68
0
توقرت : الإتحاد الوطني للصحفيين و الإعلاميين الجزائريين .. نحو تعزيز الجبهة الداخلية في عصر الرقمنة و الذكاء الاصطناعي

نظم الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين – مكتب توقرت، صبيحة اليوم، ورشةً تفاعلية موسومة بعنوان"دور الإعلام الجديد ومواقع التواصل في تماسك الجبهة الداخلية في الجزائر في ظل التحولات الرقمية".
محمد الحسان رمون
الورشة التي تأتي بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير و الصحافة ، و ذلك بمقر المركزي لجريدة القافلة بولاية توقرت.
وشهدت حضورًا نوعيا لعدد من الفاعلين في المشهد الإعلامي المحلي ، من بينهم رئيس بلدية توقرت ، رئيس مكتب إذاعة توقرت، إلى جانب أعضاء المكتب الولائي للاتحاد، صحفيين، نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وطلبة الإعلام والاتصال، مما أعطى الطابع التشاركي والعملي للقاء.
كما عرفت الورشة تأطيرًا علميا من نخبة من الأساتذة الجامعيين، قدموا مداخلات ثرية تمحورت حول علاقة الإعلام بالتطور الرقمي، وتأثير ذلك على تماسك الجبهة الداخلية في ظل الذكاء الاصطناعي و الثورة الاعلامية.
و هنئ رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية توقرت كافة الصحفيين بالمناسبة ، مؤكدا على الدور الفعال الذي يلعبه الإتحاد الوطني للصحفيين و الإعلاميين الجزائريين ، في ترقية الاعلام المحلي عبر التكوين و التدريب .
كما افتتح الدكتور فيصل رمون ، الورشة بمداخلة قانونية معمقة حول الترسانة القانونية للممارسة الإعلامية في ظل التحولات الرقمية، حيث استعرض أبرز مواد قانون الإعلام الإلكتروني، وبين الحاجة لتكييف التشريعات مع التحديات الرقمية المستجدة، خاصة فيما يتعلق بحرية التعبير، حماية الحياة الخاصة، والمسؤولية في النشر.
ومن جهته، قدم الدكتور حمادي خالد مداخلة بعنوان: "الذكاء الاصطناعي والثورة الإعلامية وتعزيز التماسك الوطني"، والتي سلط فيها الضوء على التأثير العميق للتقنيات الذكية في صناعة المحتوى الإعلامي، داعيًا إلى صياغة ميثاق أخلاقي وطني لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام، يضمن حماية القيم الوطنية، مصداقية المعلومة، وحقوق المستخدمين.
أما الدكتور محمد العيد حمزة، فركز في مداخلته على "دور مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي في تقوية الجبهة الداخلية – الواقع والآفاق"، مستعرضا تجارب وممارسات رقمية إيجابية من شأنها أن تساهم في ترسيخ الوحدة الوطنية والتصدي للحملات الرقمية الموجهة.
تميزت الورشة بجو من الحوار المفتوح والتفاعل الإيجابي بين المؤطرين والحضور، حيث طرحت أسئلة دقيقة حول واقع حرية الصحافة، تأثير الإعلام الجديد في تشكيل الرأي العام، وسبل محاربة الإشاعات والأخبار الزائفة ، بروز الذكاء الاصطناعي في الاعلام .
وسجل الطلبة والناشطون الشباب حضورًا مميزًا من خلال مداخلاتهم وأسئلتهم حول المسؤولية الرقمية وآفاق تطوير الإعلام المحلي في ظل التحولات الرقمية و الذكاء الاصطناعي.
فيما اختتمت أشغال الورشة بجملة من التوصيات التي ركزت على أبعاد مهنية وأخلاقية في التعامل مع الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي، على غرار الدعوة إلى إعداد ميثاق وطني لأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام، يحدد الضوابط الأخلاقية والتقنية لضمان شفافية وأمان المحتوى الرقمي ، و كذا تكييف الترسانة القانونية مع متطلبات العصر الرقمي، خاصة ما يتعلق بقوانين الإعلام الإلكتروني، حماية البيانات، ومحاربة التضليل الإعلامي ، و تكثيف برامج التكوين والتدريب في الإعلام الرقمي، لفائدة الصحفيين وطلبة الإعلام، مع التركيز على أدوات التحقق من المعلومات، وتقنيات الذكاء الاصطناعي في الإنتاج الصحفي ، فضلا عن تعزيز التنسيق بين الفاعلين الإعلاميين والمؤسسات الرسمية، بهدف توحيد الجهود لمجابهة الأخبار الزائفة والدعوات التحريضية على الفضاء الرقمي ، و تشجيع المبادرات الشبابية لإنتاج محتوى إعلامي هادف، يعكس قيم المجتمع الجزائري ويساهم في تقوية الجبهة الداخلية ، إضافة إلى إطلاق حملات تحسيسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتوعية المواطنين بكيفية التعامل مع المحتوى الرقمي ورفع الوعي الإعلامي.
وأكد المشاركون أن الجزائر، في ظل التحولات الرقمية الكبرى، بحاجة إلى إعلام وطني واعٍ، حر، ومسؤول، يساهم في صناعة رأي عام متماسك، ويعبر عن تطلعات الشعب ضمن إطار أخلاقي وقانوني يواكب العصر.