الدكتور سعيد بويزري يدعو لترجمة السيرة النبوية على أرض الواقع

ضمن فعاليات الأسبوع الدعوي الثامن – ’’ قبسات نورانية من سيرة خير البرية’’- الذي ينظمه مسجد الفتح المبين ببلدية باب الواد بالجزائر العاصمة ألقى مساء أمس الأربعاء الدكتور سعيد بويزري محاضرة بعنوان ’’ نظرات في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم’’ وسط حضور واسع وتفاعل كبير لجموع المصلين.

عبد النور بصحراوي

استهل الدكتور سعيد بويزري حديثه بالتأكيد على أن السيرة النبوية العطرة هي ترجمة فعلية لنصوص الوحي وأنها تتجلى في أنصع صورة في أفعال وأقوال النبي صلى الله عليم التي ترسخ للمبادئ النبيلة والقيم العظيمة التي بها سعادة الإنسان في الدارين ضاربا في ذلك عدة أمثلة حية من وحي الواقع الذي عاشه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم.

وأضاف بأنه يتوجب على الجميع قراءة السيرة النبوية قراءة واعية تمكن من معالجة الأمراض والآفات التي يتخبط فيها المجتمع ويتعين عليه معالجتها من خلال تتبع معالم الوحيين اللذين يدعوان لمحاربة كل ما يهدد البناء الاجتماعي ومن ثم ترسيخ الخصال الحميدة التي تكرس لمجتمع منسجم ومتصالح مع ذاته.

وفي نفس السياق واصل بويزري مستعرضا بعضا من تجليات السيرة النبوية التي جاءت في الأساس لبناء وصناعة الإنسان الذي يعد المشروع الأكبر والذي ينبني على التربية السليمة والتنشئة الصحيحة التي تكفل القيام بواجب الاستخلاف وعمارة الأرض والتي أولاها النبي صلى الله عليه وسلم أهمية كبيرة من خلال عديد المواقف مع الأطفال الذين ما فتئ يغرس فيهم القيم العقدية والأخلاقية التي تمهد لخلق جيل واع بما ينتظره في شعاب الحياة داعيا في ذات الوقت لتمثلها في المعاملات اليومية بين الأفراد داخل الأسرة وفي الشارع وفي أماكن العمل وغيرها.

ومن صناعة الفرد إلى بناء الأسرة التي اعتبرها صاحب مشروع ’’ الصلح خير’’ أنها الملاذ الذي يحتمى ويطمئن به وأنها مستمد الطاقة التي تصدر للخارج فردا ذا تأثير إيجابي في محيطه مشددا على ضرورة على المحافظة الأواصر الأسرية وخاصة من خلال قيمة صلة الرحم وحسن التعامل بين عناصر الكيان الأسري.

ومن مستوى الأسرة إلى مستوى الأمة عرج الدكتور بويزري ببعض الآيات القرآنية التي تحث على الأخوة والإيثار وحفظ مقامات الأشخاص الذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل مجد الأمة وعزتها مؤكدا في الأخير على عالمية الرسالة المحمدية التي تمتاز بالرحمة والتي تحمل في طياتها الخلاص للبشرية مما هي غارقة فيه من مشاكل وأزمات داعيا الجميع إلى الاعتبار من قراءة السيرة النبوية في سبيل التغيير الحقيقي.

اختتم اللقاء بتكريم الشيخ سعيد بويزري من طرف القائمين على مسجد الفتح المبين وسط احتفاء و ترحيب كبير من طرف رواد المسجد الذين عبروا عن امتتنانهم وسعادتهم بحضور هذا المجلس الدعوي المعبر.