238
0
توقرت: التأكيد على دور الفلاحة الصحراوية كدعامة استراتيجية في تحقيق الأمن الغذائي

احتضنت ولاية توقرت، اليوم، فعاليات الندوة الجهوية حول "الفلاحة الصحراوية وآليات الأمن الغذائي – ولاية توقرت نموذجاً"، وذلك في إطار الاحتفال باليوم الوطني للإرشاد الفلاحي في طبعته الثانية والثلاثين، وكذا اليوم العالمي للأغذية 2025.
محمد الحسان رمون
الندوة التي أقيمت تحت رعاية والي ولاية توقرت، أشرف على افتتاحها الأمين العام للولاية، ممثلاً للوالي، بـــ"القرية السياحية قمة الرقي" ببلدية النزلة، بمبادرة من مديرية المصالح الفلاحية بالتنسيق مع غرفة الفلاحة للولاية، وبمشاركة واسعة لإطارات القطاع الفلاحي ومهنيين وباحثين وممثلي الغرف الفلاحية من 15 ولاية من ولايات الجنوب والجنوب الشرقي.
أجمع المتدخلون في أشغال الندوة على أن الفلاحة الصحراوية تمثل أحد أهم ركائز الأمن الغذائي في الجزائر، بالنظر إلى المقومات الطبيعية والبشرية الهائلة التي تزخر بها الصحراء، وما توفره من فرص استثمارية واعدة في مجال الزراعة المستدامة.
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور رشيد بن عيسى، وزير الفلاحة والتنمية الريفية الأسبق، أن الصحراء الجزائرية تشكل مورداً استراتيجياً تراهن عليه الدولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، مبرزاً أهمية توظيف التقنيات الحديثة والمكننة الزراعية لتثمين الأراضي الصحراوية واستغلالها وفق مقاربة علمية مستدامة تضمن ترشيد استعمال المياه وتحسين الإنتاجية.
من جهتها، شددت البروفسورة فطوم الأخضري، أستاذة العلوم الزراعية، على ضرورة تعزيز البحث العلمي في المجال الفلاحي، عبر إشراك الجامعات ومخابر البحث والمعاهد التقنية المتخصصة، من أجل ابتكار حلول عملية لمواجهة التحديات المناخية وتحقيق زراعة ذكية ومستدامة.
ودعت المتحدثة إلى تنسيق الجهود بين المؤسسات العلمية والفلاحية لإنجاز دراسات تطبيقية ومشاريع تنموية تهدف إلى تطوير الإنتاج الفلاحي في المناطق الصحراوية وتحسين مردودية المحاصيل.
أما خالد حليمة، مديرة مزرعة البرهنة وإنتاج البذور بالأغفيان التابعة للمعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية، فقد أبرزت الجهود التي تبذلها الدولة لتطوير الزراعة في الجنوب، خاصة من خلال إنشاء ديوان تنمية الزراعة الصناعية بالأراضي الصحراوية، وفتح مدارس ومعاهد عليا متخصصة في الفلاحة بمناطق الجنوب، فضلاً عن تسهيل الاستثمار الزراعي وتشجيع المبادرات الخاصة في استصلاح الأراضي الصحراوية.
وفي السياق ذاته، أوضح بشير معاش، رئيس غرفة الفلاحة لولاية توقرت، أن تنظيم هذه الندوة الجهوية يهدف إلى تسليط الضوء على التجارب الناجحة في الفلاحة الصحراوية، وتبادل الخبرات بين مختلف الفاعلين في القطاع، إضافة إلى بلورة رؤية استراتيجية شاملة من شأنها أن تشكل منطلقاً لتطوير فلاحة ذكية ومستدامة تسهم في تحقيق الأمن الغذائي الوطني.
وقد تخللت الندوة جلسات حوارية تفاعلية بين الخبراء والفلاحين، تناولت عدة محاور، منها: التنظيمات الفلاحية ودورها في التنمية الزراعية، الأمن الغذائي في ظل التحديات الجيوسياسية والمناخية، ومؤشرات الإنتاج الفلاحي بولاية توقرت خلال السنوات الأخيرة.
وخلص المشاركون إلى جملة من التوصيات، أبرزها ضرورة دعم البحث التطبيقي، وتحفيز الاستثمار في القطاع الفلاحي الصحراوي، وتثمين الموارد المائية والبيئية، إلى جانب تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتطوير مشاريع زراعية كبرى بالجنوب.
بهذا، تؤكد ولاية توقرت مرة أخرى ريادتها كنموذج ناجح في مسار تطوير الفلاحة الصحراوية وتعزيز الأمن الغذائي الوطني، بما يتماشى مع رؤية الجزائر الجديدة في تحقيق السيادة الغذائية المستدامة.



