153

0

ولاية سعيدة تحيي الذكرى الـ192 للمبايعة الثانية للأمير عبد القادر

استحضار للتاريخ، استشراف للمستقبل وإحياء الذاكرة الوطنية لتعزيز الارتباط بالهوية الجزائرية

احتضنت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "وانزار عبد الكريم" بولاية سعيدة، اليوم،  فعاليات الذكرى الثانية والتسعين بعد المائة للمبايعة العامة للأمير عبد القادر الجزائري، بتنظيم مشترك مع نادي التاريخ "الأمير عبد القادر".

الحاج شريفي

الحدث التاريخي الهام، جمع نخبة من الباحثين والمؤرخين وشخصيات فاعلة في المجتمع، بالإضافة إلى ممثلين عن مصالح الأمن الولائي وتلاميذ متوسطة خديجة أم المؤمنين.

وافتتحت الندوة بآيات من الذكر الحكيم تلاها الاستماع للنشيد الوطني الجزائري، في أجواء يملؤها الاعتزاز بالتاريخ الوطني.

وتناول رئيس نادي التاريخ "الأمير عبد القادر"، بغداد مرابطي، في كلمته الافتتاحية أهم المحطات المفصلية في مسيرة الأمير عبد القادر، مسلطا الضوء على الدور المحوري الذي لعبته ولاية سعيدة منذ المبايعة الأولى والثانية، مرورا بمشاركة قبائل اليعقوبية في دعم المقاومة، وصولا إلى بناء حصنه الشهير في مدينة العقبان، الذي يشكل رمزا للقوة والصمود ضد الاستعمار.

وكان أبرز محاور اللقاء مداخلة البروفيسور عبد القادر دحدوح، أستاذ التاريخ بجامعة تيبازة، الذي قدم عرضا أكاديميًا ثريًا بعنوان: "استراتيجية الأمير عبد القادر في بناء المدن والحصون: سعيدة نموذجًا"، استعرض خلالها رؤى الأمير في التخطيط العمراني وتشييد الحصون كجزء من استراتيجيته الدفاعية والعسكرية، مستندا في تحليله إلى زياراته الميدانية وآخرها جولته إلى القلعة الأثرية بسعيدة عشية الفعالية، حيث رصد ملامح البنية المعمارية التي عكست عبقرية الأمير في توظيف الجغرافيا لخدمة أغراض المقاومة.

من جهته، أدار الجلسة البروفيسور عبد الكريم شباب من قسم التاريخ بجامعة سعيدة، حيث أثنى على أهمية هذه اللقاءات في ربط الأجيال الجديدة بجذورهم الوطنية، كما قدم نبذة تعريفية عن ضيف الولاية البروفيسور دحدوح، مؤكدا على ضرورة دعم مثل هذه المبادرات العلمية التي تسهم في توثيق تاريخ الجزائر المقاوم.

في ختام الفعالية، تم تكريم كل من البروفيسور عبد القادر دحدوح والبروفيسور عبد الكريم شباب تقديرا لجهودهما العلمية، إلى جانب ، الإطار المتقاعد من قطاع التربية، بسايح حبيب، عرفانا بإسهاماته في المجال التربوي.

كما أضفى حضور تلاميذ متوسطة خديجة أم المؤمنين حيوية خاصة على الجلسة، في مشهد يجسد تواصل الأجيال مع تاريخ الوطن.

وشهدت الندوة أيضا استعراضا لنشاطات نادي التاريخ "الأمير عبد القادر" بالتعاون مع شركائه، لا سيما مؤسسة سعيدة للتاريخ والثقافة، بالإضافة إلى الإعلان عن مشاريع بحثية مستقبلية منها دراسة ستقدمها الدكتورة أميرة زتير من جامعة الجزائر حول قلعة ومدن الأمير بسعيدة. هذا الحدث ليس مجرد استذكار لتاريخ مضى، بل هو محطة لتجديد العهد مع قيم المقاومة والحرية، وتأكيد على أن تاريخ الأمير عبد القادر سيظل نبراسًا ينير دروب الأجيال القادمة في بناء الجزائر الجديدة. 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services