872
0
ذكرى عيد الطالب...اعتراف لتضحيات الأسلاف وتحفيز للمسؤولية الوطنية

بمناسبة إحياء ذكرى يوم الطالب، نظمت جامعة الجزائر 1 بن يوسف بن خدة احتفالية خاصة تخليدًا لروح الشهداء وتأكيدًا على الدور البطولي للطلاب في تاريخ الوطن وفرصة لاستذكار تضحيات أسلافنا الطلبة الأحرار الذين ناضلوا لتحرير الجزائر من براثن الاستعمار، ذلك بدار الذكاء الاصطناعي بجامعة الجزائر1.
مريم بوطرة
استذكرت في كلمتها بالمناسبة صورية دندوقة، نائبة مدير جامعة الجزائر 1 المكلفة بالعلاقات الخارجية والتعاون والتنشيط والاتصال والتظاهرات العلمية، تضحيات أسلافنا الطلبة الأحرار في هذا اليوم المجيد ،مستشهدة بالتاريخ المشهود من عام 1956، حيث انتفض الطلبة في ربوع الوطن، محتجين على الظلم والاضطهاد، ومعلنين ولائهم الكامل لنضال شعبهم العظيم، مؤكدة بذلك الروح البطولية التي تحملها جيل الطلبة الجزائريين.
وأوضحت أن إضراب الطلبة الجزائريين آنذاك أثار إعجاب العالم أجمع وشددت على أن الطلبة في التصدي للقوى الاستعمارية وفضل دمائهم الزكية، حيث استطاعوا المساهمة بقوة في دعم كفاح ثورتنا المجيدة وبناء عليه أكدت أن الهدف من إحياء هذا اليوم التاريخي لنستمد العزم والإصرار من بطولات أجدادنا، ويكون الطالب جديرا بحمل راية المسؤولية لبناء جزائر الغد.
ودعت دندوقة الطلبة قائلة: "فليكن وعيكم وجدكم وإخلاصكم في طلب العلم درعنا المنبع لمواجهة كل التحديات و كونوا على قدر أمانة الشهداء، وتحلوا بالقيم النبيلة التي شرفت أجيالنا عبر العصور."
البعد التاريخي والثقافي لمساهمة الطلبة في الثورة التحريرية
من جانبه، قدم عبد الرحمان عمار، أستاذ محاضر بكلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر 3، مداخلة تحت عنوان "يوم الطالب... تاريخ ،مواقف وعبر"، حيث تناول بروح تاريخية وتحليلية جوانب من حركة الطلبة خلال الثورة التحريرية الكبرى.
وسلط الضوء على الأحداث التاريخية منها قرار الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين الانضمام رسمياً إلى الثورة، والدعوة إلى الإضراب الطلابي الشامل في يوم 19 مايو 1956م.
وأشار إلى أن الإضراب كان يخص طلبة الجامعة المركزية لأسباب أمنية، حيث كانت هناك مخاوف من تدخل السلطات الفرنسية.
تناول عمار في مداخلته أيضًا مجالين هامين في التحضير للإضراب في 19 مايو ومن وراءه. وأوضح أن المجال الحقوقي لعب دورًا بارزًا في هذا الصدد، حيث كان له الأثر البليغ في صياغة النصوص القانونية وكتابة البيانات الرسمية، مشابهة لقرارات مؤتمر الصومام.
أما المجال الدبلوماسي، فكان له دور كبير أيضًا في إعداد الطلبة الملتحقين بالثورة لهذا الإضراب، حيث ساهموا بشكل فعّال في تحديد معالم الدبلوماسية الجزائرية ووضع أسسها، وأشار إلى أنهم خاضوا معارك عدة، نجحوا فيها على المستوى الإقليمي والدولي، مما أضفى على الثورة الجزائرية بعدًا دوليًا وشرعية دولية.
في السياق تحدث على شخصيات الشهداء والشهيدات العديدة من مختلف المجالات، الذين كانت مساهمتهم حاسمة في نيل الحرية والاستقلال. ومن بين هؤلاء: الشهيدة البطلة حسيبة بن بوعلي، الفدائية الثائرة، والطبيب والدبلوماسي الراحل لمين خان، الذي كان كاتب بيان الإضراب.
كما أشار إلى دور الشهيد الكيميائي طالب عبد الرحمان، عبقري المتفجرات، والمهندس الدبلوماسي الراحل محمد الصديق بن يحي، مهندس الدبلوماسية، في تحديد معالم الدبلوماسية الجزائرية ووضع أسسها. وأوضح عمار أيضًا ردود أفعال الإدارة الاستعمارية، مثل تعطيل منح الطلبة المضربين وإقصائهم من المطاعم الجامعية والأحياء الطلابية، بالإضافة إلى حل الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين بفرنسا بتهمة "الإخلال بالأمن العام" في 28 جانفي 1958م.
وتخلل الاحتفالية عرضًا لشريط فيديو بعنوان "الظل والقنديل"، الذي يسلط الضوء على رحلة الصراع والتحديات التي مرت بها الجزائر نحو الحرية والاستقلال،بالاضافة الى وصلات إنشادية من تقديم فرقة "ناس زمان" لتجسد روح الثورة والصمود، بينما قدم الشاعر يزيد كورتلي قصائد شعرية ملهمة تخلد ذكرى الشهداء وتحمل رسالة الوفاء والإخلاص للوطن، فضلا عن تمثيلية مؤثرة تروي قصة الثورة بأسلوب ملحمي، ليتم تكريم ثلة من الطلبة الأوائل الذين بذلوا جهودًا مميزة في مسيرتهم الأكاديمية والوطنية.