543

0

على مفرق طرق و أمام الأعاصير التغريبية التي تصب عليها حمم من النيران من كل الجهات !!هل تصمد تركيا أردوغان في الاستحقاق الانتخابي المصيري المقبل ؟؟

 

 

 تركيا / اسطنبول : محمد مصطفى حابس: جنيف / سويسرا

لقد كانت ومازالت تركيا خلال أزيد من عشرين سنة الأخيرة، بمثابة مثال يُحتذى به في نظر العديد من المراقبين في الغرب كما في الشرق!!. نظام معتدل متوازن، بلد عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي، يحترم أصوات الناخبين، يرتكز الى اقتصادٍ يضجُّ بالحيوية والنشاط، بالمختصر المفيد: نموذج يضرب به المثل لدى جيرانه العرب الغارقين بالأزمة النفطية بل والمتخبطين في الحروب الأهلية. فهل تستطيع تركيا اليوم أن تصمد أمام الأعاصير التي تصب عليها حمم من النيران من كل الجهات، و هذا قبل أيام قليلة من موعد الانتخابات الأخيرة، إذ تبدو تركيا في حالة صعبة للغاية لكنها صامدة إلى متى ؟

إذ تتجه الأنظار، في 14 مايو/أيار الحالي، إلى هذا البلد المسلم، الذي يشهد انتخابات رئاسية وبرلمانية، هي الثانية وفق النظام الرئاسي التركي، ويترشح فيها مجدداً الرئيس رجب طيب أردوغان مقابل 3 مرشحين آخرين، أبرزهم مرشح تحالف الأمة المعارض وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كلجدار أوغلو..

 

سياق داخلي محموم بغض النظر عن  الزلزال  الأخير والأزمة الاقتصادية الخانقة:

الانتخابات هذه التي ستجرى في تركيا هي الثانية في ظلّ النظام الرئاسي وفق التعديلات الدستورية التي أقرها أردوغان في عام 2017 بعد الانقلاب الفاشل في عام 2016، إذ جرت الانتخابات الأولى وفق النظام الجديد في عام 2018، وتمكن فيها أردوغان من الفوز بالانتخابات الرئاسية بنسبة تجاوزت 52 في المائة على بقية المتنافسين

وكان أقرب منافس له مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكبر أحزاب المعارضة، محرم إنجه، الذي حصل على أكثر من 30 في المائة من الأصوات، فيما تمكن التحالف الجمهوري الحاكم من الفوز بالأغلبية البرلمانية على حساب تحالف الشعب المعارض

والاستحقاق الذي سيجرى في 14 مايو الحالي يشمل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية للدورة التشريعية الـ28. ويأتي إجراء هذه الانتخابات بعد انتهاء الفترة السابقة للرئيس و البرلمان معا..

وتأتي التحضيرات التركية للانتخابات اليوم، في سياق داخلي محموم بغض النظر عن  الزلزال الذي ضرب البلاد هذه السنة، وقبلها حين أحيت الأزمة الاقتصادية خصوصاً آمال المعارضة في إلحاق الهزيمة بحزب "العدالة والتنمية" الحاكم منذ 21 عاما، مع ارتفاع لنسبة التضخم وغلاء في الأسعار أدت إلى موجة استياء شعبي، وفتح ذلك المجال أمام المعارضة لرصّ الصفوف والحديث عن تغيير في البلاد بعد حكم حزب "العدالة والتنمية" المتواصل منذ 21 عاما

 

استحقاق انتخابي وسط تشابك الملفات على أكثر من صعيد إقليمي وعالمي:

كما يأتي هذا الاستحقاق الانتخابي في سياق تجد فيه تركيا نفسها وسط اشتباك في العديد من الملفات على صعيد الإقليم والعالم، ومحاولة السلطة "تصفير" المشاكل مع عدد من دول المنطقة، ما يضع أردوغان وحزبه مجدداً في اختبار مهم وحاسم، ويجعل الاستحقاق الانتخابي محط اهتمام ورصد من قبل دول كبرى عدة.

لا ننسى أن دور تركيا الإقليمي والدولي يجعل أعين العالم متجهة إلى هذه الانتخابات، التي تحظى باهتمام كبرى المؤسسات الإعلامية في العالم، وبالتالي، باتت تفاصيل الانتخابات تهم كل متابع سواء في المنطقة العربية أو العالم

فلتركيا دور عسكري مباشر في سورية والعراق وليبيا وأذربيجان، وسياسياً في المنطقة الخليجية ومع إسرائيل، ولديها أزمات مع أرمينيا واليونان والدول الأوروبية وأحياناً مع الولايات المتحدة، وهي حليف مهم داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، كما تتمتع بعلاقات متميزة مع روسيا، في توازن فريد بين التناقضات، وهو ما يرفع من أهمية نتائج الانتخابات وصعوبة الجزم بالنتائج، علما ان الحزب الحاكم يحظى بشعبية كبيرة رغم ما يتلقاه من مضايقات دولية المتعددة..

 

معركة الانتخابات التركية معركة مفصلية عالمية تصطف فيها قوى الصهيونية و أخواتها :

 

في هذا المعنى جاءتني رسالة تركية من بعض إخواننا هناك، أنقلها للقارئ الكريم - لأهميتها- كما هي:

أستاذنا الفاضل ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

لا تخفى عليكم أهمية الانتخابات التركية القادمة التي ستقام يوم الأحد 14 شهر مايو الجاري .. ليس بالنسبة للشعب التركي ولكن بالنسبة للأمة الإسلامية بأكملها.. كون مشروع  العدالة والتنمية (الحزب الحاكم) الذي يمثله الرئيس أردوغان يمثل إحدى منارات الضوء لهذه الأمة وأحد مرتكزات التجديد فيها بل واحدى اهم مصادر الأمل لشعوب أمتنا المستضعفة..

ولا يخفى عليكم ان معركة الانتخابات التركية معركة عالمية تصطف فيها قوى الصهيونية والصليبية وأدوات الاستكبار العالمي مع القوى العلمانية العميلة في مواجهة تركيا..

فهذه إحدى أكبر المجلات السياسية الغربية الرصينة (الإكونوميست) البريطانية تفقد رصانتها وتتخلى عن اتزانها وتكتب على خلفية حسابها في منصة تويتر ..( يجب أن يرحل اردوغان ) اضافة الى تصريحات وتلميحات عدد من القادة الغربيين .. وكذلك ما تقوم به بعض الدويلات الوظيفية الخادمة للمشروع الغربي وما تقدمه من إمكانيات في سبيل افشال الرئيس اردوغان  لا سمح الله!!

فعلا إنها انتخابات مفصلية سيكون لها ما بعدها وهذا يحتم علينا كمسلمين نهتم بأمر ديننا وأمتنا واخواننا ان يكون لنا دور حتى ولولم يكن من حقنا المشاركة في التصويت ..

وأقل ما نستطيع القيام به هو الدعاء والتضرع الى الله واختيار امكنة وازمنة الاجابة ورفع اكف الرجاء اليه سبحانه أن يؤيد وينصر عبده أردوغان ومشروع العدالة والتنمية، مشروع الأمل للأمة على مشاريع الكفر والعلمنة و التبعية والتغريب..

 

الدعاء لتركيا ليحفظها المولى من مؤامرات الأشقاء ومكر الأعداء:

 

وابشركم أستاذي الفاضل، من خلال متابعتي للشأن التركي وكمقيم في تركيا أن الرجل ( أردوغان) قد استكمل الأخذ بالأسباب .. وقدم لشعبه وأمته إنجازات مذهلة غير مسبوقة . ولكن واستكمالا للأخذ بالأسباب وحتى لا تؤتى تركيا من قبل تقصيرنا ولامبالاتنا و لمعرفتنا أن مؤامرات الأعداء و مكرهم (لتزول منه الجبال) فإن علينا أن نتوجه بقلوبنا الى من بيده نواصي العباد وقلوبهم .. فهو وحده القادر على .نصر عباده وإعزاز دينه وتمكين جنده وهزيمة أعدائه..

لذلك أقترح عليكم ندب من تتوسمون فيهم الخير والصلاح من الرجال والنساء لصيام الخميس القادم .. والدعاء لتركيا وقائدها المبارك.. وبالنسبة للقريبين من الحرم إذا أمكنهم الاعتكاف في اليومين التي تسبق الانتخابات ويوم الانتخابات.. ولو لساعات أو في المساجد القريبة منهم والإلحاح في الدعاء والتضرع للمولى سبحانه وتعالى ..ان ينصر اردوغان ومن ومعه وان يكفيهم مؤامرات الاعداء ومكرهم انه على كل شي قدير ..

والله إنه أمر مجرب ولن يخيب الله أكف الضارعين وابتهالات الصالحين من المؤمنين والمؤمنات .. (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ - بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ - وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)..

 

تحالف الأمة لأجل الاتحاد الإسلامي"

هذه الرسالة ذكرتني بتوصيات، ندوة دعينا لها في ديسمبر عام 2015 في تركيا تحديدا، تحت شعار "تحالف الأمة لأجل الإتحاد الاسلامي" التي نظمها المنتدى الشبابي الدولي، المؤتمر الدولي العاشر للتعاون الثقافي بين الشباب المسلم في مدينة إسطنبول. في محاور منها " مناطق الأزمات وانتهاكات حقوق الانسان"  متبوعة بورشة عمل بعنوان "من أنت؟" أين يقدم الضيوف أنفسهم والمؤسسات التي أوفدتهم وأهم مهام وإنجازات وعوائق كل جهة حسب واقعها الجغرافي والقانوني. كما نوقشت محاور حول "الاتفاق الاقتصادي"،  تلته أربع ورشات عمل تحت عنوان كبير "كيف نعمل معا؟ في الاقتصاد ، في الإعلام ، في  التعليم و في قطاع الشباب" أما محور " المسلمون في الهجرة " فقد نال حصة الأسد، وكانت كلمة كاتب هذه السطور بعنوان" إكراهات الهجرة و مقاصد الدعوة"، حيث قدمنا ملخص ورقة في 20 صفحة، عرجنا في نقاط مركزة منها على سبيل المثال، إن لم تخني الذاكرة :  

حتمية تعايش المسلمين مع الأخر في الغرب، وأن الهجرة منعطف حاسم في حياة الانسانية قاطبة،

وقوافل الهجرة للغرب حديثا، مع تفسير ممنهج حول ضرورة، تجديد الخطاب الديني في الغرب لمواكبة العصر و "الضرورة تقدر بقدرها"، كما يقول الأصوليون

 

ضرورة تحالف المسلمين والاعتماد فيه على المصادر الاساسية للإسلام:

 

 و قد شارك في المؤتمر قيادات العمل الشبابي الإسلامي من 65 دولة، بالإضافة إلى كوكبة من المحاضرين من أوروبا وأمريكا ودول العالم الإسلامي عموما.. كما خلص المؤتمرون في بيانهم الختامي إلى ضرورة تحالف كل المسلمين في نطاق المفاهيم الاسلامية الحقيقية والاعتماد فيه على المصادر الاساسية للإسلام. كما ناقش المؤتمر قضايا التواصل بين زعماء العمل الشبابي وتقوية التعاون بينهم؛ والتشخيص الصحيح للأزمات الثقافية والعلمية والاجتماعية والسياسية في العالم الإسلامي، وكل هذه التوصيات لازالت صالحة وتقرع أسماعنا كل وقت و حين في مثل هذه الاستحقاقات الدولية و المحلية !!..

 

وخلصت تلك الجلسات والحوارات بتوصيات محددة منها :

 

        - لا يمكن للعالم الاسلامي ودوله أن تنعم بالسلام والاستقرار إلا من خلال الاتحاد الاسلامي. فيجب علينا أن نتحرك بالوعي الاخوي والقيم النبيلة التي تربط بين المسلمين.

        - تحفيز الشباب المسلم لما يحدث من محاولات تقسيم الأمة بالمذهبية والقومية والاقليمية؛ وعلى العالم الاسلامي أن يتخذ التدابير اللازمة لمواجهة ذلك.

       - إدانة كل أحداث العنف والهجمات الإرهابية الواقعة في العالم والدول الإسلامية. ولا يمكن بأي حال الربط بين هذه الأحداث بأسس ومبادئ الإسلام السمح العظيم .

        - التنبيه عن ما يحدث في القدس والمسجد الاقصى من تقسيم زماني ومكاني هو تهديد واضح لكل المسلمين في العالم.

                - التذكير بأن المسلمون يعيشون تحت أنواع من التهديدات في كثير من الدول على رأسها فلسطين وسوريا والعراق ومصر وبنجلاديش وتركستان الشرقية واركان. ولا يمكن قبول الظلم والقهر سواء كان لأسباب داخلية أو خارجية.

        - ضرورة تظافر الجهود للحل السلمي وليس الصراع أمام تغاضي العالم عن السياسات العدائية الواقعة في الغرب ضد الإسلام والمسلمين.

        ضرورة الاعتراف بالوجود الثقافي و الإجتماعي والديني للمسلمين الذي يعيشون أقليات في الجغرافيا المختلفة والذين اضطروا للهجرة من بلادهم لأسباب متعددة.

       - وجوب التفكير والسعي لبعث مؤسسة التعاون الاقتصادي بين الدول الاسلامية؛ والعملة الموحدة بين الدول الإسلامية؛ ومنظمة الدفاع المشترك بين الدول الاسلامية؛ ومنظمة التعاون الثقافي والعلمي بين الدول الاسلامية كل ذلك لأجل تأسيس عالم عادل متكافل وجديد

و هي ذات الاهداف التي خطها مؤسس تركيا الحديثة البروفيسور نجم الدين أربكان بقوله موصيا الشباب بهذه الأوصاف الحضارية المتجددة ، بحيث كتب - رحمه الله- يقول "إن المسلم لا يكفي أن ينتسب إلى هذا الدين، دون أن يتحمل مسؤولياته في العمل للإسلام. قد يواجه تحديات من الذين يتربصون بالإسلام وأهله، ولكنها تحديات تدفعه إلى مزيد من العمل. لا إلى الانكفاء والتردد، مصداقا لقوله تعالى:" وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا"..

 
 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services