لعل العديد من الناس يجهلون خطورة استهلاك السكر المفرط، فمنذ فترة طويلة وجهت أصابع الاتهام إلى المحلِّيات الصناعية أو بدائل السكر، بإحداث أضرار بليغة في جسم الإنسان، وهناك العديد من الدراسات التي حذرت من تناولها، على غرار ما أكدته الدراسة جديدة بوضوح شديد كيف أن هذه المحليات تحول بكتيريا الأمعاء الصحية إلى ميكروبات ضارة بعواقب وخيمة.

بثينة ناصري 

وفي سياق نفسه كشفت الدكتورة عائشة سرير الحرتسي طبيبة مختصة في الغسيل الكلوي وباحثة في الطب الشمولي، وفي لقاء خصت به بركة نيوز، عن الخطورة التي يحتويها السكر الأبيض باعتباره أحد الآفات التي تؤدي بحياة الإنسان وتفسد نمط صحته.

الطب الشمولي.. التركيز على الإنسان لا المرض

وتحدثت الدكتورة عن الطب الشمولي الذي يشمل الطب الكلاسيكي الأكاديمي، مؤكدة أنه يدرس في الجامعات في وقتنا الحالي ويشمل كذلك كل وسيلة طبية تصل إلى الشفاء، مشيرة إلى أن الطب الكلاسيكي عادة يبحث في أسباب المرض وطريقة التشخيص والعلاج الكيميائي أما الطب الشمولي فيبحث في الجانب النفسي والجانب الوجداني والروحي والاجتماعي والصدمات النفسية التي يتعرض لها الأفراد والصدمات العاطفية وكيف لها تأثير على الانسان وعلى وجود الكثير من أمراض العصر التي نعيشها بالإضافة إلى طريقة وصف الدواء وما إلى ذلك.

وتابعت قائلةً "فيتناول كل هذه الجوانب ولا يخص العلاج الكيميائي فقط يستعمل المرافقة العصبية الوجدانية و المرافقة النفسية وكذا الزيوت العطرية وبعض الأعشاب البسيطة، الرياضة وتأثيرها على تحفيز الشفاء الذاتي في الجسم "المشي في الغابات وعلى شاطئ البحر وتأثيره" الجانب النفسي وبالتالي يساعد الجسم على الوصول إلى مرحلة التشافي".

والطب الشمولي -حسب ذات المتحدثة- يبحث عن الوقاية من الأمراض وطرق علاجها باعتبارها جوانب لابد كمجتمعات عربية و إسلامية ومجتمعات إنسانية الدخول في هذا المجال، لأنه الحياة الانسانية سئمت من كثرة الأمراض، والواقع الذي نعيش فيه بحكم تواجد الشيخوخة المبكرة الآن والأمراض التي كانت تظهر في 60 سنة و70 سنة، أصبحت تظهر الآن في 30 سنة و 35 سنة، وبالتالي لا يمكن المواصلة بهذا الشكل. 

وقالت "لأنه إذا أردنا التنمية و أردنا التطور نحن بحاجة إلى أجيال شابة ومفكرة ومبدعة تستطيع أن تنهض بأوطانها إلى مصاف الدول المتطورة القادرة على احداث تغيرات تاريخية  واسعاد البشرية ".

ادمان السكريات يخلف عادات سيئة لدى الإنسان 

وفي ذات الصدد، ترى الدكتورة الحرتسي الإدمان على السكريات يعتبره أطباء التغذية والباحثين الآن أخطر بستة مرات من الإدمان على الهيروين، حيث أن الانسان من عادته ان يدخل في ذهول عندما يعرف أن أحد هم مدمن على الهيروين والكحول، ولكن لا يعرف أن 90% من المجتمعاتنا المعاصرة مدمنة على السكر الأبيض وهو أخطر بكثير من كل المخدرات المعروفة.

وأوضحت أن ملعقة أكل من السكر الأبيض تؤدي إلى توقف عمل الجهاز المناعي لمدة خمس ساعات وبالتالي الإنسان معرض لكل الأمراض الفيروسية والبكتيرية وحتى الأمراض السرطانية، لأن الخلية السرطانية خرجت عن النمط العام و تتكاثر لصالحها في الجهاز المناعي وإذا كان هذا الجهاز المناعي مخدر والمثبط باستهلاك للسكريات فكيف يقوم بدوره بكفاءه.

وبالحديث عن النقطة الثانية، قالت الدكتورة "فنحن نبحث عن تشخيص السكري عن طريق تحليل السكر في الدم وعن طريق تحليل السكر الثلاثي فقط بينما هناك مرحلة très diabète،  تقريبا 80% من المجتمعات المعاصرة موجودة فيه"، مبرزة أنه لا نستطيع أن نشخصها إلا بمعرفة نسبة لانسولين في الدم التي نستطيع من خلاله ايجاد معدل السكر في الدم الطبيعي والسكر ثلاثي الطبيعي لكن معدل الانسولين مرتفع في الدم، وهذا يدل على أن الجسم يبذل مجهود أكثر من العادي من أجل أن يصل إلى مستويات السكر طبيعية.

العلاج المبكر والابتعاد عن السكر المضر بالصحة... طرق وأساليب 

وتابعت حديثها أنه بعد ذلك لابد البدأ في مرحلة العلاج وأهم نقطة فيها التخلص من السكريات السريعة الامتصاص مثل السكر الأبيض الفرينة الخبز الأبيض والعصائر، وكل الصناعات الغذائية التي تعمل على تحسين الذوق فيها، وبالتالي إيجاد سكريات وحتى مملحات من أجل العمل على إدمان اللسان على هذه الأمور التي نهايتها صعبة وخطيرة على الجسم، خاصة إذا تعرف الفرد على أن السكري هو مرض يصيب كل الأعضاء، كالأعصاب، الأوعية الدموية، العمى الفشل الكلوي وكذا أمراض القلب والشرايين ومشاكل القدم السكري وهي حمل ثقيل على المنظومة الصحية لأي دولة.

وفي الأخير دعت الدكتور الى الخروج من النمطية المجتمعية التي نعيش فيها، وقالت بهذا الشأن " يجب ان نفكر خارج الصندوق بما يجعلنا نلاحظ شباب وشابات ونساء في مقتبل العمر يستيقظون صباحا في حالة تعب وكآبة وفي حالة نفور من  التواصل مع الغير، وإذا سألنا انفسنا عن السبب سنجد أنفسنا  في منظومة حضارية غربية هدفها تدمير الإنسان وتدمير الأوطان عن طريق تدميره باعتباره القوة الأولى في كل مجتمع من المجتمعات.