90
0
في يوم الأسير الفلسطيني..تتجدد الذكرى في ظل ظروف هي الأصعب في تاريخ القضية

يحل يوم الأسير الفلسطيني في 17 افريل من كل عام، وسط ظروف توصف بأنها الأصعب في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث تتصاعد انتهاكات قوات الاحتلال الصهيوني بحق الأسرى الفلسطينيين، مع زيادة وتيرة الإخفاء القسري والاعتقال الجماعي منذ بداية العدوان على قطاع غزة قبل أكثر من عام ونصف.
نسرين بوزيان
وفي هذا اليوم، الذي أقرّه المجلس الوطني الفلسطيني عام 1974 تكريماً لنضال الأسرى في سجون الاحتلال، يحيي العالم المناسبة ولا يزال الآلاف من الفلسطينيين يعانون بين جدران السجون، بين مرارة الأسر ودموع الفقدان، وبين أمل الحرية ولقاء عائلاتهم.
وفي هذا السياق، قال الأسير المحرر والمختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة في حديثه لـ "بركة نيوز" "إن الهدف من اقرار يوما للأسير الفلسطيني كان تكريماً للأسرى الفلسطينيين ولتضحياتهم المستمرة في مواجهة قمع الاحتلال، و هذا اليوم لم يكن مرتبطًا بأي حدث تاريخي كما يعتقد البعض، بل هو بمثابة يوم ثابت يحييه الفلسطينيون سنوياً، وقد اعتمدته القمة العربية في عام 2008 يوماً عربياً ومناسبة دولية يتعاطف فيها العالم مع الأسرى الفلسطينيين، ويُعزز مكانتهم القانونية ويُبرز قضيتهم في المحافل الدولية."
معاناة الأسرى الفلسطينيين
ويشير فروانة إلى أن اعتقال الفلسطينين لم يكن حدثًا عارضًا بل أداة رئيسية استخدمها الاحتلال منذ بداية احتلاله للأراضي الفلسطينية عام 1967 لقمع الفلسطينيين وترهيبهم.
وقد كشف أن أكثر من مليون فلسطيني تم اعتقالهم منذ عام 1967، من بينهم 18,000 امرأة و60,000 طفل، فيما تعرض جميع الأسرى الفلسطينيين لأنواع متعددة من التعذيب الجسدي والنفسي، مما أدى إلى استشهاد العديد منهم داخل السجون.
ويتابع فروانة في حديثه عن الوضع الراهن للحركة الأسيرة، قائلاً" إن الأسرى الفلسطينيين يمرون بأسوأ مراحلهم هذا العام، في ظل تصاعد انتهاكات الاحتلال منذ بداية حرب الإبادة في أكتوبر 2023، حيث يتعرض الأسرى لتنكيل شديد وظروف احتجاز قاسية."
ولفت إلى أن هناك حوالي 9,900 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، من بينهم 400 طفل و29 أسيرة، بالإضافة إلى 3,498 معتقلاً إدارياً، وهذه الأرقام تشمل فقط المعتقلين الذين تم الإعلان عنهم، في حين أن هناك أعدادًا أخرى من المعتقلين ما زالت تحت الإخفاء القسري، ويعيشون في ظروف صعبة غير معلومة.
واضاف فروانة أنه من بين هؤلاء الأسرى، يوجد 300 أسير يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد “مدى الحياة”، ومنهم الأسير عبد الله البرغوثي الذي حُكم عليه بـ67 مرة مؤبد. كما لا تزال هناك مئات الحالات من الأسرى الذين يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة، وسط تدهور الأوضاع الصحية، واستمرار سياسة الإهمال الطبي المتعمد من قبل الاحتلال.
شهداء الحركة الأسيرة
وحسب فروانة، استشهد نحو 300 أسير ومعتقل فلسطيني داخل السجون منذ عام 1967 جراء التعذيب المتواصل والإهمال الطبي، ومنهم 63 أسيرًا استشهدوا منذ بداية الحرب على قطاع غزة في أكتوبر 2023،آخر هؤلاء الشهداء كان الطفل وليد أحمد.
مؤكدا أن هذا العدد يقتصر فقط على الشهداء الذين تم الإعلان عنهم، في حين أن هناك أعدادًا أخرى لم يتم الكشف عن هوياتهم بسبب استمرار جريمة الإخفاء القسري.
كما دعا عبد الناصر فروانة المجتمع الدولي إلى زيادة الضغط على الاحتلال لوضع حد لهذه الانتهاكات المستمرة بحق الأسرى الفلسطينيين،مؤكدًا أنهم يستحقون الحرية والتقدير على تضحياتهم الكبيرة في سبيل قضيتهم.
التنكيل بالأسرى الفلسطينيين
وفي حديثه لـ “بركة نيوز”، أكد نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، الدكتور تحسين الأسطل، أن قوات الاحتلال تواصل التنكيل بالأسرى الفلسطينيين بأساليب لا يمكن تصورها، وأن الأسرى في سجون الاحتلال يعانون من أسوأ أنواع المعاملة، حيث لا يسمح لهم بمقابلة محاميهم أو معرفة أي معلومات عنهم.
كما أشار إلى أن الاحتلال يواصل انتهاج سياسة الاعتقال الإداري التعسفي، الذي يعد أحد أبرز أشكال الاعتقال غير القانوني، بالإضافة إلى سياسة القتل غير الشرعي التي أصبحت من الممارسات المعتادة بحق الأسرى.
مشدداً على ضرورة تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل لإيقاف هذه الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأسرانه البواسل.
رافعة وطنية وعربية للاحتفال بالقضية الفلسطينية
من جانبه، أكد عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين ومدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين، الكاتب الصحفي ثائر نوفل أبو عطيوي، في حديثه لـ “بركة نيوز” في يوم الأسير الفلسطيني، على ضرورة تسليط الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وقال أبو عطيوي: “يجب أن تتضافر كافة الجهود لدعم قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، خاصة في ظل القمع والتنكيل المستمر الذي يتعرضون له في السجون، والحرمان من أبسط حقوقهم الإنسانية.”
وأضاف أن الأسرى يواجهون ظروفًا صحية صعبة، حيث لا تتوفر لهم رعاية طبية مناسبة، مما يجعلهم يواجهون معاناتهم دون أي اهتمام من الاحتلال.
وأكد أبو عطيوي أن يوم الأسير الفلسطيني يُعد رافعة وطنية وعربية للاحتفال بالقضية الفلسطينية، وهو مناسبة لتوحيد الجهود ورفع مستوى الوعي بقضية الأسرى في العالم العربي والإسلامي.
وشدد على ضرورة مواصلة الضغط لتوفير سبل الحياة الإنسانية الكريمة للأسرى ودعمهم أيضا من أجل الحرية والانعتاق من الأسر.