134
0
عبد المطلب روينة لبركة نيوز: ’’ ثقافة الانخراط هي سبيل بناء جزائر المستقبل’’

الأستاذ عبد المطلب روينة مدير مركز تطوير أنشطة الترفيه العلمي بأولاد فايت،شخصية ناشطة في مجالات الأطفال والشباب وغرس ثقافة العلم بطرق متجددة تدفع نحو الإبداع والابتكار والخروج بأجيال مستقبلية تصنع التغيير في شتى المجالات، بالإضافة إلى اهتمامه بالنشاط الجمعوي وقضايا الفكر والتربية في مسيرة حافلة تزيد عن 30 سنة، ولاستعراض أهم محطات تجربته في هذه المجالات الحيوية جمعنا به هذا الحوار.
حوار عبد النور بصحراوي
في البداية سيدي هل لك أن تعرفنا بشخصكم الكريم وأهم محطات تجربتكم?
إسمي الكامل عبد المطلب روينة تخصصي الأصلي هو الميكانيك، ودخلت عالم التربية والشباب منذ سنة 1990، ومنذ ذلك الوقت وأنا مهتم بنشر ثقافة العلم وتطوير أساليب التعليم، أشرفت على عديد التكوينات وخاصة في علم الفلك كما كنت أصغر رئيس لجمعية الشاطر سنة 1993، كنت كذلك أول من أدخل فكرة المقاهي العلمية سنة 1999 بالإضافة الى تسييري لمراكز وفضاءات تنشيطية بالعاصمة وصولا إلى المركز العلمي لتطوير أنشطة الترفيه العلمي بأولاد فايت الذي أعمل به حاليا، لي اهتمامات بعالم كتاب الطفل ولي تجربة في التأليف متمثلة في كراسات التجارب العلمية وهي عبارة عن دليل في كل تخصص علمي.
باعتباركم ناشطا في مجال عالم الطفل كيف تقيمون واقع العمل الجمعوي الموجه لهذه الفئة الحساسة?
في الحقيقة أن تجربة العمل الجمعوي الخاص بعالم الأطفال ليست في المستوى المطلوب و تشوبها الكثير من الصعوبات في عدة نقاط خاصة ما تعلق بضعف التصور لدى الجمعيات في هذا المجال الحيوي وتجاه هذه الفئة التي يعول عليها مستقبلا، بالإضافة إلى المشاكل الكلاسيكية التي يعرفها العمل الجمعوي في الجزائر من عدم توفر المقرات و تمويل النشاطات بالإضافة إلى ظروف عامة معقدة وخاصة ما تعلق بالأسرة والأولياء الذين يجدون صعوبة بالغة في التوفيق بين تغطية الحاجيات الأساسية و مساعدة أبنائهم على الإخراط في نشاطات الأطفال بشكل مثالي.
في نفس السياق ما هي نظرتكم لواقع المنظومة التربوية؟
من المعلوم أن المنظومة التربوية في الجزائر بأطوارها الثلاث تحمل في طياتها أكثر من 8 مليون تلميذ وهذا عدد هائل إذ لا يمكن إنكار جهود استقبال واستيعاب هذا الكم الهائل من المتمدرسين غير أن الناظر بصدق إلى حال مدارسنا اليوم يجدها تتخبط في عديد الإشكاليات خاصة في جانب البرامج والمناهج وطريقة عرض الدروس التي يغلب عليها الحشو والتكديس رغم بعض النماذج المضيئة في هذا الفلك، وللخروج من هذه الوضعية أمامنا عدة حلول في مقدمتها إعادة النظر في البرامج والمناهج والتي تكون تحت إشراف لجنة وطنية تضم الخبراء والمختصين والفاعلين في المجال التربوي والتعليمي للخروج بهيكلة جديدة للقطاع تمكن من رفع المستوى بالإضافة إلى الإستفادة من التجارب الناجحة عالميا ومحاكاتها، كما أقترح أن تعود المدرسة إلى الطبيعة التي تعد أكبر مخبر علمي وتقليص ساعات الدراسة في القسم و الذي أعتبر الجلوس فيه لساعات طويلة بمثابة العقوبة خاصة في ظل التقدم العلمي.
بالعودة الى الحديث عن الطفل ماذا عن اندماجه في عالم الابتكار؟
أرى أن هناك توجها عاما نحو كل ما هو إبداع وتجديد وابتكار وخاصة عند الأطفال وأوليائهم عكس ما كان سابقا فكل الإهتمامات تصب في تخصصات ذات طابع علمي كعلم الفلك والروبوتيك وغيرها في حركية هائلة نحو غرس ثقافة العلوم التي من شأنها تكوين جيل مساير للطفرة العلمية والتكنولوجية التي يشهدها العالم، وفي هذا السياق أدعو المؤسسات الإقتصادية العمومية والخاصة للإستثمار في هذا الجانب بتخصيص جزء من المداخيل لرعاية أفكار ومشاريع الأطفال ولو حتى بتخصيص أجنحة وفضاءات مصغرة داخل المؤسسات لفائدة أبناء الموظفين،دعما لهذا المسار الذي يؤسس لحركية علمية واقتصادية هائلة.
الحديث عن الإبتكار يقودنا مباشرة للحديث عن موجة المؤسسات الناشئة، كيف ترون واقعها وآفاقها؟
في الحقيقة أن الإبتكار في مستويات أقل على مستوى المراكز والنوادي العلمية يمهد الطريق نحو إنشاء المشاريع والمؤسسات الناشئة لما تتيحه من فرص لتطوير الأفكار وتعلم مهارات القيادة والتسيير وتنمية حس العلاقات ما يدفع للتحرر والإبداع في عالم المقاولاتية مستقبلا غير أن هذا المنحى الذي نثمنه لابد من مرافقته بالإضافة إلى الحاضنات من طرف المؤسسات الكبرى صاحبة التجارب والإمكانيات المادية لتنفيذ هذه المشاريع وجعلها تعمر طويلا ضمن توجه اقتصادي شامل، يعيد بعث الصناعات واسترجاع المؤسسات الناجحة التي تم غلقها والتي كانت تشكل سابقا صمام أمان للإقتصاد الوطني.
بالعودة للحديث عن واقع الساحة الجمعوية، ما هو المنتظر من قانون الجمعيات الجديد؟
ننتظر باهتمام صدور قانون الجمعيات الجديد والذي نستبشر من أصدائه الأولى خاصة مع طلب رئيس الجمهورية إعادة النظر في بعض نقاطه خلال آخر اجتماع لمجلس الوزراء الشيء الذي نثمنه خاصة أن المناخ ملائم أكثر من أي مرحلة سابقة لتطهير وغربلة الجمعيات في ظل الرقابة والتطبيق الصارم للقانون، ما سيمكن لعمل جمعوي مؤسساتي قائم على المردودية التي تقاس بالعمل في الميدان من خلال جداول ومصفوفة لتقييم مختلف أنشطة المجتمع المدني مع توجيه الدعم المادي لمن يستحق ولمن يكون في خدمة مباشرة لشؤون العامة.
في كلمة أخيرة ماهي رسالتكم للشباب ونحن نحي الذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب؟
أريدهم باختصارأن يعوا عظمة الوطن والأرض التي يعيشون عليها ويدركوا جيدا أن وطنا بحجم الجزائر لم يتوقف ولن يتوقف على أحد فمن الأفضل الإنخراط والمشاركة في عملية البناء وعدم البقاء على هامش التاريخ.