253
0
روضة "إيناس" بأمشدالة تُحيي تأبينية جدّة الأطفال
وسط أجواء مفعمة بالوفاء والإعتزاز

احتضنت قاعة السينما "بوكريف صالح" ببلدية أمشدالة بولاية البويرة، يوم أمس، فعالية تأبينية مؤثرة على روح الراحلة جدّة روضة إيناس "نا تسعديت" ، تزامناً مع مراسيم تخرج أطفال القسم التحضيري، بحضور عدد كبير من العائلات والسلطات المحلية، في مشهد امتزجت فيه دموع الفقد بفرحة الإنجاز.
أحسن مرزوق
استُهل الحفل بدقيقة صمت ترحماً على روح الفقيدة، تلاها تلاوة عطرة من آيات القرآن الكريم بصوت أحد براعم الروضة، ثم أداء جماعي للنشيد الوطني من قبل أطفال الروضة، ليفتتح بعدها عرض فيديو مؤثر يوثق أبرز لحظات الراحلة خلال مسيرتها في خدمة الأطفال، حيث كانت "نا تسعديت" تمثل القلب النابض للروضة، لا تتوانى في تقديم العون والرعاية، حاملةً معها طاقة لا تنضب من الحب والعطاء، قبل أن ترحل عن عمر ناهز 72 عاماً، تاركة أثراً لا يُمحى في قلوب الجميع.
و تخللت الفعالية فقرات فنية وإنسانية عميقة، من بينها أداء مؤثر لأغنية عن الأم قدمته التلميذة "هاجر مزيد"، إلى جانب عرض مسرحي مؤثر من تقديم تلميذات متوسطة "عمروش مولود" تناول موضوع "قهر اليتيم"، فيما أمتع المنشد "ياسين صحراوي" الحضور بأنشودة رائعة بعنوان "بكل لغات العالم أنطق اسمك أمي.
و لم يخلُ الحدث من لمسة رمزية ذات دلالة كبيرة، حيث تم غرس شجرة برتقال (المفضلة لدى الفقيدة) لتخلّد ذكراها وسط الأطفال، كما تم توزيع الورود على الحضور لغرسها في منازلهم، كصدقة جارية تواصل أثرها الطيب.
و في ختام التظاهرة، تم تكريم الأطفال المتخرجين من القسم التحضيري في جو من البهجة والفرح، بمشاركة أوليائهم الذين عبروا عن فخرهم بأبنائهم في أولى محطاتهم الدراسية، حيث ودعوا هذه المرحلة حاملين أحلاماً مشرقة للمستقبل.
و صرحت الأستاذة "وزنة هابط" لنا بكلمات مؤثرة قائلة:(نجاح آخر يُضاف إلى سجل روضة إيناس، لكنه هذه المرة بطعم مختلف. العام الماضي، كانت أمي بجانبي تساندني في كل صغيرة وكبيرة، روحاً وجسداً. غابت عنا هذا العام جسداً، لكنها لم تغب عن قلوبنا. ستظل صورتها واسمها محفورَين في كل زاوية من زوايا الروضة، وكل نجاح نحققه نهديه لروحها الطاهرة. شكراً لكل من وقف إلى جانبي وساهم في إنجاح هذا الحدث."
و حمل هذا النشاط الكثير من المعاني الإنسانية، جمعت بين الذكرى والوفاء، وبين الأمل في غدٍ أفضل، لتبقى روح العطاء ممتدة من جيل إلى آخر.