انطلقت اليوم الأحد، الندوات الرمضانية بجامع الجزائر، وكانت البداية بالمرأة حيث نظم المجلس العلمي بجامع الجزائر ندوة فقهية طبية خاصة بالنساء، تحت عنوان "أحكام النساء في الفقه والطب"، وهذا بحضور عدد من الدكاترة والأطباء والطلبة.

بثينة ناصري

وبالمناسبة استحسن وزير الدولة عميد جامع الجزائر محمد المأمون القاسمي الحسني مشروع هذه الندوة المنظمة في رحاب جامع الجزائر والرامية إلى التوفيق في التفقه بمعالم الدين، مشيرا إلى الحاجة الماسة للأمة لمثل هذه اللقاءات والتي ستكون انطلاقة لسلسلة من الندوات التي يحتضنها جامع الجزائر.

وأوضح المأمون القاسمي أن الموضوع المطروح في هذه الندوة يعد من أهم المواضيع التي عرفتها مجتمعاتنا المسلمة وهذا بالنظر لما تطرق إليه من اختلالات، مبرزا إلى أن جامع  الجزائر تبقى رحابه مفتوحة ليحتضن الندوات لنشر التعاليم الاسلامية و القيم الدينية التي لا بد على الأمة المسلمة السير على منوالها.

ولفت وزير الدولة إلى بعض الاختلالات التي كانت سببا في انحراف العديد من الشباب بسبب الابتعاد عن الدين، مما أدى إلى ظهور بعض الاضطرابات في ميزان الأمة المسلمة، مشيدا بالجيل القادم الحافظة لكتاب الله معتبراً إياها من البشائر التي ترجع فينا الأمل في المستقبل القادم وتحيا في ظلاله الأمة.

وتابع قائلا "هناك من الناس يضنون أن منهج الاسلام يقتصر على العبادة، ويخفى عنهم أن معالم الدين تحيط بالعديد من جوانب الحياة الفكرية والسلوكية لذلك وجب خلق اتزان بين القيم الاسلامية".

ومن جهته أكد رئيس المجلس العلمي بجامع الجزائر موسى اسماعيل، أن هذه الندوة جاءت احياءا للسنة النبوية لتفقيه النساء في الدين، منوها إلى أن جامع الجزائر يعد مرجعية لمجتمعنا الجزائري لا يفرق بين الرجال و النساء.

وشدد على ضرورة اطلاع المرأة على أحكام النساء بين الفقه والطب، وهذا بالنظر للكم الهائل للاسئلة التي تصل حول الطبيعة الشرعية لمختلف التغيرات الفيزيولوجية التي تطرأ على جسم المرأة، مؤكدا أنه تم استدعاء العديد من أطباء وأخصائيين وأساتذة في الشريعة وهذا للتعرف على الأحكام الجامعة بين العلم والفقه.

وللدخول في جو المحاضرات أين قامت الطبيبات والأساتذة "ليلى حداد وكذا أمال موزالي" وغيرها من المتخصصات بالتفريق بين ما يجوز للمرأة فعله عند حدوث بعض التغيرات  في جسمها، وما أورده الفقهاء حول اجازة الصوم و الصلاة عند تعرض المرأة للنزيف سواء للحيض أوالولادة ومختلف الأعراض.

وبهذا الخصوص، أكدت عقيلة حسين رئيسة النشاط النسوي بجامع الجزائر، أن المرأة تتعرض لاحكام خاصة بها عند تعرضها للحيض والانجاب وغيرها من الأعراض التي تشكل تساؤلا عند المرأة ويجب تحديد حالاتها، وهذا لبيان طهارة باب الصلاة والحج وقراءة القرآن خاصة في شهر رمضان تكثر هذه التساؤلات عند النساء.

ونوهت إلى الشعار الذي رفعته النساء من أساتذة وطبيبات وفقهاء خدمة للمرأة لتعليمها في الفقه بشكل ميسر مسهل تفهمه مباشرة وهذا خدمةً للمجتمع، محددةً بذلك أحكام عدد من الحالات التي تصيب المرأة من وجوب وتجاوز والفرق بين كل الحالات.

وأشارت حسين إلى أهم الأسئلة التي تصلها من قبل النساء التي تتشارك فيها الطبيبات الاخصائيات لتحديد الحالة وتوضيح حكمها، لافتةً أن هذه الندوة هي الانطلاقة في تعليم وارشاد المرأة إلى فقه دينها وتوجيهها إلى طاعة أحكام الله تعالى.

وفي الأخير قامت الدكتورة آسيا قادري طبيبة عامة بتقديم العديد من النصائح الغذائية التي تحفظ الجسم من مختلف الأمراض، والتي تتعلق عموما بالتوازن الغذائي الذي يعد ركيزة الوقاية من الأمراض.