181

0

صلاح الشقباوي: طوفان الأقصى استمرار للنظال الفلسطيني

ألقى المحلل السياسي  الفلسطيني صلاح الشقباوي محاضرة تحت عنوان "الفلسفة الصهيونية في إبادة الشعب الفلسطيني، من ينتصر في غزة؟ قوة الحق أو حق القوة ؟"، وذلك أول أمس بمقر جمعية الجاحظية، أمام جمهور من المهتمين الجزائريين والفلسطينيين.

ذهبية عبد القادر

تمحورت مداخلة المحلل السياسي صلاح الشقباوي حول إشكالية الفلسفة التي تعتمد عليها الصهيونية منذ أواخر القرن 19، مع منظرها الأساسي تيودور هرتزل.

وأبرز المحاضر الأسس التي تقوم عليها نظرية احتلال فلسطين، وأشار المحلل صلاح الشقباوي إلى أنها نظرية تتداخل فيها الخرافة التوراتية  بخصوص أرض الميعاد  وعودة اليهود إلى هذه الأرض، بعد أن طردوا  منها عدة مرات وآخرها طردهم منها من طرف الرومان، غير أن هذه الفكرة أي فكرة العودة إلى أرض الميعاد يعارضها اليهود المتدينون لاسيما الحيريديم الذين يرون أن العودة لن تتم إلا بإذن الرب، لكن الصهاينة قد أحيوها  كحلم توراتي زائف من لدن اجتهاد "بعض رجال الدين اليهود المتعصبين، لأن فكرة قيام دولة يهودية لا تتم حسب إحدى صيغ العهد القديم الذي توجد  منه أكثر من 28 نسخة .

وأوضح أن " هذا موضوع شديد التعقيد  لما يحتويه من تدخل رجال الدين اليهود عبر التاريخ لاسيما في التلمود من اجتهادات شخصية  وأقاويل وأساطير  بما فيها قولهم أن اليهود  وحدهم ينتمون إلى سلالة  سيدنا آدم عليه السلام وبالتالي نفخة من نفخات  المولى  جلى جلاله " ، وأكد المحاضر أن هذه الفكرة هي التي أخذ بها المسيحيون المتطرفون كذلك، وأن باقي البشر لا ينتمون إلى سيدنا آدم عيه السلام ، وبالتالي هم كفرة ومن حق اليهود أن يستعبدونهم ويبيدونهم عند الضرورة .

وأكد المحلل السياسي صلاح الشقباوي أن الصهيونية التوراتية بقيادة هرتزل، عملت كل ما في وسعها لتغتصب فلسطين لوجود مبرر توراتي  تحت مزاعم إعادة اكتشاف هيكل سليمان وإقامته، ولهذا ابتدعت الصهيونية اسمها من جبل "صيون" وظلت تعمل رغم رفض العثمانيين لتسليمهم  فلسطين، كما عملت سرا لتهريب رؤس الأموال من أوروبا لشراء الأراضي في فلسطين وتهجير الآلاف من اليهود من كل مناطق العالم.

و أكد المحاضر  أن البنية الاجتماعية الصهيونية أساسها أوروبا الشرقية وروسيا قبل  أن تهيمن على دول الغرب، ونظرا إلى أن حكومات الغرب كانت لا ترتاح إليهم، بالنظر إلى مفاسدهم وتخريبهم للاقتصاديات الغرب، وإفساد المجتمعات، كان من بين  أهداف الدول الغربية التخلص منهم لهذا السبب.

ومنذ أن سقطت الإمبراطورية العثمانية  بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة تقاسمت بريطانيا وفرنسا النفوذ على المناطق التي كانت تحت راية" الباب العالي".

وأشار المحاضر إلى أن بريطانيا وبقرار من عصبة الأمم أن دخلت منطقة فلسطين  تحت حمايتها، الأمر الذي جعل رئيس حكومة بريطانيا في ذلك الوقت بلفور يتمكن من إصدار وعد لليهود والصهاينة لإقامة  وطن لهم في فلسطين تحت شعار:" أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وأكد نفس المتحدث إلى أنه في نفس المرحلة  قامت بريطانيا وفرنسا 1816 و1817 بتنظيم مؤتمر عالمي يسمى مؤتمر "سايكس بيكو" وهما شخصان إنجليزي وفرنسي قرارا تقسيم البلاد العربية  وتفتيتها إلى مكونات على أساس إثني وديني، ومنذ ذلك الوقت  شجعت بريطانيا هجرة اليهود إلى فلسطين  ولم يكن تعدادهم يتجاوز 5 بالمائة فقط وتعداد المسيحيين حوالي 15 وباقي السكان عرب مسلمون.

وأكد  المحلل السياسي صلاح الشقباوي أن من العوامل التي سرعت وكثفت هجرة اليهود إلى فلسطين قيام الحرب العالمية الثانية ، وممارسة النازية لأسلوب الإبادة ضد اليهود وضد غيرهم من الشعوب الأخرى، وقد تسلم اليهود من هتلر أموال طائلة لبناء وطن قومي لهم في فلسطين ومن بين الشخصيات القيادية  من حلفاء هتلر:"إسحاق ماكشمير"  وبن غوريون، وكذلك  دور بريطانيا في تدريب آلاف العناصر الصهيونيىة لاسيما من النخبة ضمن جيشها ليكونوا  فيما بعد النواة الصلبة التي ستساهم منذ 1947 في الإبادة الشاملة للشعب الفلسطيني  وتهجيره، وسرقة ممتلكاته  وتدمير وحرق المدن في فلسطين.

الجزائر والقضية الفلسطينية

وأكد المحاضر على أن موقف الجزائر لم يكن  جديدا في دعم الشعب الفلسطيني  وحقه المشروع على أرضه، وعلى الرغم  من وجود الجزائر تحت الاستعمار الفرنسي عارضت النخب الوطنية والإسلامية في الجزائر خلال  الأربعينيات من القرن الماضي  الاحتلال الصهيوني، والقرارات الدولية الجائرة في حقهم، بل قد سافر الكثير من  الشباب الجزائري سيرا على الأقدام  للالتحاق بالمقاومة في فلسطين  ولدعم الجيوش العربية التي كانت في حرب مع العدو، إذ لما استقلت الجزائر في 1962 ، تبرعت  بسلاح  الثورة  الذي كان مخزنا في مصر للمقاومة الفلسطينية ، كما فتحت الجزائر على أرضها  مراكز التدريب للطلائع الأولى لمنظمة فتح بمن فيهم أبو جهاد  وأبو إياد القائدان الشهيدان ،بل قد أوفدت  جزائر الاستقلال  بعض المدربين الأكفاء إلى جنوب لبنان  لتدريب الشباب الفلسطيني  على حرب العصابات، كما فتحت من الجزائر" إذاعة صوت فلسطين ".

وأشار المحاضر إلى أن الجزائر ظلت على عهدها  خلافا لكل الدول العربية  الأخرى ،على مبدئها في دعم الشعب الفلسطيني  ماديا ومعنويا  ودبلوماسيا، وبفضل  الدبلوماسية  الجزائرية  دخلت حركة فتح إلى الأمم المتحدة بقيادة ياسر عرفات في سنة 1979، وفي الجزائر قامت دولة فلسطين  في المهجر عام 1988- 1989في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد، وفي مؤتمر القمة العربية  المنعقد في الرباط  طرحت الجزائر فكرة عدم التدخل في شؤون منظمة التحرير الفلسطينية  الأمر الذي مكنها من أن  تكون سيدة قراراتها ، كما أكد المحلل صلاح الشقباوي أن الجزائر تواصل اليوم مساندة القضية الفلسطينية  .

كما تحدث المحاضر عن لعنة العقد الثامن والنبوءات  وأكد أن إسرائيل  تعيش هوس البقاء والخوف  من إمكانية استمرار وجودها في المستقبل ، وأشار نفس المتحدث إلى أن فكرة" لعنة العقد الثامن"تعود أصولها إلى رواية  المؤرخين الذين  يتناولون  تاريخ الوجود اليهودي السياسي في فلسطين ، وهي أن اليهود عموما قد أقاموا في فلسطين كيانين سياسيين مستقلين تهاوى  في العقد الثامن من عمره، فالكيان الأول هي مملكة داود التي تعود إلى حوالي 1000ق.م  والتي استمرت أقل من ثمانين سنة تحت حكم الملكين : دواد وسليمان  ومع وفاة الملك سليمان في بداية العقد الثامن من حياة هذه المملكة  بدأت بوادر الانقسام تغلب عليها ما أدى إلى انقسامها إلى مملكة إسرائيل  في الشمال وعاصمتها نابلس  ومملكة  يهودا في الجنوب  وعاصمتها القدس ، وما لبثت  كلتا المملكتين الضعيفتين أن سقطتا لا حقا على يد الآشوريين ثم البابليين، أما الكيان الثاني  فقام باسم "مملكة الحشمونائيم "حوالي عام 140 قبل الميلاد خلال فترة الحكم اليوناني لفلسطين لكن هذه المملكة  سقطت أيضا في العقد الثامن،ولم يقم أي كيان لليهود بعدها إلا في عام 1948 حيث أقيمت دولة إسرائيل الحالية  والتي احتفلت بمرور 75 عاما على قيامها  وهناك مخاو ف من طرف الساسة في إسرائيل أن تلحقهم لعنة العقد الثامن ،فهناك خوف من أن تنتهي دولة إسرائيل بصراع  من الداخل بين العلمانيين والمتدينين( اليمين) وقال المحاضر أن  هناك خلافات جدية فحوالي 23بالمائة من الإسرائيليين يطالبون بتقسيم إسرائيل.

السابع من أكتوبر"طوفان الأقصى"

وأكد  المحلل صلاح الشقباوي أن السابع من أكتوبر:"طوفان الأقصى" غير مجرى التاريخ وأنه يمثل استمرار للعمل النضالي الفلسطيني، وأن الفلسطيني  لا يقاتل فقط  لاستعادة أرض أجداده بل أيضا بإيمانه وعقيدته يدافع عن المسجد الأقصى الذي هو  أولى القبلتين  وثالث الحرمين ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلمـ وهو ثاني مسجد وضع في الأرض  بعد المسجد الحرام ، وأشار نفس المتحدث إلى أن الإسرائيلي  في تكوينه الأنطولوجي هو في ذاته جبان ومادي يحب الدنيا ولكن الغزاوي القسام عقيدته قائمة على فكرة الاستشهاد والدفاع عن وطنه وقال:" هذا الصمود والبطولات  ستكتب تاريخا جديدا للأمة"

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services