108
0
تشتت أصوات المسلمين في الإنتخابات، يفتح عليهم جهنم الإقصاء و نار العنصرية بما كسبت أيديهم

لو توحدت أصوات المسلمين في الانتخابات الفرنسية الاخيرة، لكانت تشكيلة الحكومة وفق ما يرغبون، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي حكم الطيب المتنبي
محمد مصطفى حابس : باريس / فرنسا
ها هي بعد 48 ساعة من التصويت على الإتخابات التشريعية الفرنسية تفرز صناديق الإقتراع الحر الديمقراطي، نتائج ما زرعته أصوات المسلمين من خيبة وأمل، ستفتح عليهم نيران جهنم الإقصاء وعنصريتها المقيتة لخمس سنوات أخرى، من حكم التهميش لجاليتنا؟؟ لأنه، كما قال أحد الخبراء الأوروبيين:” لو توحد المسلمون بأصواتهم في مثل هكذا منافسات، لكان رئيس الجمهورية و جل الوزراء منهم أو مدافعين عنهم وعن حقوقهم و كرامتهم، لما لا .. حاليا أصوات المسلمين مشتتة في كل الدوائر الانتخابية، “الشرقي شرقي والغربي غربي وكل واحد له مزاج” كما يقول الفنان مصري، يعني أن ممثلي الإسلام في فرنسا، أو الأصوات المحسوبة على المسلمين مشتتة بشكل مقزز، حيث تجدهم في كل التيارات السياسية، من أقصى اليسار إلى أقصى عنصري في اليمين ؟؟
الأمر الذي جعل حتى رياح نتائج الجولة الثانية من الإتخابات التشريعية الفرنسية الأخيرة تجري بما لا تشتهي حتى سفن الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي لم يستطع تحقيق الأغلبية التي كان يحلم بها، وقد أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، فجر يوم الاثنين، نتائج هذه الإنتخابات، حصل فيها التحالف الذي يقوده الرئيس الفرنسي، على 245 مقعدا في المجلس المؤلف من 577 مقعدا في ختام الدورة الثانية للاإتخابات التشريعية ، فيما حقق اليسار نصرا غير مسبوق بفوزه بـ135 مقعدا، وأحدث التجمع الوطني اليميني المتطرف إختراقا بل زلزالا غير مسبوق منذ سبعينات القرن الماضي بفوزه بـ89 مقعدا.
الرئيس الفرنسي، شبيه بما يطلق على الملك في بلاد الغرب، بأنه “ملك يسود ولا يحكم”
وفي هذه الحالة أصبح وضع الرئيس الفرنسي الذي ستقتص سلطاته على السياسة الخارجية والدفاع، شبيها بما يطلق على ملك التاج البريطاني بحكم سلطاته المقيدة جدا، بأنه “ملك يسود ولا يحكم”.
ورغم تصدر تحالف ماكرون الوسطي “معا” لنتائج الإنتخابات المعلنة، إلا أن إنتصاره كان بطعم الهزيمة، إذ لم يستطع تحقيق الـ289 مقعدا في الجمعية الوطنية (البرلمان)، المطلوبة لتحقيق أغلبية مريحة، وتشكيل الحكومة
بل إن تحالف ماكرون وإن فاز بأكبر عدد من مقاعد (245)، ظل بعيدا كل البعد عن انتصار عام 2017، ومني بما يمكن أن يسمى هزيمة بإنتخابات 2022، إذ فشل على الأقل ثلاثة من وزراء حكومته الحالية في الفوز داخل دوائرهم الإنتخابية، وبالتالي سيكونون خارج أي تشكيلة حكومية قادمة.
والآن تلبد المشهد السياسي بفرنسا غيوم غير مريحة بالنسبة لماكرون، الذي سيكون عليه السعي لتشكيل حكومة بتحالفات ضيقة، نظرا لأن خصومه في اليمين واليسار بإمكانهم أيضا إما السعي إلى تحالف مع المحافظين أو إدارة حكومة أقلية سيتعين عليها التفاوض على القوانين على أساس كل حالة على حدة مع الأحزاب الأخرى !!
وسواء شكل ماكرون حكومة بأغلبية نسبية، وأبقى على رئيسة الحكومة الحالية إليزابيث بورن، أو أبعدته الأحزاب المعارضة وشكلت حكومة أقلية، فسيكون الوضع بالنسبة للرئيس الفرنسي مزعجا في كلا الحالتين، إذ ستكون الحالة السياسية غير مستقرة، وستصطدم سياسات تحالف “معا” في كل مرة بعقبات ومضايقات من باقي أعضاء البرلمان، الذين يشكلون مجتمعين الأغلبية في وجه سيد الإليزيه ..
على المسلمين أن يحفظوا و يعملوا بدينهم و تراثهم، عملا بقول “نبكي بعين وننظر بعين” ..
وأنا أتأمل حال المسلمين والعرب المتعصبين لقومياتهم خصوصا، رغم شراسة الغربة المدمرة لصفوفنا، تساءلت أين نحن كعرب من حكم نقولها ونجترها كل يوم، لكن لا نعمل بها، وهنا استوقفتني مجموعة حكم، كثير منا لا يعرف انها لحكيم واحد، هو أبو الطيّب المُتنبّي الكوفي (العراقي) ولقبه شاعر العرب (303هـ – 354هـ) (915م – 965م)؛ أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكنًا من اللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تُتح مثلها لغيره من شعراء العرب بعد الإسلام، فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء في لم الشمل ووحدة الصف. وهو شاعر حكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، واشتُهِرَ بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية مبكرًا.. معظم هذه أشعار المتنبي سارت مسرى الأمثال على ألسنة الناس دون علم العامة والخاصة، وعملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم { إنَّ من الشِّعرِ حكمةً وإنَّ من البيانِ لسحرًا } ومن باب { الْكَلِمَةُ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا} هذه النوادر الدرر التي يحفظها منا القاصي و الداني ولم نتعظ بها، منها على سبيل المثال لا الحصر :
قول المتنبي لنا عند المحن: “مصائبُ قومٍ عندَ قومٍ فوائدُ.”، وهو القائل المجتهد : “على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ”. وهو القائل الناسك : ” وكلُّ الذي فوقَ الترابِ ترابُ”، و هو القائل المنبه :” ما كلُّ ما يتمناه المرءُ يدركُهُ تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ” ، وهو القائل المذكر:” إذا أنت أكرمتَ الكريمَ ملكْتَهُ وإن أنت أكرمتَ اللئيمَ تمرَّدا “، وهو المحفز على التعلم بقوله:” أعزُّ مكانٍ في الدُّنى سـرْجُ سابِحٍ وخيرُ جليسٍ في الزمانِ كتابُ”، و هو الموجه الحكيم بقوله:” ذو العقلِ يشقى في النعيـمِ بعقلهِ وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ يَنْعَمُ”، وهو الناصح المنصف لأهل السياسة بقوله :” فلا مجدَ في الدنيا لمن قلَّ مالُهُ ولا مالَ في الدنيا لمن قلَّ مجدُهُ” ، وهو المرشد الواعظ المنبه بالحكم العديدة التالية، والتي يجب علينا، ليس فقط تكرارها في المنابر و المناسبات، بل العمل و الاتعاظ بدروسها، كقزله، رحمه الله :
– ” ومِن العداوةِ ما ينالُكَ نفعُـهُ ومِن الصداقةِ ما يَضُرُّ ويُؤْلِمُ “.
– ” وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ فهي الشهادةُ لي بأني فاضلُ”.
– ” وإذا لم يكنْ مِن المـوتِ بـدٌّ فمن العجزِ أن تكون جبانـا”.
– ” إذا غامرتَ في شرفٍ مرُومٍ فلا تقنعْ بما دون النجـومِ”.
– ” أغايةُ الدينِ أن تَحفوا شواربكـم يا أمةً ضحكت من جهلِها الأممُ”.
– ” لا بقومي شرفتُ بل شرفوا بي وبنفسي فخرتُ لا بجدودي”.
– ” أنا الذي نظـرَ الأعمى إلى أدبي وأسـمعتْ كلماتي مَن به صممُ”.
– ” فالخيــلُ والليلُ والبيداءُ تعـرفُني والحربُ والضربُ والقرطاسُ والقلمُ”.
– ” ليس التعللُ بالآمالِ من إربي ولا القناعةُ بالإقلالِ من شيمي “.
الإسلام الدين الثاني في فرنسا والجالية الجزائرية أكبر الجاليات، لو توحدت لكانت الحكم في أية مباريات انتخابية..
فلو عملنا بهذه الحكم البليغة التي نجترها ليل نهار من شاعر واحد لكفتنا كجالية عربية أو مغاربية أو جزائرية، إذ تعدّ الجالية الجزائرية في فرنسا أكبر الجاليات الجزائرية في الخارج وذلك لأسباب تاريخية وجغرافية عدّة معروفة، منها الاحتلال الفرنسي للجزائر والذي استمر لأكثر من 132 عاما وانتهى بالثورة الجزائرية المباركة على الإحتلال البغيض. مما أدى إلى أثر اجتماعي على الجزائريين والمناهج الدراسية لديهم. ويبلغ تعداد الذين هاجروا حوالي 7 مليون، خمسة ملايين منهم تقريبا في فرنسا والباقي موزع في نواحي شتى من بلدان الغرب، هذا إن صحت أرقام الإحصائيات، لأنها تدقق أو تفخم، حسب الحاجة و الطلب !! ..
كما يشكّل المسلمون في فرنسا أحد أبرز أضلع الدولة، إذ يُعتبر الإسلام الدين الثاني للبلاد، كما تحوّلت الجالية المسلمة في هذا البلد الأوروبي إلى أحد أبرز الملفات التي سحبت الأضواء من الجميع خلال السنوات الأخيرة، لما تعرضت له من استهداف ممنهج بسبب تنامي خطاب الكراهية وحزمة القرارات والإجراءات التي اتخذها الرئيس إيمانويل ماكرون وقبله ساركوزي، والتي فسّرها البعض على أنها مغازلة صريحة لليمين المتطرف على حساب المسلمين.
ورغم أن الدستور الفرنسي يمنع تعداد السكان وفق انتماءاتهم العرقية أو الدينية، إلا أن التقديرات غير الرسمية تشير إلى أن عدد الأقلية المسلمة هناك يتجاوز 6.5 ملايين مواطن يشكّلون أكثر من 8% من إجمالي عدد السكان، وهي النسبة التي صرّح بها وزير الداخلية عام 2003، نيكولا ساركوزي، والتي لم تتغير حتى اليوم ويتمّ الاستناد إليها كمرجعية شبه رسمية.
وتعدّ فرنسا واحدة من أكثر دول القارة العجوز احتكاكًا مع المجتمعات الإسلامية على مرّ التاريخ، نظرًا إلى مسيرتها الاستعمارية الطويلة التي كان للدول الإسلامية نصيب الأسد منها، ما يجعل الحديث عن العلاقة بين الإسلام وأبنائه من جانب وفرنسا وأنظمتها الحاكمة من جانب آخر، حديثًا ذا شجون لما يترتّب عنه من استدعاء مرير للتاريخ، ومعاناة شبه يومية لواقع قاسٍ وقلق وترقب لمستقبل مجهول.
من أكبر التحديات التي تواجه المسلمين في فرنسا والمهتمين بشأن الأقليات عمومًا غياب الإحصاء الرسمي للأعداد الحقيقية لهم، إذ تنصّ المادة الأولى من الدستور الفرنسي الصادر عام 1958 والمعدَّل عام 2008، على أن “الجمهورية الفرنسية جمهورية غير قابلة للتجزئة، علمانية، ديمقراطية واجتماعية. تكفل المساواة بين جميع المواطنين أمام القانون دون تمييز في الأصل أو العرق أو الدين. وتحترم جميع المعتقدات. تنظم الجمهورية على أساس لا مركزي”، وبناء عليه لا تعتمد الدولة أي إحصاءات على أساس ديني أو عرقي.
ومن هنا فإن كافة التقديرات الواردة بشأن أعداد المسلمين لا تعدو كونها اجتهادات بناءً على عدد من المؤشرات، وتتباين بين جهة وأخرى، فبينما ذهب نيكولا ساركوزي إلى أن العدد 5 ملايين عام 2005، قدّر مركز بيو للأبحاث الأعداد بنحو 5.7 ملايين عام 2016، بما نسبته 8.8% من عدد السكان.
شكّكت بعض النخب الفرنسية في تلك الأرقام، لافتين إلى أن العدد الفعلي أكبر من ذلك بكثير، كما ذهب عدد من الباحثين في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي وأحزاب اليمين المتطرف، إذ أشاروا إلى أن العدد يتأرجح بين 15 و20 مليونًا بنسب 22-30% من عدد السكان.
ليس هناك معيار ثابت للتأكُّد من صحة تلك الأرقام، غير أن الشائع إعلاميًّا والمعتمد لدى الكثير من جهات البحث والدراسات المعنية بقراءة الخارطة الديموغرافية الفرنسية، تميل نسبيًّا إلى نسبة المسلمين التي تتراوح بين 8 و10 % من إجمالي الشعب الفرنسي.
ويتصدّر الجزائريون قائمة الأكثر عددًا في خارطة الأقلية المسلمة في فرنسا بنسبة 35% من إجمالي عدد المسلمين، يليهم المغاربة بنسبة 25% ثم التونسيون بـ 10%، هذا بخلاف الجالية التركية التي تمثّل رقمًا ليس بالقليل، بجانب بعض الأصول الأخرى من مصر وليبيا وموريتانيا وعدد من دول أفريقيا، أبرزها السنغال.
المسلمون كبش فداء في كل موائد الإنتخابات على تنوع ألوانها..
الأعوام الخمس الماضية لحكم الرئيس ماكرون، تعرّض فيها المسلمون لموجات متلاطمة من الإستهداف الممنهج، عبر حزمة من القرارات والقوانين التي لا تحتاج إلى مجهود لإثبات أنها تستهدف تضييق الخناق على الأقلية المسلمة لصالح اليمين المتطرف، الذي يغازله الرئيس ماكرون لتعويض شعبيته المتراجعة بسبب فشله في إدارة الملفات الاقتصادية الداخلية.
لعلّ أحدث تلك السياسات السلطوية تصويت البرلمان الفرنسي في يوليو/ تموز 2021 على مشروع القانون الذي يضيّق الخناق على المسلمين، من خلال تعزيز الرقابة على المساجد و حل الجمعيات الخيرية والقيود المفروضة على التعليم الإسلامي وحريات اختيار الأطباء والمعلمين، بزعم استهداف “النزعة الاإفصالية” في البلاد، وذلك رغم المعارضة القوية التي قوبل بها هذا القانون، إلا أن ماكرون أصرَّ عليه بصورة أثارت الكثير من الشكوك.
مستقبل الجالية المسلمة رهن التكهنات وغياب الرؤية الشاملة لنخبها و مسيريها ..
وفي الأخير يبقى مستقبل الأقلية المسلمة في فرنسا تحديدًا رهن التكهنات وغياب الرؤية الشاملة لنخبها و مسيريها التي تتلاعب بها نظم سياسات دولهم الأصلية أو نعرات جاهلية دنيوية، هذا جزائري و ذاك مغربي، و ذاك اشتراكي وهذا عربي أصولي وذاك بربري و.. ورغم هزيمة مارين لوبان في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة، إلا أن فوز إيمانويل ماكرون ليس بالأمل الممنوح للجالية، إذ إن التجارب التي شهدتها العلاقة بين المسلمين وبينه في ولايته الأولى تزيد من حالة التأهُّب والقلق لما هو قادم، خاصة أن مارين لوبان استطاعت أن تكتسح اليوم ربع البرلمان تقريبا، وهي مستعدة للحكم وتسيير الدولة بما لها من ثوابت، خاصة لما أزيح غريمها الأكبر، والمحسوب على التيار المعتدل المنصف للجالية المهاجرة عموما والمسلمة خصوصا، المرشح جون ليك ميلونشون، رئيس حركة « فرنسا غير الخاضعة »، أو « حركة فرنسا الأبية »، الذي يحن كثيرا للجزائر مسقط رأس والديه هناك، ومسقط رأسه هو في طنجة بالمغرب الشقيق، ويعد نفسه فرنسي مغاربي بإمتياز، وهنا وجب الإشارة الى أنه تتحمل الجالية المسلمة المغاربية وحدها مسؤوليتها في إخفاقه وتفويت الفرصة عليه في الانتخابات الرئاسية حيث تحصل على المقعد (الفارغ)، المركز الثالث!! نفس المسؤولية تتحملها الجالية المسلمة والجزائرية تحديدا لعدم نصرته في الإنتخابات التشريعية كي يفوز بالأغلبية، وبالتالي سيضطر الرئيس ماكرون مكرها، تكليفه بتكوين الحكومة الجديدة، لأن القانون الفرنسي يخول للفائز في الإنتخابات التشريعية رئاسة الحكومة وتعيين جل الوزراء، وهنا نقولها بمرارة كما ذكرته تصريحا لا تلميحا لأخي الدكتور مصطفى كركري المغربي، وكما كتبته أيضا قبيل الانتخابات، تقصير جاليتنا المغاربية والإسلامية تحديدا في الذهاب للإنتخابات واختيار الأصلح بكثافة، كان سببا حاسما في تفويت الفرصة على المناضل ميلونشون بالفوز بكرسي رئاسة الحكومة.. إذ لو توحد المسلمون على اختيار حزب واحد أو تيار واحد، لكممت أفواه العنصرية التي تقتات من تشرذم المسلمين وتشتت أصواتهم ومستقبل أبنائهم، جيلا بعد جيل، فعلينا بأخذ الدرس اليوم للعمل يد بيد في قابل الأيام وعلى عجل ولن يكون ذلك إلا بالوحدة ثم الوحدة، لتوحيد الكلمة وتوحيد الصف رغم بعض خصوصياتنا الهامشية البسيطة التي لا تفسد للود قضية، فنحن مواطنون ومسلمون في بلد واحد وهذا ما لا يتوفر لدى جاليات كثيرة أخرى في فرنسا، وقديما قيل ” خذ من اليوم عبرة ومن الأمس خبرة ” لأن العلاقات بين أفراد جاليتنا ممزقة ومهلهلة ومتنافرة بل و أحيانا متقاتلة ومتصارعة من اجل لا شيء !! وكما تقول الحكمة البلاغية ” العلاقات ليست بالمُدة، ولا بالمادة، وإنما بالمودّة” و المودة لن تكون الا بالفهم الصحيح الصريح لطرق السير في أعمال الدين والدنيا وفق ما تفرضه سنن الله في الآفاق وفي الأنفس، و” إن غدا لناظره قريب ” وما ذلك على الله بعزيز، إنه نعم المولى و نعم النصير.