386

0

وزير خارجية الصحراء الغربية: "إذا جنح المغرب للسلم، فسيجد فينا جيرانا مخلصين"

في ندوة صحفية عقدها صباح اليوم الأربعاء، بمقر سفارة جمهورية الصحراء الغربية في الجزائر، أكد وزير الشؤون الخارجية للجمهورية الصحراوية، محمد يسلم بيسط، تقديم جبهة البوليساريو بشكل رسمي لمبادرة سياسية موسعة للأمم المتحدة تهدف إلى التوصل إلى حل سلمي، عادل ودائم لقضية الصحراء الغربية، داعيا المغرب والمجتمع الدولي إلى التجاوب مع هذه المبادرة بجدية ومسؤولية.

شروق طالب 

وقال بيسط إن الوثيقة المعنونة "مقترح جبهة البوليساريو من أجل التوصل إلى حل سياسي مقبول من الطرفين يضمن تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية، ويستعيد السلم والاستقرار الإقليميين" تم إيداعه يوم 20 أكتوبر 2025 لدى الأمانة العامة للأمم المتحدة، ورئاسة مجلس الأمن، وكذلك لدى رئاسة الاتحاد الإفريقي.

وأوضح أن هذا المقترح "يمثل امتدادا لمبادرة 10 أبريل 2007"، التي كانت، بحسبه، تعبيرا عن رغبة الجبهة في السلام وتجاوز أوجاع الحرب، ومحاولة جادة لخلق أرضية سياسية قائمة على احترام القانون الدولي وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.

معالم المبادرة الصحراوية

الوزير الصحراوي قدم ملامح المبادرة الجديدة، مبرزا أنها استجابة طوعية لنداءات مجلس الأمن المتكررة للطرفين للعودة إلى طاولة المفاوضات، وعلى انها متوافقة مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات المحكمة الدولية ذات الصلة، ومبادرة ودية وصادقة موجهة للمملكة المغربية، تتسم بروح حسن الجوار وتفتح أفقا لحل شامل.

كما يعتبر الاقتراح، خيار ديمقراطي مفتوح يضمن للشعب الصحراوي ممارسة حقه في تقرير المصير، بما يشمل خيارات الاستقلال، الاندماج، أو أي صيغة أخرى تحت إشراف الأمم المتحدة، وفق قرارات الجمعية العامة 1541 سنة 1960 و2625 سنة 1970.

وأكد بيسط أن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "البوليساريو" تدافع عن خيار الاستقلال الوطني، لكنها مستعدة لاحترام إرادة الشعب الصحراوي "أياً كانت"، و"ترفض رفضا قاطعا فرض أي خيار عليه من أي جهة كانت".

نداء للحوار.. وتحذير من المخاطر

وشدد الوزير على أن "الحل لا يمكن أن يفرض بالقوة، بل يجب أن يبنى على حوار مسؤول قائم على احترام متبادل، ومواجهة التحديات المشتركة"، داعيا المغرب إلى الكف عن "المراهنة على الأطراف الخارجية"، معتبرا أن الحوار المباشر مع الصحراويين هو الطريق الأنسب والأقل كلفة نحو السلام.

وأضاف "لدينا نموذج ناجح مع أشقائنا في موريتانيا، حيث انتقلنا من الحرب إلى علاقات أخوة وتعاون"، مشيرا إلى أن هذه التجربة يمكن أن تكون قدوة على مستوى المنطقة المغاربية.

دعوة للمجتمع الدولي

طالب الوزير الصحراوي، المجتمع الدولي بلعب دور "متوازن وبناء"، داعيا القوى الدولية الفاعلة إلى الكف عن دعم طرف ضد الآخر، والمساهمة الفعلية في استئناف مفاوضات جدية تهدف إلى تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية.

وحذر من أن أي "تغيير غير قانوني للحدود الموروثة عن الاستعمار، بالقوة، يشكل تهديدا مباشرا للسلم والأمن الإقليميين"، وقد يؤدي إلى تفشي النزاعات المسلحة عبر القارة الإفريقية.

وفي هذا السياق، قال بسيط إن "الكرة الآن في ملعب المغرب"، داعيا الرباط إلى اغتنام هذه الفرصة التاريخية من أجل فتح صفحة جديدة من السلم والاستقرار والتنمية في المنطقة.

مضيفا أن الصحراويون يتطلعون إلى مستقبل يطوي جراح الماضي، ويمنح الأجيال القادمة حقها في العيش بكرامة وحرية. 

وإذا جنح المغرب للسلم، فسيجد فينا جيرانا مخلصين وشركاء حقيقيين في بناء مغرب عربي موحد ومزدهر.

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services