481
0
تثمين جهود الجزائر لإعادة إحياء القضية الفلسطينية خلال القمة العربية
نظمت جمعية البركة للعمل الخيري والإنساني بالتنسيق مع الهيئة العلمية لكلية الحقوق بجامعة الجزائر 1 ، اليوم الإثنين ملتقى دولي حول "دور وأهمية الموقف الجزائري في إحياء القضية الفلسطينية و أولوياتها في القمة العربية في دورتها ال 31 لسنة 2022 المنعقدة في الجزائر"، و ذلك بجامعة الجزائر 1 كلية الحقوق.
نزيهة سعودي
بالمناسبة، أوضح عميد كلية الحقوق قسايسة عيسى أن هذا الملتقى الدولي يأتي في ظروف إقليمية واستثنائية معقدة تتميز بتفاعل التوترات والأزمات لاسيما في تاريخنا العربي الذي يعرف مرحلة صعبة، مبرزا اهتمامات الباحثين والمحللين والخبراء والقادة السياسيين في الوطن العربي وخارجه وهذا بالنظر للوضع الذي وصلت إليه القضية الفلسطينية من تهميش وتراجع في موتمرات القمم العربية في السنوات الأخيرة.
دعوة النخب لبناء رأي عام عربي يثري الموةقف الجزائري
و أضاف قسايسية أن الملتقى الدولي يهدف إلى تثمين تشجيع الموقف الجزائري من خلال إعادة إحياء القضية الفلسطينة و التركيز على أولوياتها في القمة العربية المنعقدة بالجزائر، بدعوة كافة النخب و الفئات الفاعلة على المستوى الوطني و العربي للعمل على بناء رأي عام عربي يثري الموقف الجزائري الرامي لإحياء القضية الفلسطينة و معالمها المشتركة.
وفي كلمته أكد رئيس جمعية البركة للعمل الخيري والإنساني الشيخ أحمد إبراهيمي، أن هذه القضية مركزية وذات بعد عقائدي، مشيرا إلى أن أهمية ملتقى اليوم أنه تزامن مع ذكرى عظيمة للشعب الجزائري وهي مجازر 8 ماي التي قدم فيها أهلنا آلاف الشهداء اللذين سقطوا فداءا للوطن، وهو دليل على تعنت وقساوة الإستدمار الفرنسي الذي خان المواثيق و العهود.
صمود وجهاد الفلسطينيين
كما ذكّر الشيخ إبراهيمي أن الملتقى يأتي في ظرف عصيب أمام التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم من خلال تشكل عالم جديد متعدد الأقطاب والقوى، و القضية الفلسطينية اليوم تنتمي إلى هذه المحاور التي تتشكل، ونحن نعيش الربع الأخير من زوال إسرائيل وهذا نتيجة نضال الشعب الفلسطيني الذي يقدم تضحيات جسيمة، والذي أعاد للأمة التفاؤل وبصيص الأمل لما يقدمه من دروس في الشجاعة والثبات على الأرض.
وفي سياق متصل أكّد رئيس جمعية البركة أنه بعد رجوع الجزائر إلى الساحة الدولية، نعمل على استغلال هذا الموقف القوي للجزائر وبهذا نعمل تحت سقف مضمون، مشيرا إلى ضرورة المحافظة على هذا الموقف المشرف من خلال مشاريع عملية على أرض الواقع، لذا توجب علينا استخلاص مخرجات عملية من هذا الملتقى تساند وتتضافر مع جهاد وصمود الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن شرف وعرض الأمة.
القضية الفلسطينية مسألة حقوق مغتصبة بالقوة
عرفت فعاليات الملتقى مداخلات لأساتذة وخبراء ومفكرين من الجزائر والعالم العربي وذلك لإثراء النقاش العلمي وتنوير الرأي العام ، من بين هؤلاء الدكتور بن زين محمد الأمين من جامعة الجزائر 1كلية الحقوق، الذي تحدث في مداخلته عن النزاع و آليات التسوية حيث قال أن القضية الفلسطينية مسألة حقوق مغتصبة بالقوة، مشيرا إلى 3 محاور وهي أن هذه الحقوق محل نزاع دولي، والنزاع يستوجب آليات تسوية مبرزا أهمية ودور الدبلوماسية الجزائرية في دعم القضية الفلسطينية.
و من جهته قدم محمد طاهر ديلمي المنسق العام للجبهة الشعبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني في مداخلته المعنونة بدور المجتمع العربي وتفعيل العمل العربي المشترك في نصرة القضية الفلسطينية، أمثلة عن جمعيات وطنية تركت بصمتها في الفعل النظالي من أجل نصر قضية فلسطين مشيرا ٱلى أن الهدف من هذا نشر الوعي و إحياء ثقافة المقاومة في الوطن العربي.
التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية
وفي سياق آخر، تحدث عبد النبي مصطفى أستاذ بكلية الحقوق بغرداية في موضوعه قراءة نتائج البيان الختامي للقمة العربية رقم 31 ، عن أهم الأمور المتعلقة بالقضية الفلسطينية طبقا لثلاث محاور أساسية هي ظروف انعقاد القمة العربية، القضايا محل النقاش على مستوى القمة ونتائج القمة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مشيرا في الأخير إلأى أن القمة العربية المنعقدة في الجزائر استطاعت التوصل إلى صياغة بيان ختامي حاول أن يوفق بين مختلف الأراء و المقترحات والتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية.
في حين تضمنت مداخلة الدكتور مرسلي محمد من جامعة الجزائر 1كلية الحقوق موضوع الجزائر حضن القضية الفلسطينية ، مبرزا أن القضية الفلسطينية على المستوى الدولي كانت قضية ميتة قولا وفعلا، مؤكدا أن القمة العربية تناولت ثلاث تحديات أولها مجموعة الدول العربية التي باعت القضية الفلسطينية ، ثانيا الدول التي أبدت خيانتها عن طريق التطبيع الخفي ، ثالثا الدول المغلوبة على أمرها و التي التزمت الصمت.
أما الجزائر يقول الدكتور مرسلي فقد حافظت على قدسية القضية الفلسطينية واقتطعت من قوت أولادها في ظروف إقتصادية صعبة من أجل دعم القضية، مؤكدا أن القمة العربية في الجزائر عرفت صمت صوت مقاربة التطبيع.
