بقلم الاستاذ سيدعلي دعاس 

قال الله - تعالى - : " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تقنطوا من رحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَذِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ " . فَيا مَنْ تَبحَثُ عَن المَغْفِرَة بعد أن أثقلتك الذُّنُوبُ والخَطايا...

لاتقنط مِن رَحْمَةِ رَبِّكَ ... الجأ إليه، وقِف بَيْنَ يَدَيْهِ، وَابْكِ وَاعْتَرِف بذنبك ومعصيتك، واطلب المغفرة منه، وابتعد بقدر استطاعتك عن المعاصي، ولتكن توبتك توبة نصوحة....

قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا، عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تحتِهَا الأَنْهَارُ، يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ، يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَانُورَنَا وَاغْفِرَ لَذَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".

 فَمَنْ تَابَ مِن الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ، وَمَنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِوَمَنْ عَصَى وَأَعْرَضَ فَإِنْ لَهُ فِي الآخِرَةِ الوعيد الشديد من الله.

 تأملوا معي أجبتي هذا النداء الرباني الَّذِي يُنكي القُلُوبَ قَبْلَ العيون الرحمة الله بذا وَعَظفِهِ عَلَيْنَا فَعَن عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: "قَالَ الله تَعَالَى: يَا ابن آدم، إِنَّكَ مَا دَعوتَنِي وَرَجَوتَنِي غَفَرَتْ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغتُ ذُنُوبُكَ عَذَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ استغفرتَنِي غَفَرَتْ لك يا ابنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَو أَتَيْتَنِي بِقِرَابِ الْأَرْضِ خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتُكَ بِقِرَابِهَا مَغْفِرَةً " .

إننا بِحَاجَةٍ امْرَاجَعَةِ أَنْفُسِنَا وَمُحَاسَبَتِهَا قَبْلَ يَوْمِ الحِساب ... يَوْمَ الفرع الأكبر... 

يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى الله بقلب سليم... ولأغذ إلى الله قبل أن تغلق أبواب الثوبة... فرمضان مضى منه كثيره ولم يبقَ بين أيدينا إلا أيام معدودات... هي عشر تجاوزنا اليوم... وهي على وشك الرجيل.... أيها الصائمون!

 قبل أن تشيعوا ضيفكُمُ المَيْمُونَ عُودُوا إِلَى أَنْفُسُكُمْ حَفظكم الله. 

وَتَأْمُلُوا ماذا قدمتم من طاعات في هَذَا الشَّهْرِ، وَمَا هِيَ الْأَسْرَارُ التي بينكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ شَهرِكُمْ الذي سَيَرْحَلُ عَنْ قَرِيب.