70

0

"شتاء بلا حوادث"... المنيعة ترفع شعار الوقاية من أجل دفءٍ آمن

قيادة موحدة وتنسيق مؤسساتي ومجتمعي لحماية الأرواح ومواجهة أخطار الغاز والفيضانات

في مشهدٍ يعكس الوعي الجماعي والتخطيط الاستباقي، أطلقت ولاية المنيعة، الحملة الوطنية للوقاية من أخطار فصل الشتاء تحت شعار "شتاء بلا حوادث... من أجل دفء آمن".

 لحسن الهوصاوي

الحملة جاءت باشراف مباشر من والي الولاية بن مالك مختار، تنفيذًا لتعليمات المديرية العامة للحماية المدنية، وبمشاركة فعالة من مؤسسات وهيئات الدولة والمجتمع المدني. الحدث، الذي جاء قبيل انطلاق موسم البرد، حمل في جوهره رسالة تحذيرية وإنسانية مفادها أن "السلامة مسؤولية الجميع"، وأن تجنب المآسي الشتوية يبدأ من الوعي المنزلي والإرشاد الميداني.

 

 

والي المنيعة: الوقاية ليست موسمية بل ثقافة مستدامة

في كلمته خلال انطلاق القافلة التحسيسية، شدد بن مالك مختار على أن سلامة المواطن هي الأولوية المطلقة، مؤكدًا أن هذه الحملة ليست مجرد نشاط موسمي، بل خطة وقائية مستمرة تهدف إلى حماية الأرواح والممتلكات من أخطار الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون والفيضانات المفاجئة. وقال الوالي:

“نعمل اليوم كفريقٍ موحد لترسيخ ثقافة الوقاية، فالمسؤولية مشتركة بين الدولة والمواطن. علينا أن نحول الحذر إلى سلوكٍ يومي، وأن نجعل من الوعي درعًا يحمي بيوتنا من الخطر الصامت.”

كما وجّه رسالة مباشرة إلى العائلات عبر بلديات المنيعة، و من خلالها إلى حاسي الڨارة، حاسي لفحل، وحاسي غانم، داعيًا الجميع إلى الالتزام بإرشادات الأمان وصيانة أجهزة التدفئة، مؤكدًا أن بضع خطوات بسيطة قد تنقذ حياة كاملة.

قافلة توعوية بتنسيق شامل: الأمن، الحماية، وسونالغاز في الميدان

انطلقت القافلة من مقر الولاية في أجواء تعبّر عن التحالف المؤسساتي الفعّال بين مختلف الفاعلين: الحماية المدنية، مديرية التوزيع سونالغاز، الدرك الوطني، الأمن الوطني، الهلال الأحمر الجزائري، الكشافة الإسلامية، إلى جانب مديرية التجارة وفعاليات المجتمع المدني. هذا التناغم الميداني منح الحملة بعدًا شاملًا، جعلها منصة توعوية متنقلة تجوب الأحياء والمؤسسات التربوية ومراكز التكوين والمساجد.

 

سونالغاز... طاقة مسؤولة من أجل حياة آمنة

من جهته، أكد سمير الشيخ بوبكر، ممثل مديرية التوزيع سونالغاز بالمنيعة، أن المؤسسة لا تكتفي بدورها كمزوّد للطاقة، بل تعتبر نفسها شريكًا في السلامة العامة. وقال في تصريحه:

“أمن المواطن جزء من مسؤوليتنا. نوصي بالصيانة الدورية لأجهزة التدفئة، وضمان التهوية السليمة، لأن الغاز الطبيعي نعمة إذا استُعمل بوعي، وقد يتحول إلى خطرٍ قاتل إذا أُهمل.”

كما شدد على ضرورة عدم اللجوء إلى التوصيلات العشوائية، والحرص على فحص الأجهزة قبل بداية موسم البرد، مؤكدًا أن الوقاية تبدأ من البيت وتنتهي عند الالتزام بإرشادات السلامة.

 

 

الحماية المدنية: جاهزية كاملة ورهان على التوعية

أما الملازم العربي دحمان، مدير الحماية المدنية بالنيابة، فقد أعلن عن حالة التأهب القصوى استعدادًا لموسم الشتاء، مشيرًا إلى أن التوعية هي “خط الدفاع الأول ضد الكوارث”. وقال:

“غاز أحادي أكسيد الكربون قاتل صامت لا لون له ولا رائحة، والوقاية منه تكون بالتهوية الدائمة واستعمال الأجهزة المطابقة للمواصفات.”

وأضاف أن الحملة تشمل أيضًا التوعية بمخاطر الفيضانات وضرورة تفادي المجازفة بعبور الأودية أو رمي النفايات في البالوعات، مع تأكيده على استمرار التنسيق اليومي بين مختلف الشركاء الميدانيين طيلة الموسم.

 

الأمن والدرك: من حماية الطرق إلى تأمين الأرواح

لم يقتصر دور الأجهزة الأمنية على المرافقة التنظيمية فحسب، بل ساهمت عناصر الدرك الوطني والشرطة في تأطير القوافل التوعوية وتنظيم المرور، إضافة إلى إرشاد السائقين والمواطنين حول سبل التعامل الآمن مع التقلبات الجوية، والتدخل السريع في حال وقوع حوادث. هذه المشاركة، وفق المتابعين، تُجسّد مفهوم الأمن الوقائي الشامل الذي يربط بين السلامة المرورية والأمن الإنساني.

 

الوقاية ثقافة... والمواطنة سلوك

ما يميز حملة هذا العام في ولاية المنيعة ليس فقط تعدد الشركاء، بل التكامل بين المؤسسات والتوجه العملي نحو الميدان، حيث تُبرمج حملات متواصلة في المؤسسات التعليمية، وتنظيم لقاءات جوارية مع المواطنين، مع إشراك وسائل الإعلام المحلية في نقل رسائل التحسيس. إنها مقاربة جديدة تجعل من الوقاية ثقافة مواطنة، لا مجرد شعارات موسمية.

 

الحملة الوطنية للوقاية من أخطار فصل الشتاء بولاية المنيعة تمثل نموذجًا في الإدارة الوقائية الحديثة التي تقوم على الوعي الجماعي، والتنسيق المؤسساتي، والمسؤولية المشتركة. ومع توحّد الجهود بين السلطات المحلية، سونالغاز، الحماية المدنية، والأجهزة الأمنية، تبدو المنيعة اليوم أكثر استعدادًا لعبور الشتاء بسلام.

ففي المنيعة، لا تُترك الحوادث للمصادفة... بل تُواجه بالوعي، والتنسيق، والحذر.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services