1466

0

علماء و كفاءات جزائرية يناقشون آفاق و تحديات الطاقات المتجددة في الجزائر

نظم النادي الجزائري للتميز و الكفاءات العالية الورشة الدولية الأولى حول الطاقات المتجددة يومي 24 و 25 ديسمبر ، بفندق الماركير، عين البنيان الجزائر العاصمة، تحت شعار "إدماج الطاقة الكهروضوئية في الشبكة و تطوير الهيدروجين الأخضر في الجزائر:الآفاق و التحديات"، بحضور البروفيسور و العالم كمال يوسف تومي ضيف شرف الطبعة، و مشاركة عدد كبير من الأدمغة الجزائرية المهاجرة الرفيعة المستوى من رواد العلم والمعرفة في مجال الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر من داخل و خارج الوطن.

نزيهة سعودي 

و في هذا الصدد و عن الهدف من إقامة هذه التظاهرة، كشفت لنا فايزة بوزقزة رئيسة النادي الجزائري للتميز و الكفاءات العالية أن العالم يشهد تسارع كبير في مجال الطاقات المتجددة و الهيدروجين الأخضر، بالنظر إلى أن أكثر من نصف الطاقة الكهربائية يحتاج إلى رياح و الشمس لهذا بات من الضروري التحدث عن الطاقات المتجددة و التحول الطاقوي و الاستفادة من هذه الخبرات الجزائرية المقيمة في الداخل و الخارج.

و السياق ذات السياق أشارت المشرفة على النادي أن هذه المبادرة جاءت من أجل إيجاد آلية و استحداث منصة لخدمة الطلبة و الاستفادة من الخبرات و الباحثين في هذا المجال، كما شرحت مجريات اليومين باختصار حيث قالت" اليوم الأول عرف ورشة علمية بحثة موجهة للطلبة و الباحثين و بحضور مؤسسات اقتصادية كانت جلسات نقاشية أما اليوم الثاني يتم الحديث فيه عن كل مستجدات الطاقة الكهربائية و الهيدروجين الأخضر، ليختتم اللقاء بتوصيات يدلي بها الخبراء في هذا المجال".

مشاركة طلبة من مختلف الولايات يعكس معيار نجاح الورشة

و على صعيد آخر اعتبر صلاح الدين نوبلي نائب رئيسة النادي  المقيم بالإمارات خريج جامعة بنيويورك ، أن الملتقى كان ناجح جدا إلاّ أنه تساؤل حول فعالية التوصيات أي هل ستأخذ بعين الاعتبار و يكون لها صدى و رد فعل من طرف المتخصين؟ ، كما نسعى إلى توصيل صوت العلماء في الخارج و الداخل عن طريق أفكارهم لمن يهمه الأمر، معايير النجاح حسب محدثنا هو مشاركة هذا العدد الهائل من العلماء للحديث عن مواضيع تهم الجزائر خاصة في هذه المرحلة المهمة جدا من خلال تغيير الأذهان و النظرة الجديدة للمستقبل في مجال الطاقة بعد نفاذ الغاز و البترول، كما ثمن حضور الطلبة من مختلف أنحاء الوطن هذا ما يعكس معيار النجاح.

كما كانت وجهة بركة نيوز إلى عدد من العلماء و الكفاءات الجزائرية التي حضرت هذه الورشة من بينهم الباحث ياسين بولفراد جزائري يشتغل في شركة نرويجية للطاقات المتجددة إسمها "سكاتيك"حيث عرض تجربته في هذه الشركة و رؤية على الطاقات المتجددة في الجزائر و الطاقة الشمسية و كيف يمكن استغلالها في المستقبل، كما أعطى تحليله حول تأخر الجزائر في هذا المجال و نموذج العمل المتبع من طرف القائمين على هذه المشاريع باعتباره ليس من بين أحسن نموذج، مبينا النموذج المثالي المعمول به في كل العالم و محاسنه التي تمكنه من إنقاص سعر الطاقة الكهربائية بدرجات قياسية و جذب مستثمرين أجانب للصناعات الثقيلة للاستثمار في الجزائر، هذا ما _حسبه_ يفتح باب استثمارات أجنبية كبيرة جدا و يعطي نمو للاقتصاد الجزائري و يخلق فرص شغل.

و تابع بولفراد بالقول "حلمي على المدى البعيد، ليس بأمر يمكنه التحقق في الغد و لكنه أمر يجب الاشتغال عليه في خريطة العمل مؤكدا استعداده في المساعدة و المشاركة في هذا التخطيط لتحقيق النمو الاقتصادي الجزائري"، مؤكدا على أن اللقاء كان فرصة جميلة جمعت خبراء جزائريين من كل العالم تم الاستفادة منهم، لكن الهدف منه هو توصيل رسائل و معلومات و علم، مشددا على ضرورة إنشاء حلقة وصل بين هذه الكفاءات مع الناس التي تشتغل في الميدان.

دور الهيدروجين الأخضر و السيارات الكهربائية في الانتقال الطاقوي 

و من جانب آخر تمحورت مداخلة البروفيسور شوقي غناي أستاذ و دكتور بجامعة الشارقة كلية الهندسة قسم الطاقات المستدامة و المتجددة و رئيس المجموعات البحثية عن الطاقات المتجددة و تحسين كفاءات الطاقة حول "دور الهيدروجين الأخضر و السيارات الكهربائية في الانتقال الطاقوي"، و في هذا السياق قدم محاضرته كملخص للبحوث التي عملها في جامعة الشارقة بخصوص مشاريع الطاقة الشمسية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، و كذا أشار إلى طرق جديدة لرفع كفاءة الهيدروجين في الشارقة.

أما الجانب الثاني من موضوعه تطرق فيه حول إمكانية استعمال الطاقة الشمسية و الهوائية في أدرار لإنتاج الهيدروجين الأخضر و استعماله في المنازل لإنتاج الطاقة الكهربائية و المواصلات.

اعتبر البروفيسور غناي أن الورشة كانت ممتازة سمحت  بلقاء الكثيرمن الأستاذة من داخل و خارج الجزائر، ففي اليوم الأول معظمها تمحورت حول الطاقة الشمسية و مشكل نقص الكفاءات و كيفية تحسين الطاقة الكهربائية الموجودة في اللوحات الشمسية، مشيدا بهذه المحاضرات القيمة سعيا لإيجاد حلول كفيلة لدمج هذه الطاقات في الشبكة.

و بالنسبة لليوم الثاني تضمنت المحاضرات الحديث صفة كبيرة عن الهيدروجين الأخضر و التجربات خارج الجزائر و كيفية تطبيقها في الجزائر خاصة و أن الناس لازالت مترددة في هذا الإطار، لهذا هي فرصة لإعطاء الحلول كونها موجودة و معمول بها في دول أخرى ذلك من أجل الانطلاق في المشاريع الصغيرة، بعدها "نرى حلول حول إنتاج الهيدروجين الأخضر بالجزائر لتصبح مشاريع كبيرة في الجزائر و هو فرصة لإنتاجه و تصديره إلى أوروبا لأن لديها نقص كبير للغاز و الجزائر تشهد خبرة كبيرة في الغاز الطبيعي".

ضرورة انتقال الجزائر نحو استغلال الطاقات المتجددة 

أما البروفيسور كريم زغيب أستاذ بجامعة كونكورديا بكندا، ركز خلال تقييمه لهذا اللقاء بأنه كان في المستوى العالي سواء من ناحية المنظمين الذين قاموا بواجباتهم على أكمل وجه، أو من حيث حضور مختلف الشرائح من النساء الجزائريات و الشباب الجزائري، و جميع من جاء من أنحاء العالم في سبيل رفع راية الجزائر.

ذكر محدثنا أهم النقاط التي تطرق إليها يوم أمس خلال مداخلته الموسومة ب"كهربة المجتمع"  و هي خاصة بالكهرباء للسيارات و المنازل و المدن الذكية، لاسيما إتاحة فرص شغل للشركات الناشئة، مبرزا بأن النقاش كان مثمر شهد تفاعل كبير جدا من طرف الطلبة، ملاحظا بعد مجيئه إلى الجزائر بعد غياب دام 4 سنوات تغيير كبير و ديناميكية ملحوظة، داعيا إلى ضرورة انتقال الجزائر نحو استغلال الطاقات المتجددة و عدم الاتكال على الغاز و البترول، مع توفير فرص عمل للكفاءات الجزائرية المتخرجة من الجامعات. 

التركيز على العنصر البشري للنهوض بالأمن الطاقوي 

و بخصوص مدى وصول موضوع الأمن الطاقوي في الجزائر وفق الإمكانيات المتاحة، أفاد محمد غزلي خبير في الطاقات المتجددة بألمانيا بأن الله أنعم علينا بالخيرات الطبيعية من بترول و غاز لكن هذا لا يعني أن نتجاهل موضوع الانتقال الطاقوي و الطاقات المتجددة، أوروبا تريد استقلالية الطاقوية التامة بعد سنوات لتصبح ليست بحاجة إلى الطاقة الأحفورية، لذا أكد على ضرورة التفكير مليا و بجدية للتسريع في الانتقال الطاقوي و استعمال الطاقات المتجددة.

ومن أجل النهوض بالأمن الطاقوي لتكون الجزائر في مصاف الدول المتطورة، حث الخبير غزلي التركيز على العلم و العنصر البشري، معتبرا أن في كل الدول المتطورة تنطلق من التكوين في العنصر البشري ، نفس الأمر في الطاقات المتجددة لابد من التكوين في القطاع الجامعي و التعليمي و الأكاديمي بالإضافة إلى إنشاء صلة بين الجامعة و الصناعة و بين الذين لديهم خبرة خارج الوطن.

أما عن الورشة يقول ذات الخبير أن هذا النوع من الملتقيات هي دائما مهمة و محركة و ناقلة للعلم، خاصة على مستوى الجمعيات و الجامعات و مراكز البحث  لتبادل الخبرات بين العلماء الجزائريين الموجودين في الخارج و الداخل، و هي بمثابة قاعدة عالمية في كل الدول من أجل دراسة الوضع و مناقشة أفكار و الخروج بتوصيات تفيد الإقتصاد الوطني.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services