في عملية أمنية نوعية تجسد يقظة الأجهزة الأمنية وسعيها الحثيث لحماية الاقتصاد الوطني، تمكنت المصلحة المركزية لمكافحة الجريمة المنظمة "SCLCO" بالسحاولة من توجيه ضربة موجعة لشبكة إجرامية منظمة كانت تنشط تحت ستار شركات وهمية.

هذه العملية أسفرت عن توقيف 47 شخصًا من العناصر الرئيسية في هذه الشبكة التي مارست التهرب الضريبي الممنهج عبر عدة ولايات من الوطن.

التحقيقات المعمقة التي باشرها محققو المصلحة كشفت النقاب عن أساليب احتيالية معقدة اتبعتها الشبكة.

حيث عمد أفرادها إلى تأسيس العديد من الكيانات التجارية الصورية المنتشرة في أنحاء البلاد، دون ممارسة أي نشاط تجاري حقيقي.

وكان الهدف الأساسي من وراء هذه الشركات الوهمية هو تسجيل معاملات مالية زائفة، مستغلين في ذلك سجلات تجارية وفواتير صورية بهدف الحصول على أغلفة مالية ضخمة.

ولم تتوقف جرائمهم عند هذا الحد، بل قاموا بتحويل هذه الأموال المتحصل عليها بطرق غير شرعية إلى مشاريع استثمارية متنوعة، في محاولة لإضفاء الشرعية عليها وتبييضها.

وقد أسفرت هذه العملية النوعية، التي تمت تحت الإشراف الدقيق للنيابة المختصة، عن نتائج مبهرة تعكس حجم النشاط الإجرامي لهذه الشبكة وتأثيره على الاقتصاد الوطني.

فقد تمكنت مصالح SCLCO من استرجاع مبلغ مالي ضخم يقدر بـ 24 مليار سنتيم، وهو جزء من العائدات الناتجة عن أنشطتهم الإجرامية.

تجميد أرصدة بنكية تقدر قيمتها الإجمالية بـ 78 مليار سنتيم، كانت مودعة في حسابات تابعة لأفراد الشبكة والشركات الوهمية.

جرد ووضع اليد على ممتلكات منقولة تقدر قيمتها بـ 400 مليار سنتيم، تشمل أسطولًا ضخمًا يتكون من 500 شاحنة من الوزن الثقيل، بالإضافة إلى جرافات ومركبات أخرى.

حجز عقارات متنوعة تتمثل في قطع أرضية واسعة، فيلات فاخرة وشقق راقية، تتواجد في أحياء مرموقة على مستوى العاصمة وعدة ولايات كبرى أخرى.

وقد تم تقديم المتورطين في هذه القضية، والبالغ عددهم 47 شخصًا، أمام السيد وكيل الجمهورية لدى القطب الجزائي الاقتصادي والمالي بمحكمة سيدي أمحمد، يوم أمس 05 ماي 2025.

ويواجه هؤلاء الأفراد تهماً ثقيلة تتعلق بتبييض الأموال، التهرب الضريبي، والتزوير واستعمال المزور في محررات تجارية.
تعتبر هذه العملية إنجازًا هامًا للأجهزة الأمنية والقضائية في مكافحة الجريمة المنظمة والفساد المالي، وتؤكد عزم الدولة على استئصال هذه الآفات التي تهدد استقرار الاقتصاد الوطني وتقوض جهود التنمية.

كما تبعث هذه العملية برسالة قوية إلى جميع المتورطين في مثل هذه الأنشطة الإجرامية بأن يد العدالة ستطالهم لا محالة.

الهوصاوي لحسن