1096
0
عين تموشنت: الشهيد بسايح الجيلالي مفخرة الصقلة ببني صاف
ليس هناك أدنى شك في أن الوعي بضخامة التضحيات التي قدمها ابناء الشعب المخلص كبيرا جيدا من اجل تحرير هذا الوطن الغالي من دنس الاستعمار الفرنسي بعد قرن و ربع قرن من استدمار استيطاني عرفت خلاله بلادنا كل انواع القهر زهاء ثمان سنوات قدم خلالها شعبنا مليون و نصف المليون شهيدا من خيرة ابناء هذا الوطن المفدى.
حسين بونة
ولد الشهيد بسايح الجيلالي سنة 1929 بالحي الشعبي ببوكردان حاليا حي النهضة بلدية بني صاف من اب يدعى ميلود و ام تدعى مقدم يامنة ينحدر من اسرة بسيطة تعيش بكد يمنها و عرق جبينها عاش صباه بين احضان هذه الاسرة الكريمة . نشا مؤدبا مهذبا مطيعا لوالديه و محسنا لاهله مما جعله يحضى باحترام و تقدير اقاربه و جيرانه ، مكنته بيئته الشعبية من اكتساب الشجاعة و الثقة بالنفس و حينما بلغ سن الرشد التحق بالخدمة العسكرية الاجبارية بفرنسا رفقة كبداني ميلود و هناك ادرك مدى الفرق بين زخارف الخطاب عن الحرية و الاخوة و المساواة و حقوق الانسان و نقيضها الذي تمارسه فرنسا على الجزائريين .بمجرد عودته من فرنسا شعر بحكم تكوينه و وعيه ان البلاد مقبلة على تطورات كبيرة تستدعي من المواطنين الغيورين على دينهم و وطنهم الاستعداد لخوض الحرب و ركوب الاهوال من اجل استعادت السيادة الوطنية و حرية الوطن .
و بالفعل لم يطل مقامه بالبلاد حتى التحق بالثورة التحريرية سنة 1956 لانه كان على استعداد نفسي و مادي للانضمام لكوكبة المجاهدين الذين انطلقوا من مسقط راسه بني صاف و اصبح تحت قيادة سي عباس و بتقدم الثورة و اتساع رقعتها سياسيا و عسكريا تضاعف عمله و توسع نشاطة العسكري الى غاية انحاء مدينة عين تموشنت .بعد فترة وجيزة حافلة بالنشاط العسكري سقط الشهيد بسايح الجيلالي مع مجموعة من رفاقه شهيد الوطن يوم الاول من شهر ديسمبر سنة 1956 اثر معركة طاحنة ضد العدو بمنطقة ساسل .