34

0

سياحة بلا حدود: 50 شابًا من 27 ولاية يكتشفون "اقتصاد البدائل" من واحة تقرت

"المرافق السياحي الشاب": تجربة ميدانية تُحوّل التراث الصحراوي إلى ورشة لبناء التنمية المستدامة

في قلب واحة تماسين التاريخية بولاية تقرت، تفتّحت صفحات جديدة من "السياحة التربوية" في الجزائر، عندما اجتمع أكثر من 50 شابًا وشابة من 27 ولاية ضمن فعاليات الأيام السياحية الصحراوية والتاريخية، التي نُظمت تحت شعار: "السياحة اختيار وبديل اقتصادي".

الهوصاوي لحسن

الحدث، الذي احتضنه بيت الشباب بتماسين بين 30 أكتوبر و2 نوفمبر، جاء في توقيت رمزي متزامن مع الذكرى الـ71 لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة، ليؤكد أن روح النضال الوطني لا تزال تتجدد، ولكن هذه المرة في ميدان الاقتصاد والمعرفة.

 

التاريخ مرشدًا... والتراث مادة للتكوين

لم تكن التظاهرة مجرد رحلة شبابية عابرة، بل دورة تكوينية مكثفة حملت عنوان "المرافق السياحي الشاب"، صُممت لتمنح المشاركين أدوات احترافية تجمع بين التكوين النظري والممارسة الميدانية.

ومن القصور القديمة إلى البحيرات الطبيعية والزاوية التجانية، تنقل الشباب عبر محطات تاريخية وروحية جعلت من كل موقع درسًا حيًا في الربط بين الهوية المحلية وفرص التنمية السياحية.

 

 

كان الهدف الأعمق من هذه الرحلات هو تكوين جيل جديد من المرشدين والمرافقين السياحيين، القادرين على تحويل الإرث الثقافي والمادي إلى منتوج اقتصادي مستدام، يعيد للسياحة الصحراوية بريقها بوصفها أحد أعمدة الاقتصاد البديل في الجزائر.

من الفكرة إلى الفعل: شباب يصنعون الفارق

تحولت هذه الأيام إلى منبر وطني لتبادل الخبرات بين الوفود المشاركة، حيث عرضت كل ولاية جزءًا من خصوصيتها الثقافية والتراثية، ما أضفى على اللقاء بعدًا تفاعليًا يعزز قيم الوحدة والتنمية المشتركة.

 

كما شهدت التظاهرة أجنحة لعرض منتجات الصناعات التقليدية والحرفية، في مبادرة تُمزج فيها السياحة بالتربية الاقتصادية، مؤكدة أن الترقية السياحية تبدأ من المدرسة الشبابية ومن وعي الجيل الجديد بدوره في الاقتصاد الوطني.

ختام بطابع الأمل: من تكوين إلى تمكين

في حفل ختامي اتسم بالرمزية، سُلّمت شهادات التكوين للمشاركين الذين أنهوا الدورة بنجاح، ليُعلن رسميًا عن ميلاد دفعة جديدة من "المرافقين السياحيين الشباب"، المؤهلين للمساهمة في بناء قطاع سياحي وطني واعد.

إن تجربة تماسين السياحية التكوينية برهنت أن السياحة في الجزائر ليست ترفًا، بل بديلًا اقتصاديًا حقيقيًا يمكن أن يستوعب الطاقات الشابة ويوظف التراث في خدمة المستقبل.

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services