277

0

احتفاءً بالسنة الأمازيغية الجديدة... نادي الجوهرة ينظم ندوة فكرية باجتماع نخبة الفكر والثقافة

في أمسية ثقافية استثنائية، نظم نادي "الجوهرة" بالتعاون مع المكتبة العمومية للمطالعة وانزار عبد الكريم بمدينة سعيدة جلسة فكرية تحت عنوان مميز "تيدرناتين وروبا".

الحاج شريفي

وجاءت هذه الفعالية، التي احتضنتها قاعة المحاضرات، ضمن الاحتفالات بالسنة الأمازيغية الجديدة "يناير"، لترسيخ قيم الهوية الثقافية الأصيلة واستعراض العمق التاريخي للمنطقة.

وافتتحت الجلسة الأستاذة خديجة قادري بكلمات حملت في طياتها دعوة صريحة لربط الحاضر بالماضي، مؤكدة على أهمية تسليط الضوء على التراث الأمازيغي العريق كجزء من الهوية الوطنية.

كما قدم الدكتور حصاد عبد الصمد مداخلة مستفيضة تناولت السكان الأصليين لمنطقة سعيدة، مسلطا الضوء على تطور النسيج الثقافي والاجتماعي للمدينة عبر العصور، وكيف أسهمت الجذور الأمازيغية في تشكيل هويتها المميزة.

في حين ركز الدكتور دربال سعيد على المواقع الأثرية التي تعكس طابع المنطقة، مشددا على ضرورة الحفاظ على هذه الكنوز التاريخية باعتبارها شاهدا على عظمة الحضارة التي ازدهرت في ربوع سعيدة.

أما الكاتب و الدكتور معمر دربال، فقد أبحر بالحاضرين في رحلة عبر التاريخ من خلال مداخلته "تيدرناتين وروبا"، حيث استعرض شخصية الفيلسوف والمحارب الأمازيغي تيدرناتين ودوره في مقاومة الاحتلال الروماني، وأشار إلى القديسة روبا كنموذج آخر للصمود الثقافي والروحي في وجه الهيمنة الرومانية.

وشهدت الأمسية حضورا لافتا لنخبة من المثقفين والباحثين الذين ساهموا بمداخلاتهم الثرية في إثراء الحوار. عبر الحاضرون عن وعي ثقافي عميق، من خلال أسئلتهم وتعليقاتهم التي أضافت أبعادا جديدة للنقاش، كما نالت المداخلات استحسان الجميع لما تميزت به من طرح علمي دقيق ورؤية تحليلية معمقة.

واختتمت الجلسة بمجموعة من التوصيات المهمة، حيث دعا المشاركون إلى تكثيف الجهود البحثية حول التراث المنطقة، مع التركيز على المواقع الأثرية والعمل على توثيقها، كما شددوا على ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية هذا الإرث الثقافي، ودمجه في المشاريع التنموية المستقبلية.

وتزامن الجلسة مع السنة الأمازيغية الجديدة "يناير" أضفى عليها بعدا رمزيا إضافيا، حيث مثلت فرصة لتجديد الفخر بالهوية الثقافية للأمازيغ، وتعزيز قيم الأصالة والتنوع الثقافي في الجزائر.

في أجواء امتزج فيها عبق التاريخ بروح الاحتفال، خرج الحاضرون من الجلسة برؤية واضحة تؤكد أهمية استثمار التراث الثقافي في بناء المستقبل، لتثبت سعيدة مجددا أنها ليست مجرد مدينة عابرة في الزمن، بل شاهدة على حضارة عريقة، ومنارة للفكر والثقافة والإبداع.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services