445

0

عميد كلية العلوم محمد مالك محجوب:" نجاح طلبتنا في الخارج يعكس جودة المنهاج العلمي الجزائري وكفاءة الأساتذة و الباحثين"

تعتبرالجامعة آلية من آليات التنمية الحضارية والاجتماعية التي تساهم في تكوين و إعداد القوى البشرية المؤهلة لتحقيق الازدهار ولخدمة المجتمع والاقتصاد ، خاصة بعد القفزة النوعية التي شهدتها أواخر سنة 2019 عندما فتحت أبوابها على العالم الخارجي وسمحت للمتعاملين الاقتصادين و الاجتماعين بالاحتكاك بطلبتها تحت شعار دور الذكاء الاصطناعي التي فتحت المجال للطلبة لولوج عالم المقاولاتية وتحولت بذلك الجامعة لمركز إشعاع علمي تكنولوجي يساهم في التنمية  الاقتصادية.

ومن هذا المنطلق وقصد دراسة واقع الجامعة الجزائرية اليوم كان لقاؤنا مع عميد كلية العلوم بجامعة الجزائر واحد بن يوسف بن خدة محمد مالك محجوب للإطلاع على مستجدات القطاع .

حاورته شيماء منصور بوناب

قبل الحديث عن الجامعة الجزائرية كقطب استراتيجي يبني المنظومة الاجتماعية من حيث تكوين الموارد البشرية النخبة، هل يمكنكم تعريفنا بكلية العلوم التابعة لجامعة بن يوسف بن خدة ؟

كلية العلوم التابعة لجامعة الجزائر واحد بن يوسف بن خدة تعد من أقدم الجامعات الجزائرية ، تضم خمسة أقسام "قسم الهندسة و قسم الاعلام الآلي ثم قسم الرياضيات و قسم علوم المادة و كذا قسم علوم الطبيعة والحياة"، يتقاسم فيها المقاعد سبع الاف طالب، يؤطرهم 300 أستاذ باحث بجانب الفريق الاداري المتكون من 180 موظف يسهرون بشكل دائم على حسن التسيير والتنظيم داخل الكلية .

وبالنسبة لمسؤولياتي كعميد للكلية، فأسعى رفقة الطاقم على تعزيز الجهود العلمية و البيداغوجية وكذا التنظيمية، للرقي بكلية العلوم وجعلها في صدارة الكليات والجامعات الأخرى من خلال العمل على عدة جبهات في آن واحد قصد التصدي لمختلف العراقيل و الصعوبات التي تصادف تطوير الجامعة.

 وأركز في هذه النقطة على أن إتمام المسؤولية يقتضي الالتزام بتوصيات و تعليمات الوزارة المعنية "وزارة التعليم العالي و البحث العلمي"، خاصة ما تعلق منها بتحسين المستوى في الجانب المعرفي والمحافظة على غزارة الإنتاج العلمي للكلية، مع ترقية الجانب الإداري المتعلق بالمنشآت والمرافق التي تعتبر واجهة الجامعة و دعامتها التي تفرض التحسين و التطوير المستمر.

بما أن الجامعة الجزائرية اليوم أصبحت تحتل مكانة مرموقة  باعتبارها آلية من آليات التنمية الحضارية والاجتماعية، في رأيكم ما مدى كفاءتها في تكوين و إعداد القوى البشرية المؤهلة لتحقيق الازدهار ولخدمة المجتمع والاقتصاد؟ وما أدوارها ووظائفها في تعزيز توجهات الدولة في جانبها العلمي الأكاديمي؟

تكوين و تأطير المورد البشري باعتباره عامل مهم في عجلة التنمية، يضع الكلية تحت أمر الواقع من خلال توفير كل الظروف لهؤلاء الطلبة " سبعة آلاف طالب "كما سلفني الذكر قصد تهيئتهم نظريا و ميدانيا وتجهيزهم فعليا للحياة المهنية ما بعد التخرج.

 وعلى ذلك، تعمل الجامعة على جعل الطلبة من ضمن فئات المجتمع الفعالة في مجالها ، استناد على الذخيرة العلمية و المستوى الأكاديمي، الذي يساهم في تجسيد معالم المواطنة الحقيقية في أرض الواقع ، اعتبارا من كون الجامعة شريك في الحياة الاجتماعية تحتضن الطالب أي المواطن منذ حصوله على شهادة الباكالوريا إلى غاية تخرجه .

 اذ يسمح التكوين الجامعي من بناء منظومة اجتماعية قائمة على الكفاءات ذات قيمة علمية عالية وذات تجربة نوعية في الميدان البيداغوجي وفي الميدان العلمي وفي مختلف الميادين الأكاديمية التي تحقق الفاعلية في المجتمع.

 وهو ما يوضح ان الجامعة الآن منفتحة على المجتمع خاصة بعد فتح عدة تخصصات تربط الطالب بمحيطه ومجتمعه من حيث المسؤوليات و الواجبات المقدمة في سبيل تطويره والتي تكون مرهونة بالانخراط في المسارات التكوينية المفتوحة التي تعزز لبنة المشاركة في دفع الاقتصاد الوطني.

وهنا أنوه بأن الجامعة في مسار ادماج الحياة البيداغوجية بالحياة الاجتماعية اتخذت من تقنيات الرقمنة و التكنولوجيا وسيلة لتعزيز أهدافها عبر مواكبتها لمختلف التطورات الراهنة استجابة لتعليمات الوزارة الوصية التي فتحت آفاق التعليم عن بعد من خلال فتح الارضيات المخصصة مثل " معاملات كشوف النقاط، و برنامج الاستدراكات....."

من المعلوم أن وظيفة الجامعة مرهونة بإنتاج المعرفة وتطويرها ، من خلال استغلال كل الفرص العلمية والتكنولوجية التي تستدعي بدورها الإلمام التام بمستجدات التطور التكنولوجي ورهانات العصر. في هذا الصدد في رأيكم ما مدى استجابة الجامعة الجزائرية للتحولات الرقمية و الإلكترونية؟ وماهي أهم الصعوبات والعراقيل التي تصادف الميدان التكويني و البيداغوجي وكذا الإداري والتنظيمي بالجامعة؟

تعمل الكلية على رفع سقف طموحاتها، من خلال تنظيم التظاهرات العلمية الاجتماعات الدورية التي تحفز على استخدام مجالات التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي كمثال تنظيمها لليوم البيداغوجي و العلمي الذي تداول على تنشيطه أخصائيين .

و في محور استقبال الطلبة لهذه المستجدات الرقمية ، أشدد على أن الطالب الجزائري طالب ذكي من حيث استعمال الوسائل التكنولوجية وقدرة الاستيعاب وكذا في استغلاله للبرامج و الأرضيات الالكترونية التي تساعده على نشر المعلومات وتلقيها في آن واحد.

ومن معالم الاستجابة الرقمية للمستجدات الراهنة ، لا حضنا أن الطالب لدية قابلية اسرع و تجاوب اكبر مع مقتضيات الذكاء الاصطناعي من خلال ابراز مشاركته في تقديم الاقتراحات العلمية و التكنولوجية التي تبنى قاعدة التكوين الجامعي وتسهل حياة الطالب بيداغوجيا.

ريادة الأعمال والمقاولاتية هو توجه جديدة للدولة الجزائرية قائم على سياسة رشيدة لخلق شعور الريادة في الطلبة، ما رأيكم في هذه المبادرة وكيف استجابة لها الطلبة؟

اشير في هذه النقطة لإنشاء دار الذكاء الاصطناعي بجامعة الجزائر واحد ، التي فتحت عالم المقاولاتية أمام الطلبة في المنحى الذي يعزز قدراتهم و ينظم أفكارهم في شكل مشاريع مبتكرة تخدم الجامعة و الاقتصاد.

كما تسعى دار الذكاء على توفير كل الاحتياجات المادية و المعرفية للطلبة انطلاقا من ادماجهم مع عالم الشغل من خلال تنظيم لقاءات مع أهم الفاعلين الاقتصاديين و كذا مع اساتذة و خبراء في الميدان .

إضافة لذلك نعمل جاهدين على اخراج الطلبة حاملي المشاريع المبتكرة إلى أرض الميدان من خلال المرافقة الدائمة و المتابعة الدورية لمستجدات أعمالهم من أجل تهيئتهم للانطلاقة العملية التي ترتقى بالمجتمع وتحقق التنمية الاقتصادية المطلوبة بقيادة شبانيه من خيرات الجامعة الجزائرية .

عرفت الجامعة الجزائرية في السنوات الأخيرة اصلاحات نوعية مست عدة جوانب اهمها تطبيق نظام LMD بديل على النظام الكلاسيكي . في رأيكم ما مدى نجاعته وأثره على تكوين الطلبة مع توضيح نقاط الاختلاف بين النظامين؟ وهل استطاعت الجامعة بفضله أن تحقق دورها الإنمائي والحضاري في خدمة الأفراد والمجتمع.؟

الإجابة على هذا السؤال يعود بنا لأهم المراحل الانتقالية في الجزائر منذ الاستقلال ، والتي عرفت قفزة نوعية في مجال التكوين الجامعي الاكاديمي بدء امن انتهاج الجامعات للنظام الكلاسيكي التقليدي التي اثبت نجاعته في عدة مستويات و تخصصات إلى غاية تعويضه بنظام "ل م د" كنظام عالمي جديد .

تبقى فكرة نجاعة الأنظمة وكفاءتها نسبية نظرا لتعدد التخصصات و الميادين العلمية التي تختلف فيها ميادين التجربة و التطبيق ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، ففي كلية العلوم بالضبط في قسم الهندسة المعمارية ندرس احتمالية العودة للنظام التقليدي الكلاسكي لعدة اعتبارات لم تلائم المنهاج الاكاديمي المعمول به في "ل م د".

 ومن هذا المنطلق أؤكد على الهدف الأسمى للجامعة القائم على خوض جميع التجارب من اجل الوصول الى مستوى تعليمي مرموق للجامعة بصفة عامة والرقي بها الى جامعات العالمية.

من جهة أخرى نجد العديد من الطلبة الجزائريين يحققون انجازات كبيرة خارج الوطن باعتبارهم كفاءات جد نوعية، في رأيكم كيف يمكننا المحافظة على هذه الكفاءة من هجرة الادمغة؟

عندما نتحدث عن الكفاءات فهي اسقاط لمكانة الطالب الجزائري الذكي الذي يتخذ من ظروفه العامة منبرا للتطور و التنمية ، باعتباره نخبة من صفوة المجتمع لها اهليتها في تمثيل الجزائر في الخارج وهو ما يضع الجامعة الجزائر تحت رهان احتضانه ومرافقته وكذا توفير كل الظروف الملائمة لها لتفادي هجرة الادمغة .

 في سياق موازي اشير لأهم المؤشرات التي تدل على نجاح المنظومة الجامعية الوطنية ، استنادا على نجاح طلبتنا في الخارج امام العديد من طلبة الجامعات الكبرى في العالم، وهو ما يعكس جودة المنهاج العلمي الجزائري و كفاءة الأساتذة و الباحثين .

كلمة أخيرة للطلبة الجزائريين؟

احرص دائما على تشجيع الطلبة في مختلف المجالات من خلال محاولة ربطهم بإدارتهم و اساتذتهم لخلق نوع من الثقة بينهم التي تكسر حاجز الخوف من التواصل و الاتصال البناء الذي يكون شخصيتهم و يعزز قدراتهم و مواهبهم العلمية و الابتكارية .

وفي ذلك أحث الطلبة عل بناء صداقات بين اساتذتهم و كسب ثقتهم من أجل ضمان الارتقاء و التطور المطلوب الذي يجعل منه ثروة بشرية تستفيد منها الدولة في بناء جزائر المستقبل بقيادة نخبة شابة و بقرار صائب أساسه العلم و المعرفة.

 وقبل الختام انوه لدور النوادي العلمية في شد لحام الاسرة الجامعية سواء من خلال تقريب الطالب بأساتذته او من خلال جعل الجامعة بوابة مفتوحة على العالم الخارجي ، وانا بدوري في هذا المنبر دائما ما احاول تشجيع طلبة النوادي العلمية على مواصلة اسهاماتهم البناءة و أعمالهم العلمية التي تخدمهم أولا و تخدم الجمعة ثانيا.

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services