438

0

أحمد يسعد يؤكد لبركة نيوز أن "المركز الثقافي الإسلامي صرح ثقافي قيمي يبني المنظومة الإجتماعية برؤية استراتجية استشرافية "

 المركز الثقافي الإسلامي ، هيئة ثقافية رسمية تعمل على المحافظة على القيم الإسلامية وتعزيز الأخلاق في المجتمع  من خلال احتضان مختلف شرائح المجتمع بإستراتجية متكاملة تجمع بين التوعية و الإرشاد الديني ؛ وبمنهاج أصيل مرجعيته التراث الحضاري الإسلامي.

ومن هذا المنطق وقصد التعريف بهذا الصرح الإسلامي الثقافي كان لقاؤنا مع الدكتور أحمد يسعد المدير العام للمركز الثقافي الإسلامي لتحديد أبعاد وأهداف هذا الصرح الثقافي  والتعرف على رؤيته الإستراتجية ومختلف البرامج الثقافية.

حاورته شيماء منصور بوناب

قبل الحديث عن أهم مساعيكم المسطرة في قيادتكم للمركز الثقافي الإسلامي،هل يمكنكم اطلاعنا على خلفية تكوينكم الذي أهلكم لتولي منصبكم الحالي؟

بداية وقبل الحديث عن ماهية المركز و أهم مهامه الأساسية، وجب الاشارة الى خلفية تكويني و تعلمي الأكاديمي الذي سبق تولي لمنصب المدير العام للمركز الثقافي الإسلامي، فبعد أن تلقيت تعليمي الثانوي في مسقط رأسي بالبليدة بوفاريك توجهت نحو الجامعة الجزائرية بالخروبة ثم بوزريعة إلى أن تخرجت منها سنة1994 في ظروف صعبة تزامنت مع العشرية السوداء .

وفي تلك الاثناء تقدمت بعد التخرج مباشرة للخدمة العسكرية الذي قضيت فيها قرابة أربع سنوات إلى غاية 1999لأنخرط بعدها في سلك التعليم الثانوي في مسقط رأسي أين عززت قدراتي الثقافية والعلمية بما يسمح لي على تولي منصب مدير فرع المركز الثقافي بالبليدة من سنة2007إلى غاية2016ثم انتقلت للعاصمة كمدير عام للمركز الثقافي الإسلامي إلى غاية اليوم.

باعتبار المركز الثقافي الإسلامي مؤسسة عمومية تحت وصاية وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ماهي أهم أهدافه ومهامه الأساسية وكذا أنشطته الثقافية و الادبية والدينية؟

المركز الثقافي الإسلامي، مؤسسة عمومية ذات طابع إداري يتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي، وهو تحت وصاية الوزير المكلف بالشؤون الدينية والأوقاف، تم إنشاؤه في 21مارس 1972.

أما إذا تحدثت عن أهدافه وجب القول أنه يسعى لتنفيذ السياسة الوطنية في مجال ترقية الثقافة الإسلامية ونشرها وإحياء التراث الإسلامي بما يعزز أسس المرجعية الدينية الوطنية ويخدم الرسالة الحضارية للجزائر وكذا بعث الثقافة الإسلامية وتعميمها والسهر على ازدهار الفكر الإسلامي الأصيل، بتنظيم ندوات و ملتقيات جهوية و دولية التي تعزز المساهمة في جمـــع المـــخـــطـــوطات والمحافظة عليها وتسهيل الاستفادة منها .

بالإضافة الى تحقيق الادماج الاجتماعي للمرأة الماكثة في البيت والأمية من خلال تسطير برنامج متكامل يعزز قدراتها و يصنع كفائتها وثقتها بنفسها وبمهارتها، بناءا على اشراكها في دورات تعليمية و تكوينية.

كما يتكفل المركز بالطلبة و التلاميذ من خلال تهيئة المكتبات وقاعات المطالعة بما يسهل ظروف تمدرسهم وتعلمهم بجانب تكوين نواد علمية وورشات عمل في مختلف المجالات الــثــقــافــيــة الإسلامــيـة، لا سيـمـا الخط الـعـربي والمجـمـوعـات الصوتية وعلم الفلك.

بما أن بعث الثقافة الإسلامية وتعميمها والسهر على ازدهار الفكر الإسلامي الأصيل، يشترط تظافر الجهود مع مختلف المؤسسات والهيئات...في هذا الجانب ماهي استراتيجيتكم لتحقيق ذلك؟

من محور الحديث عن شراكة المركز الثقافي الإسلامي مع مختلف الأعضاء الفاعلين الرسمي يمكنني القول بأن المركز يسعى لفتح مجال التعاون المشترك مع كل المساهمين في ترقية الثقافة الإسلامية و إصلاح المجتمع ، شرط أن لا تتعارض مبادئ مؤسستهم مع مبادئ المركز، ولعل اهم الشراكات القائمة نجد وزارة التعليم العالي و وزارة التكوين المهني وكذا الدواوين الرسمية كديوان مكافحة المخدرات وديوان الحج والعمرة.

سياسة المركز تراعي احتضان الشباب عبر تشجيع الإبداع الثقافي الإسلامي وكل المبادرات الرامية إلى ترقية الأنشطة الثقافية الإسلامية، هل وجدتم تجاوب من الشباب و ماهي أهم الصعوبات التي واجهتكم في مساركم خاصة وأننا نلاحظ مؤخرا عزوف كبير عن الأنشطة الثقافية الراقية من طرف الشباب؟

في هذا المسعى يفترض بي الحديث عن دور المركز في النهوض بالمجتمع من خلال استهداف الشباب و ضمهم الى منظومته القيمية الثقافية التي تعزز الإرادة لديهم وتخلق حاجز منيع بينهم وبين الآفات الاجتماعية التي تفرض ابراز مسؤوليات المنظمات الاجتماعية من حيث اسهاماتها و أدوارها التي يحدد المجتمع مدى كفاءتها ونجاعتها.

وفي سبيل تحقيق ذلك اشير إلى منهاج استحضار معالم التراث الإسلامي في المحاضرات و الندوات قصد تقريب الشباب بخلفيتهم التاريخية وهويتهم الإسلامية و الوطنية خاصة وأن تراث الجزائر متنوع يستدعى الحفاظ عليه في مخطوطات و أرشيف متين تصونه الكتب و المطبوعات.

في السياق ذاته انوه بوجود شرخ علمي ثقافي بين الشباب و المحاضرات ، اذ نجد حسب عزوف كبير عن أماكن انتقاء العلم و الثقافة في المراكز الثقافية و النوادي المعرفية، رغم وجود أساتذة ومؤرخين أكفاء يتداولون على إلقاء المحاضرات في المناسبات و الأيام العادية.

وفي سبيل تحقيق التوازن بين عزوف الشباب عن المحاضرات و بين انتقاء المعارف السليمة، من المفروض التأكيد على ضرورة تغيير الوسائل المعرفية من فترة لفترة أخرى استجابة للمتطلبات الرقمية التي تعي بتفعيل منصات التواصل الاجتماعي وجعل المحاضرات اكثر انفتاحا عليها لضمان وصولها لكافة الشباب باعتبارهم من بين الفئات التي تواظب على المنصات الرقمية و أكثرها اطلاعا على مضامينها.

 كما أن استراتيجية احتضان الشباب لا تستكمل فعاليتها الا من خلال تضافر الجهود من أعلى الهرم الى اسفله باعتبار الشباب معادلة تركيبية تشترط العمل المشترك المتبادل مع السلطات لتعزيز قابليتهم للإدراك والوعي بدورهم في المجتمع .

غالبا ما يقترن موضوع التربية بالدين والعقيدة كونها ركيزة التوجيه التربوي الذي يتكفل به مركزكم عبر احتضان الأطفال بواسطة الأنشطة العلمية و الدينية المختلفة من بينها "مصحف لكل طفل"  وغيرها ؟ وكيف يتم تشجيع النشء الجديد لخلق في ذاتهم  روح الإبداع الراقي؟

باعتبار أن التنشئة الجديدة هي عماد المستقبل و استثمار العصر ، يعمل مركزنا على توجههم كهيئة رسمية مستقلة تهتم بالمجتمع ومختلف شرائحه ، بما فيهم الطفل الذي يحتضنه المركز منذ سن ما قبل التمدرس من خلال تطبيقات برامج الألعاب الثقافية التربوية التي تجمع بين التعليم و الترفيه .تدعم أيضا بمسابقات نوعية تربط الطفل بعقيدته كمسابقة "مصحف لكل طفل" الذي وصل لطبعته السابعة يحفز الأطفال على المنافسة الدينية التي تقربهم من عقيدتهم وسنة نبيهم.

  يشهد المجتمع حركية واضحة في دعم المراة لاسيما الماكثة في البيت و الأمية بالأخص .. وهو ما دفع بالمركز للإهتمام بهذه الفئة من خلال اشراكها في أنشطته الراقية ،ما هي النتائج المحققة في هذا الإطار؟

انطلاقا من عنوان "المركز يعزز مكاسب المجتمع في احتضانه للمرأة " وفي ذلك اشارة لدور المرأة في المجتمع باعتبارها اللبنة الأساسية لتطويره واصلاحه ، فالمركز يعتمد على استراتيجية استشرافية تقوم على احتضان المرأة عقائديا و معرفيا و كذا تكوينيا من خلال تسطير برنامج متكامل يشمل المرأة الماكثة في البيت والمرأة الامية .

كما أن المركز الثقافي الإسلامي يسعى جاهدا للتنويع في الانشطة التي تخدم المرأة وتساعدها على بناء قدرتها و تطوير ذاتها ، انطلاقا من تنظيم حلقات تعليم القراءة و الكتابة ثم مساعدتهن على حفظ كتاب الله و التدبر فيه وكذا اشراكهن في مجال التكوين المهني عبر تحقيق ادماجهم الفعلي في ورشات الصناعات اليدوية التي تؤهلهم لفتح مشارعهن الخاصة و تضن الاكتفاء لهن."

في الختام ماهي أهم مساعي المركز الثقافي الإسلامي في الوقت الراهن باعتباره من بين المؤسسات الفاعلة في المجتمع؟

أما فيما يخص الأفاق المستقبلية التي يسعى المركز الثقافي الإسلامي لتحقيقها و بلوغها ، فإننا نسعى جاهدين لتغيير المقر ليكون القبلة الجامعة لكل استراتيجيات الفروع الأخرى هو أول خطوة يتم العمل عليها حاليا باعتبار ان المقر المتوفر في العاصمة اليوم بات لا يستوعب القدرات البشرية التي تعمل فيه ،يضاف الى ذلك افتقاره للمستلزمات العصرية التي تستجيب للرقمنة و التكنولوجيا الحديثة.

وتماشيا مع المستجدات الراهنة نعمل على تعزيز الجهود المشتركة بين أعضاء المجتمع المدني و الهيئات الرسمية في سبيل دحر الآفات الاجتماعية التي تسيطر على شباب اليوم هي من بين أهم المساعي الاجتماعية التي يعمل على نشرها و تعميمها في كافة ربوع الوطن.

واختم كلمتي بضرورة التوجه نحو رقمنة الترجمة الفورية للتراث الإسلامي ، لضمان نشره وترقيته وكذا تداوله على نطاق واسع يساعد على الترويج له محليا و دوليا .

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services