68
0
توقرت: التحاق أزيد من 1200 دارس بفصول محو الأمية للموسم الدراسي 2025/2026

شهدت ولاية توقرت، صباح اليوم الأربعاء، انطلاق الموسم الدراسي الجديد لمحو الأمية وتعليم الكبار، وسط مؤشرات إيجابية تعكس إقبالاً متزايداً على مقاعد التعلم، حيث التحق أزيد من 1.200 دارس ودارسة بأقسام محو الأمية برسم الموسم الدراسي 2025/2026، حسب ما أفادت به الملحقة المحلية للديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار.
محمد الحسان رمون
وأوضح مدير الملحقة المحلية، العيد فطيمي، أن عدد المسجلين بلغ 1.226 دارساً من الجنسين، موزعين على 67 فصلاً تعليمياً عبر مختلف بلديات الولاية، يشرف على تأطيرهم 35 مؤطراً تربوياً. وأضاف أن الفصول تحتضنها عدة فضاءات تربوية واجتماعية، من بينها المدارس الابتدائية، دور الشباب، إضافة إلى مؤسسة إعادة التربية، ما يعكس رغبة حقيقية في منح فرصة التعلم لكل شرائح المجتمع دون استثناء.
وأشار المسؤول ذاته إلى أن الجهود متواصلة لفتح مزيد من الأقسام، لاسيما في المناطق الريفية والنائية، تماشياً مع التوجه الوطني الرامي إلى تقليص نسب الأمية تدريجياً وصولاً إلى القضاء عليها نهائياً. كما شدّد على أهمية الانتقال من محو الأمية الأبجدية إلى مواجهة تحديات الأمية الرقمية، انسجاماً مع متطلبات العصر والتحولات التكنولوجية.
من جانبه، دعا مدير التربية لولاية توقرت، صالح بوعزيز، خلال إشرافه على إعطاء إشارة انطلاق الموسم الدراسي الجديد من أحد الفصول بدار الشباب ببلدية المقارين، إلى تجنيد الطاقات المحلية وتعزيز روح التضامن المؤسساتي من أجل دعم برامج محو الأمية. وأكد على ضرورة تحفيز الدارسين وتشجيعهم على المثابرة، باعتبار أن محو الأمية يشكّل حجر الزاوية في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية التي تراهن على شراكة فعلية بين مختلف القطاعات
وفي سياق موازٍ، تتواصل بملحقة الديوان بتوقرت فعاليات الأبواب المفتوحة المخصصة للتعريف ببرامج محو الأمية، حيث تضم معارض للكتب الموجهة للدارسين، وأجنحة لعرض الوسائل البيداغوجية المستعملة، فضلاً عن أنشطة تحسيسية متنوعة تهدف إلى استقطاب المزيد من المقبلين على التعلم.
ويرى المتتبعون أن بلوغ هدف "صفر أمية" في توقرت لن يكون مجرد شعار، بل خياراً مجتمعياً يعكس إرادة الدولة في ضمان الحق في التعلم مدى الحياة، وتثمين رأس المال البشري باعتباره ركيزة للتنمية المحلية والوطنية. كما يشكل فتح هذه الأقسام فرصة ثمينة للنساء، خصوصاً ربات البيوت، للاندماج في الحياة الاجتماعية والاقتصادية بشكل أكبر، إلى جانب إعادة إدماج فئات مختلفة في مسار التحصيل العلمي.
إن مواصلة هذه الجهود، عبر تفعيل الشراكات المحلية وتكثيف برامج التكوين للمؤطرين، من شأنها أن تعزز من مكانة ولاية توقرت كنموذج في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، وتفتح المجال أمام تحقيق نقلة نوعية من المجتمع القارئ إلى المجتمع المتعلم، بما ينسجم مع تطلعات الجزائر الجديدة.

