111

0

اضطراب اللامبالاة التكيفية حالة نفسية ناشئة عن الأزمات

بقلم : الباحثة يمنى جمال أبو زريق بسلك الدكتوراه الإرشاد النفسي والتربوي

 

في ضوء تزايد وتيرة الأزمات العالمية من الحروب والكوارث الطبيعية والظروف النفسية الجديدة التي التطلب دراسة متعمقة، ومن بين هذه الحالات يبرز اضطراب اللامبالاة التكيفية"، وهي حالة نفسية معقدة تتطور لدى الأفراد الذين يتعرضون لضغوط شديدة ومؤثرات صعبة على مدى فترة طويلة التعريف اضطراب اللامبالاة التكيفية.

يعرف ضطراب اللامبالاة التكيفية بأنها حالة نفسية تتميز باللامبالاة العميقة والشعور بالرضا والانفصال عن العالم. يطور الأفراد المصابون بهذا الاضطراب آلية دفاعية تتمثل في تبلد المشاعر والانفعالات، كمحاولة لحماية أنفسهم من الألم والمعاناة المتكررة الناتجة عن الأزمات.

أسباب اضطراب اللامبالاة التكيفية

التعرض المتكرر الأحداث مؤلمة الحروب الكوارث الطبيعية العنف المنزلي الفقدان المتكرر للأحياء.

الشعور بالعجز الإحساس بعدم القدرة على تغيير الظروف المحيطة أو التأثير فيها.

الخوف من الألم العاطفي: تجنب الشعور بالألم والمعاناة النفسية من خلال تبلد المشاعر الضغوط المزمنة التعرض لضغوط مستمرة لفترة طويلة دون الحصول على راحة كافية.

أعراض اضطراب اللامبالاة التكيفية

انفصال عاطفي شديد فقدان القدرة على الشعور بمشاعر عميقة، سواء كانت إيجابية أو سلبية.

سلبية دائمة رؤية العالم من خلال نظارة سوداوية، والتوقع المستمر بالسوء.

العدام الرغبة في التغيير فقدان الدافع لتحسين الظروف الحياتية أو تحقيق الأهداف الشخصية.

السحاب اجتماعي تجنب التفاعلات الاجتماعية والعلاقات الوثيقة..

شعور بالفراغ واللاهدف فقدان المعنى والحس بالوجود.

صعوبة في اتخاذ القرارات التردد والتأجيل المستمر في اتخاذ أي قرارات مهمة.

تغيرات في السلوك فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة سابقا، تغييرات في أنماط النوم و الأكل.

العوامل المؤثرة في حدوث الاضطراب

الشخصية الأشخاص الذين يميلون إلى الكمال أو لديهم تاريخ من الاكتتاب قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.

الدعم الاجتماعي: ضعف الدعم الاجتماعي يزيد من خطر الإصابة.

الظروف البيئية الأزمات المستمرة والصراعات تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية.

التشخيص 

تشخيص اضطراب اللامبالاة التكيفية يتطلب تقييقا شاملا من قبل متخصص في الصحة النفسية.

يتم ذلك من خلال المقابلة النفسية حيث يقوم الأخصائي بجمع معلومات حول تاريخ العريض الطبي والنفسي وأعراضه الحالية.

التقييم النفسي باستخدام أدوات تقييم نفسية لقياس شدة الأعراض وتحديد وجود اضطرابات نفسية أخرى.

استبعاد الأسباب الطبية التأكد من أن الأعراض ليست ناجمة عن مشاكل طبية.

التدخلات العلاجية والإرشادية

العلاج النفسي: يعتبر العلاج النفسي هو الخط الأول في علاج هذا الاضطراب، تشمل العلاجات النفسية الفردية والجماعية، والعلاج السلوكي المعرفي الذي يركز على تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية.

العلاج الدوائي: قد يستخدم العلاج الدوائي في بعض الحالات، خاصة إذا كانت هناك أعراض اكتتاب أو قلق شديدة.

الدعم الاجتماعي: توفير بيئة داعمة ومحبة يساعد في عملية التعافي.

البرامج المجتمعية المشاركة في برامج مجتمعية تساعد على إعادة بناء العلاقات الاجتماعية.

اضطراب اللامبالاة التكيفية هو حالة معقدة تتطلب تدخلاً علاجيا متعدد الأوجه من خلال فهم هذا الاضطراب وأسبابه وأعراضه، يمكننا تقديم الدعم اللازم للأفراد المصابين ومساعدتهم على استعادة حياتهم الطبيعية.

ضطراب اللامبالاة التكيفية، كما تطرقنا إليه سابقا، هو حالة معقدة تتطلب نهجا متعدد الجوانب العلاج والدعم.

التوصيات التي يمكن أن تساعد الأفراد المصابين بهذا الاضطراب وأسرهم للفرد المصاب الاعتراف بالمشكلة الخطوة الأولى نحو الشفاء هي الاعتراف بوجود المشكلة والرغبة في التغيير.

طلب المساعدة لا تتردد في طلب المساعدة من متخصص في الصحة النفسية، مثل طبيب نفسي أو معالج نفسي.

الانخراط في العلاج الالتزام بالعلاج النفسي الموصوف، سواء كان فرديا أو جماعيا.

بناء شبكة دعم التواصل مع الأصدقاء والعائلة، والانضمام إلى مجموعات دعم للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مماثلة.

ممارسة أنشطة تزيد من الوعي الذاتي مثل التأمل اليوجا، أو كتابة اليوميات.

العناية بالصحة الجسدية ممارسة الرياضة بانتظام الحصول على قسط كاف من النوم، واتباع نظام غذائي صحي.

تجنب المسببات قدر الإمكان، تجنب المواقف والأشخاص والأماكن التي تزيد من الشعور باللامبالاة.

تطوير مهارات جديدة تعلم مهارات جديدة يمكن أن تساعد في زيادة الثقة بالنفس والشعوربالإنجاز.

العائلة وأصدقاء المصاب

التفهم والدعم: حاول فهم ما يمر به الشخص المصاب وتقديم الدعم العاطفي له.

تشجيع العلاج شجع الشخص المصاب على طلب المساعدة من متخصص.

تجنب اللوم تجنب لوم الشخص المصاب على مشاعره وسلوكه.

الاهتمام بالذات لا تهمل احتياجاتك الخاصة، فالعناية بنفسك ستمكنك من تقديم دعم أفضل للآخرين.

للمجتمع :

توعية المجتمع نشر الوعي حول اضطراب اللامبالاة التكيفية وأعراضه، وكيفية التعامل مع الأشخاص المصابين به.

توفير الدعم: توفير خدمات الدعم النفسي للأشخاص المتأثرين بالأزمات والصدمات.

تشجيع البحث العلمي: دعم الأبحاث المتعلقة بهذا الاضطراب لتطوير علاجات أكثر فعالية. ملاحظات هامة : كل حالة فريدة قد تختلف تجربة كل شخص مع اضطراب اللامبالاة التكيفية، لذلك من المهم تخصيص خطة العلاج لكل فرد على حدة.

الصبر والمثابرة الشفاء من هذا الاضطراب يتطلب وقتا وجهدًا، ولا يجب التوقع بحدوث نتائج فورية.

العمل الجماعي التعاون بين الفرد المصاب وعائلته ومقدمي الرعاية الصحية هو مفتاح النجاح.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services