151

0

الجزائر-الصومال: إرادة سياسية لإضفاء ديناميكية على العلاقات بين البلدين

 
 
تتطلع الجزائر والصومال الى إضفاء ديناميكية جديدة على علاقات التعاون الثنائي بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين, وهذا في ظل وجود إرادة سياسية قوية من الجانبين, استنادا إلى الروابط التاريخية التي تجمعهما.
 
ومن شأن هذه العلاقات التاريخية المتينة التي تستمد قوتها من قيم التفاهم والتضامن والثقة المتبادلة, أن تتعزز أكثر وترتقي الى مستويات أعلى بمناسبة الزيارة الرسمية التي شرع فيها رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية, السيد حسن شيخ محمود, اليوم الاثنين, الى الجزائر.
 
وانطلاقا من انسجام مواقفهما إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية وكذا الدعم الجزائري للصومال في كل الظروف, شهدت العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة حركية كثيفة, ترجمتها الاتصالات المستمرة بين قائدي البلدين, وذلك تأكيدا لتطلعهما نحو مرحلة جديدة من التعاون المثمر وتوحيد الجهود تجاه الملفات ذات الاهتمام المشترك.
 
وفي هذا الاطار, كان رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, قد التقى نظيره الصومالي مطلع نوفمبر 2022, على هامش مشاركته في الدورة الـ 31 للقمة العربية التي احتضنتها الجزائر, حيث حيا الرئيس الصومالي جهود الجزائر في دعم العمل العربي المشترك, معربا عن تقدير بلاده للجهود المخلصة التي بذلها رئيس الجمهورية لتقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية من أجل تحقيق التسوية والتوافق بينها.
 
كما بعث رئيس الجمهورية في ديسمبر 2024 برسالة خطية الى نظيره الصومالي, سلمها له وزير التعليم العالي والبحث العلمي, كمال بداري.
 
وخلال مكالمة هاتفية أجراها مع رئيس الجمهورية في سبتمبر 2024, هنأه فيها على إعادة انتخابه لعهدة جديدة, أكد رئيس الصومال حرصه على العمل من أجل "تقوية العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى الامتياز, خدمة لمصلحة الشعبين الجزائري والصومالي".
 
وفي نوفمبر من نفس السنة, استقبل رئيس الجمهورية طاهر محمود جيليه, المستشار والمبعوث الخاص لرئيس الصومال, حاملا منه رسالة خطية إلى رئيس الجمهورية, ضمنها تطلعه لاستمرار متانة العلاقات الثنائية التاريخية.
 
وفي ذات المنحى, أجرى وزير الدولة, وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية,  أحمد عطاف, على هامش أشغال قمة الجنوب الثالثة التي جرت شهر يناير 2024 بالعاصمة الأوغندية, كمبالا, محادثات ثنائية مع نائب الوزير الأول الصومالي, استعرض فيها واقع العلاقات الثنائية بين البلدين ومستجدات الأوضاع على الصعيد الإقليمي, بمنطقتي القرن الإفريقي والساحل الصحراوي.
 
كما بحث عطاف مع نفس المسؤول الصومالي, على هامش مشاركته, ممثلا لرئيس الجمهورية, في أشغال الدورة العادية الـ 37 لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي التي جرت شهر فبراير بأديس أبابا, آفاق تعزيز العلاقات الثنائية, كما تبادلا الرؤى حول الأوضاع الراهنة في منطقتي انتماء البلدين, واتفقا على تعزيز التشاور والتنسيق في المحافل الدولية والاقليمية.
 
من جانبه, قام وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الصومالي, عبد السلام عبدي علي, شهر أغسطس الفارط, بزيارة رسمية إلى الجزائر, أكد خلالها أن الجزائر "شريك جيد للصومال, لا سيما في مجالات الأمن والتعليم والتجارة والقضايا الإقليمية", فيما أكد السيد عطاف, بذات المناسبة, أن وقوف الجزائر إلى جانب الصومال "لم يكن ظرفيا أو عابرا, بل هو موقف تاريخي راسخ ومتجذر يستند إلى قناعة الجزائر التامة بأن أمن واستقرار الصومال من أمن واستقرار منطقة القرن الإفريقي والقارة الإفريقية برمتها".
 
وقد توجت هذه الزيارة ببيان مشترك اتفق من خلاله البلدان على إنشاء لجنة وزارية مشتركة تعنى بملفات التعاون, مع وضع آلية للتشاور السياسي بين الطرفين, كما بحث الجانبان التعاون في ميدان التعليم, مع رفع عدد المنح الجامعية لفائدة الطلبة الصوماليين من 15 إلى 50 منحة سنويا, في مختلف الأطوار والتخصصات التي يرغب فيها الجانب الصومالي.
أما على الصعيد السياسي, فقد أكد الجانب الجزائري, خلال نفس الزيارة, "دعمه الثابت والقوي لسيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه, مع رفض جميع أشكال التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية, مجددا مساندته للصومال في مواجهة آفة الإرهاب الهدامة للحفاظ على أمنه واستقراره".
 
وعلى الصعيد الدولي, اتفقت الجزائر والصومال, عبر بيانهما المشترك, على تكثيف التشاور وتعزيز التنسيق في مجلس الأمن, خاصة فيما يتصل بالقضايا التي تخص العالم العربي والقارة الإفريقية, بصفتهما عضوين غير دائمين في الهيئة الأممية.
 
وبخصوص القضية الفلسطينية, يجمع بين البلدين توافق في الرؤى حول دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف. وبشأن الأزمة في السودان, تم التأكيد على وحدة هذا البلد الشقيق وأهمية استعادة أمنه واستقراره, حيث يدعو الطرفان إلى تغليب لغة الحوار وإعلاء المصلحة العليا للبلاد وللشعب السوداني ورفض التدخلات الخارجية فيه.
 
أما فيما يتعلق بالقضية الصحراوية, تلتقي الجزائر والصومال عند ضرورة دعم مساعي الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي, الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة ودائمة لها.
 
وحول الوضع في ليبيا, أكد الجانبان على أن حل الأزمة في هذا البلد ينبغي أن يمر عبر مسار سياسي جامع, الغاية منه تعزيز الوحدة الوطنية والمحافظة على السلامة الترابية لهذا البلد الشقيق وصون سيادته ووضع حد للتدخلات الأجنبية في شؤونه, وذلك من خلال تنظيم انتخابات حرة ونزيهة تفضي إلى بناء مؤسسات شرعية موحدة.
 
و.أ.ج

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services