150
0
رواية رادا للروائية الفلسطينية إسراء عيوشي امرأة تبحث عن طعم حياة
بقلم الأديب : محمد حسين
الرواية من حيث الشكل والتي تأخذ اسم قناة رادا وهذا الاسم غير متداول بالبلاد العربية ويعنى الربح اللبنة.
وفي اللغة الكلمائية تعنى رامية الحجر وفي الإهداء نقرأ إلى وطن أرهقناء ونحن نتيش جراحه بأقلامنا، إلى شهداء يحسبونهم أرقاماً.
إلى أمير غمرته دمعة شوق الحضن أحبابه ( ولأن الشكل يجب أن يشي بشيء من مضمون الرواية كما هو متعارف عليه، لكن واقع الرواية أشار لشيء مختلف، فالقارئ للعنوان والإهداء يذهب بدون شك إلى الاعتقاد أن هذه الرواية تحتل الأدب المقاوم بكل سردياتها وأن بطلة الرواية رادا ستكون امرأة مقاومة ضد الاحتلال يقول هيدجر ( الوضوح هو أكثر الأشياء غموضا ) إن الظهور في خاصية العنوان لا يكون إلا سمة أو علاقة على المعنى يحيل أو يقضى وإنما بالحكاية التي ستقولها، وهذا ما فعلته الكاتبة إسراء في روايتها.
حيث تناولت الرواية الاضطهاد الاجتماعي التي تعاني منه البطلة رادا ولم تتطرق إلى الاضطهاد الوطني وتأثيره في الواقع وخاصة بعد دخول ما يعرف بالأدب الحداثوي، الزمن: لا وجود لزمن في الرواية استطيع أن تتكا عليه فائز من هنا مفتوح غير محدد وهذا قد يشكل مأخذاً على الرواية من حيث التقنية الفنية، لكن في الأدب الحداثوي هناك تجاوزات تحصل لصالح الفكرة.
أنا لم أعرف لماذا لم تحدد الكاتبة الزمن في الرواية الله عودتنا الكاتبة أن قضية فلسطين تحتل حيزا كبيرا في أديها لعل هذا التوتر الفكرى احتل معظم أحلام الحافظة لديها. وغالبا ما توظف نسل الوطن الشهيد الأمير... العودة.. الحرية المرأة.. هاجما لكشف المزيد من طبقات البنية السيكولوجية للمجتمع الفلسطيني تشتغل الرواية عموماً على اللغة البصرية والحسية من خلال عملها.
على تحديد مظاهر الحجاج " الاضطهاد الاجتماعي ، الفساد " وأسانييه المتعددة الإقناع المتلقي أو تبرير تيمة الانزياح ومعناها ودلالاتها المختلفة، حيث يكون دور المتلقي كبيراً من خلال تحوله إلى منتج للدلالة، اعتماداً على ما تلقاه من بيانات وحمولات ومعطيات السانية ورؤيوية وبصرية وفرها له النص ذاته وسباقاته الثقافية أحياناً، عندما يكون ذلك ضرورياً ولازماً لإيقاظ الذاكرة البصرية والسمعية والروحية لدى المتلقي، تبلى تقنية الانزياح اللغوي على المستوى الأساسي في تحقيق لذة القراءة والرغبة في التأويل وفك شيفرة النص الرواني.
مسيرتها، هذا من حيث الشكل أما من حيث مضمون الرواية، فالرواية قائمة على قلق السؤال حول مصير المرأة في المجتمع الذكوري ومعاناتها، وحول مصير الوطن بكل أبعاده من الخارج والداخل الرواية أحالتنا على ما يسمى الفوبيا الاجتماعية" إذ فتحت الرواية المجال واسعا للشخصيات أن تتحدث عن نفسها دون آية رقابة وهذه الميزة خاصية أصبحت تتعلق بالكتابة الروائية العربية عموما بعد التطورات الكبيرة التي يشهدها.
فريقي وتتوطد العلاقة بين النص والقارئ تكتب الكاتبة روايتها بشغف وهي تمتلك ناصية السرد الرواني. وبمرونة واضحة تطوع الحكاية والتي ملؤها الدهشة والمفاجأة والتعبير السلس عن المشاعر والأحاسيس والمواقف، حتى يتمكن من الاضطلاع بالوظيفة المعهودة إليه، تبحث حكاية " رادا " عن ذاتها، عن أحقيتها في الحياة من خلال سرد ملفوظات حميمية كتقنية أسلوبية حاضرة بكل تجلياتها الإيقاعية والدلالية.
نقد اعتمدت الرواية على دلالات حسية من خلال خلق علاقة متبادلة بين الذات والمضمون في إطار خاص تجربة رادا التي عاشتها مع زميلاتها في المسابقة، فقد صورت أحاسيس ومشاعر وانسجام تام بين رادا وعروبة وحنين ومن فلسطينيات مدلها أرادت الكاتبة أن تربط المرأة الفلسطينية في مناطق ١٨ والضفة والشتات نقد نسجت الكاتبة روايتها نسجاً عنكبوتياً بلغة جميلة مبدعة تفرض على قارئها التوغل جيداً في تجاهل هذا النسج الذي يجمع شتات تركيز القارئ في موضوعة واحدة الوطن والمرأة ) فالصورة السردية الأخذة في التصاعد تؤكد مواقع البطلة "رادا" في التخلص من الظلم الاجتماعي وفي حماية الوطن من الفاسدين ومن المحلين عندما تشير بشكل واضح عند فوزها في مسابقة القلم الشعبي في لبنان إلى والدة سليم وابته صفد هذا الشاب خريج الكيماء الذي لم يجد مكانا للعمل في وطنه وذهب إلى الخارج وقتل عندما نسو له جرثومة السيدا بالدم لاله فلسطيني رفض العمل في شركة أدوية يملكها يهودي، تترك الكاتبة نهاية الرواية مفتوحة.
وقد روت روايتها بأسلوب الراوي العليم اعتمدت إلى تكثيف السود، والاتكاء على الحوار المسرح كوسيلة الكشف والتطوير الحدث، وإيصال رسائل الكاتبة الخفية الحرص الرواية على لفت انتباه قارتها إلى الثانية الهواجس تهاجس الحربة الوطن، والهاجس الكياني الوجودي هاجس الكينونة الإنسانية ذاتها، وكيف يتحقق وجودها وتتخلق ماهيتها . الرواية من الروايات القصيرة وقد اتخذت من التكثيف والحوار منطلقا لها.
في سردينها.. حسين كاتب والقاص وروائي فلسطيني.. سورية