيق الأفكار

وفي هذا الصدد، وعن سبب دخول عالم المقاولاتية، قال أصحاب المشروع بانه جاء نتيجة رغبة في تقديم حلول عملية لتحديات حقيقية، سواء كانت بيئية أو مجتمعية، والمقاولاتية هي مجال يمنح حرية الإبداع وتحويل الأفكار إلى مشاريع ذات أثر ملموس.

وهذا لا يمنع بأنه مجال مليء بالتحديات لكنه يمنح فرصة للشباب لا محدودة للنمو والتأثير الإيجابي وكذا لتحقيق افكارهم والمساهمة في رفع الاقتصاد الوطني، خاصة إذا كان المشروع قائم على رؤية واضحة وأهداف نبيلة.

التحديات والآفاق المستقبلية

وفي جانب التحديات، ذكر أصحاب المشروع بان في البداية كان التحدي الأكبر هو فهم احتياجات السوق وبناء شبكة قوية من الشركاء والمستفيدين، أما حاليًا التحديات تتمثل في تحقيق التوازن بين توفير خدمات عالية الجودة والحفاظ على تكلفة معقولة للعملاء، بالإضافة إلى توسيع نطاق العمليات لتشمل مناطق أكثر.

وعن الآفاق المستقبلية قال ذات المتحدثان "باننا نتطلع في المستقبل إلى توسيع نطاق خدماتنا لتشمل حلولًا تقنية أعمق مثل التحليلات الذكية للتنبؤ بمتطلبات إعادة التدوير، وتطوير تطبيقات تتيح للمستخدمين الأفراد إدارة نفاياتهم بسهولة، كما نخطط للتوسع في الأسواق الإقليمية والدولية لجعل ECOWHEEL منصة عالمية في إدارة النفايات المستدامة".