286

0

اهتمامات الإقتصاد المنزلي النفسية البيئية و التكنولوجية

المدربة في الاقتصاد المنزلي صديقي شفيقة لبركة نيوز

يختص الإقتصاد المنزلي على غرار الجانب المالي، بدراسة الأسرة واحتياجاتها ومقوماتها على مستوى المنزل والبيئة الاجتماعية فهو يهدف إلى جعل كل منزل مريحا ومناسبا من الناحية المعيشية وسليما من الناحية الاقتصادية والصحية ومن الناحية العقلية والجسمية ، ومتزنا من الناحية والنفسية ومسئولا ومشاركاً من الناحية البيئية و الاجتماعية لعيش أفراده في جو يسوده التعاون والحب والاحترام المتبادل.

نزيهة سعودي 

فخبراء الاقتصاد المنزلي هم الذين أخذو على عاتقهم العمل لرفع مستوى الأسرة لاعتقادهم بأن مكاسب المجتمع تنبع من الأسرة ، وقد أكدت هذا المعنى المدربة في الاقتصاد المنزلي صديقي شفيقة و أستاذة محاضرة بجامعة الجزائر 3 "إذ قالت أن موضوع الاقتصاد المنزلي كعلم و نظام و فن معروف عالميا و قبل أن يصبح كعلم متميز فهو عادات و تقاليد يومية موروثة من الأمهات و الأجداد، فهم منذ القدم معروفين باليقظة في تدبير الشؤون المنزلية سواء من ناحية  ترشيد النفقات المالية أو تربية الأطفال أو استظافة الأقارب و الاستعداد للأمور الطارئة.

كما اكدت الأستاذة أن تدبير الاقتصاد المنزلي ليس وليد اليوم و إنما متجذر عند الأجداد و الأمهات و هو تخصص علمي في الكثير من الجامعات الغربية و العربية يهتم بالبحث عن راحة الأسرة و خلق الرفاهية لها من خلال ترشيد مواردها من أجل تلبية مختلف احتياجاتها.

و ذكرت في ذات السياق، عن الحاجيات المعنوية و المادية التي تعرفها الأسر و يغلب انتشار الفهم عن رشادت الموارد المالية في تلبية الحاجات المالية، و لكن الاقتصاد المنزلي لا يقتصر على هذا البعد المالي الذي يقابله حاجيات مالية بل هناك حاجيات أكثر أهمية في هذا المجال فمن الجانب المعنوي للأسرة، يهتم بالشؤون النفسية و الاجتماعية و أمور التواصل لأن الأسرة عندما تكون في توازن نفسي و تواصل إيجابي يمكن اعتبارها كمورد بشري نفسي متوازن يمكن أن يؤدي أداء اقتصادي مهم.

كما يهتم الإقتصاد المنزلي "حسب محدثتنا" بالجانب الصحي للأسرة فمن بين انشغالاته هو التغذية الصحية و الاعتناء بصحة أفراد الأسرة و في الوقت المعاصر يهتم الاقتصاد المنزلي أيضاً بالمسؤولية الاجتماعية و البيئية لتحسيس الأفراد على أعطاء أهمية للتوجه البيئي و الاجتماعي.

و خلال استفدتها سابقاً من دورة تدريبية التي نظمتها جامعة الجزائر 3 مع جمعية رعاية الشباب كمدربة للاقتصاد المنزلي، ترى صديقي أن الإقتصاد المنزلي يعتمد في توعية الشباب لتجنب و الحد من المخدرات، و يهتم أيضا بكل التهديدات المحطيية المستجدة التي تمس بأبناءنا.

فمن وظائف أفراد الأسرة الاهتمام برعاية الطفل و عدم لجوءه لتهديدات التي تقضي على بدنه و عقله، لهذا يهتم الإقتصاد المنزلي بكل شؤون الأسرة للوصول إلى أفراد أسرة كمورد بشري بناء في المجتمع.

و بخصوص شهر رمضان، شددت محدثتنا على أنه ليس شهر استهلاك مادي فقط بل هو شهر القرآن فلا يجب أن يضيع أفراد الأسرة في تلبية الاحتياجات المادية بل أن يكون التوجه الرئيسي هو قراءة القرآن لأنه مورد رئيسي محرك لكل الموارد الأخرى، حيث يعطي للشخص طاقة روحية تجعله متزن و ليس أنانيا بل متعاون مع أفراد الأسرة لنحس بالحاجات المادية للفقراء خاصة و أن في شهر رمضان تضاعف الحسنات لهذا الصدقة تضاعف بغير حساب عنه الله تعالى.

الوسطية هي الموجه الرئيسي في الإنفاق خلال شهر رمضان 

أما عن الانفاق في شهر رمضان، نوهت المدربة صديقي أنه مهما كانت مواردنا المالية يجب احترام الوسطية و عدم الاسراف في نفقات و حاجيات ثانوية بل الانفاق حسب الاحتياجات و ما يتطلبه اليوم كما قال الله سبحانه و تعالى ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا﴾ [ سورة الفرقان: 67]

ديننا أعطانا برنامج مفصل حول كيفية الانفاق في شهر رمضان فلا تضييق في الإنفاق و لا إسراف فوق الحد، بل الوسطية هي الموجه الرئيسي في الإنفاق خلال شهر رمضان.

سوق الله تعالى أيضا " وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا ".

و من جهة أخرى، تعتبر الأستاذة صديقي أن الاقتصاد المنزلي يحث على عدم تجاوز الدخل الشهري و إلا وقع الشخص في فخ الديون و يكون له الكثير من المشاكل مع دائنه، و الجميل أنه في الأسرة الجزائرية و المرأة بصفة خاصة أن تطبخ بنفسها و هذا يقلل من التكاليف و تتميز باليقظة بحيث يمكنها تدبير الكثير من الأمور بأقل تكلفة.

و في هذا الإطار أفادت بأن المرأة الجزائرية هي الأساس في ترشيد النفقات خلال شهر رمضان حيث تحدد بدقة ما الذي تطبخه و إذا كان هناك فائض من المأكولات يمكن استعمالها في اليوم الموالي و تحترم الوسطية في الإنفاق خاصة إذا كان الزوج  فقط هو ساحة الدخل فعليها أن تحترم محدودية الدخل و لا تقع في فخ التقليد و إذا كان هناك وفرة مالية لا يجب التبذير و الإسراف.

اهتمام الإقتصاد المنزلي بالبعد التكنولوجي

و حول علاقة الإقتصاد المنزلي بالرقمنة أوضحت ذات المتحدثة أن كل الأسر الجزائرية تتأثر بمستجدات المحيط خاصة عامل التكنولوجيا الذي أصبح يفرض نفسه بشكل خاص، لهذا الإقتصاد المنزلي أصبح يهتم بهذا البعد التكنولوجي ففي الوقت الحالي لا يمكن تصور أسرة بدون انترنت الذي يسمح لها بمواكبة المحيط الخارجي بأقل التكاليف.

و أضافت في هذا السياق أن "وجود حاسوب في البيت يسمح من استقبال ملفات مرقمنة دون عبئ الانتقال كما يمكن تحميل التطبيق الذكاء الاصطناعي الذي يسهم في عقلنة و رشادة الدخل للأسرة، فرغم أهمية هذه التكنولوجيا وجب اليقظة خاصة لدى الأطفال من أجل الاستفادة من التكنولوجيا لرفع المستوى العلمي و الثقافي و الروحي و استغلالها في الشهر الكريم للتقرب إلى الله".

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services