125
1
تأسيس جمعية نخبوية جديدة تحت مسمى "الزئبق الاقتصادي"

تم اليوم بالعاصمة الجزائر، الإطلاق الرسمي للجمعية الوطنية لـ"الزئبق الاقتصادي"، وذلك خلال انعقاد الجمعية العامة التأسيسية لنخبة الجزائر.
نسرين بوزيان
وتعد هذه الجمعية الأولى من نوعها في البلاد، حيث تمثل مشروعًا وطنيًا تقوده النخبة الجزائرية في إطار رؤية تقوم على دعم برنامج الجزائر الجديدة بآليات اقتصادية نخبوية، منسجمة مع التوجه الوطني.
وتهدف هذه المنظمة إلى تكوين نخبة اقتصادية وطنية تقود سياسات عمومية سيادية وفعالة، بالإضافة إلى ربط العلم بصنع القرار العمومي لإنتاج معرفة استراتيجية موجهة للإصلاح، وكذا بلورة نموذج اقتصادي بديل قائم على المعرفة والابتكار والكفاءة التقنية.
كما تسعى الجمعية إلى تعبئة النخبة المحلية والجالية الجزائرية في الخارج من خلال مشروع نخبوي قائم على الاستحقاق.
وفي مبادرة تُعد الأولى من نوعها، تهدف الجمعية إلى العمل على تأسيس مدرسة جزائرية للفكر الاقتصادي، تسهم في إنتاج أطر وآليات وأدوات حوكمة مستدامة.
وخلال اللقاء الذي جرى بفندق الرياض بالعاصمة، وبحضور أعضاء الجمعية، تم انتخاب سفيان قرموش رئيسًا للجمعية، كما تم تعيين نواب الرئيس عبر النظام الداخلي للجمعية.
وفي كلمة له بالمناسبة، أبرز سفيان قرموش أن الجمعية تعتمد في برنامجها على تقنيات الحساب الذهني، والذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، بهدف بناء اقتصاد حقيقي من خلال ما أسماه "الزئبق الاقتصادي"، وهو معدن نادر يشبه النخبة الجزائرية في صفاته.
وأوضح أن هذا المفهوم يسعى إلى إدراج مشاريع النخبة في تطوير الاقتصاد الوطني والمساهمة في صنع القرار بالجزائر، إضافة إلى توفير حاضنة للمشاريع والكفاءات داخل وخارج الوطن.
وأكد قرموش أن مقترح تأسيس مدرسة وطنية للفكر الاقتصادي يهدف إلى إرساء تفكير أكاديمي ممنهج للنخبة في جميع أطوار المنظومة التربوية.
مبرزا أن الجمعية ستكون لها مرافقة ميدانية فعلية لتجسيد الأهداف على أرض الواقع، وليست مجرد مداخلات تُطرح في صالونات فخمة -حسبه- وإنما من خلال احتضان شركاء اجتماعيين واقتصاديين، ما يسمح باقتراح نموذج اقتصادي مرن وبديل تقوده النخبة الجزائرية.
كما شدد ذات المسؤول على ضرورة إدراج استراتيجيات جديدة في الرقمنة والتحول الرقمي، لما لذلك من أهمية في التحديث الاقتصادي.
وفي تصريح خاص لـ"بركة نيوز"، أكد رئيس جمعية الزئبق الاقتصادي، سفيان قرموش أن الجمعية تولي اهتماما خاصا للشباب من خلال الدعم و المرافقة، مشددا على ضرورة الاستفادة من عثرات التجارب السابقة، مما يستوجب وجود تأطير فعلي وممنهج لهذه الفئة.
وبيّن قرموش أن هذا التأطير يجب أن يكون من خلال تكوين متخصص يعتمد على منهجية واستراتيجية واضحة داخل المنظومة الجامعية، إلى جانب تعزيز القدرات العملية للشباب بما يمكنهم من مواكبة متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية.
وأوضح قرموش أن هذا النوع من التأطير يُعد ضروريًا وحيويًا، لا سيما وأن الجزائر تطمح للالتحاق بركب الدول الناشئة، وهو ما يتطلب الالتزام بمعايير دقيقة واستراتيجية.
كما أشار إلى أن الجمعية تسعى إلى اقتراح إدراج تخصصات جامعية جديدة، تُعنى بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لما لها من دور إيجابي في دعم الاقتصاد الوطني.
وأكد في السياق ذاته أن الجمعية تولي اهتماما خاصا أيضا بإدماج الحساب الذهني في البحوث والمقاربات التطبيقية، نظرًا للنتائج الإيجابية التي حققها على المستوى العالمي.
وفي ختام حديثه، أبرز قرموش أن هذه المبادرات، في حال تجسيدها ميدانيا، من شأنها أن تحدث أثرا إيجابيا واسعا على المنظومة الجزائرية بمختلف مستوياتها.
من جانبه ، أوضح أستاذ المدرسة العليا للاقتصاد بوهران، ونائب رئيس جمعية الزئبق الاقتصادي، بن غالم عبد الهادي، في حديثه ل "بركة نيوز" أن مقترح تأسيس مدرسة جزائرية للفكر الاقتصادي يهدف إلى إنتاج أطر وآليات، وأدوات حوكمة مستدامة، يمثل أحد الأهداف المتوسطة المدى التي ستعمل الجمعية على تحقيقها بشكل تدريجي من خلال جمع نخب الجزائر، لاسيما أن المدرسة تعد فضاء تجتمع فيه النخبة من أجل التكوين.
كما أشار بن غالم إلى أن المقترح يهدف إلى استقطاب النخب الجزائرية من داخل الوطن وخارجه، في إطار مشروع نخبوي يسعى إلى بناء منظومة اقتصادية وطنية متكاملة.