أعطت والي ولاية البويرة، حورية عقون، الاثنين، إشارة الانطلاق للأشغال الخاصة بترميم وإعادة الاعتبار لمسجد آث ولبان ببلدية صهاريج التابعة لدائرة أمشدالة، في مبادرة تُجسد الاهتمام الذي توليه السلطات المحلية وقطاع الثقافة للمعالم الدينية والتاريخية ذات القيمة الرمزية العميقة في الولاية.

خالد علواش

ويُعد المسجد أحد أقدم المعالم الدينية بالمنطقة، إذ شُيّد سنة 1817م خلال الحقبة العثمانية بجهود سكان القرية ومساهماتهم. ويتميّز بطرازه التقليدي المتناسق مع الخصوصية العمرانية المحلية، في طابع معماري يقترب كثيراً من معالم مسجد آث براهيم، بما يعكس وحدة الهوية المعمارية للمنطقة وثراءها.

وخلال مساره الطويل، ظل المسجد فضاءً للتعليم الديني وتحفيظ القرآن الكريم، كما احتضن مجالس الصلح وتسوية الخلافات بين الأهالي، ما جعله مركزاً اجتماعياً وروحياً يحفظ جزءاً كبيراً من ذاكرة الجماعة. وتوالى على إمامته عدد من المشايخ الذين أسهموا في ترسيخ دوره الديني وتعزيز مكانته في حياة السكان.

وفي تصريح صحفي، أكد مدير الثقافة والفنون لولاية البويرة، إبراهيم بن عبد الرحمن، أن القطاع "يعتمد برنامجاً واضحاً لحماية المعالم الدينية والتاريخية، باعتبارها ركائز أساسية في الحفاظ على الهوية وتعزيز الوعي الثقافي".

وأوضح أن سنة 2025 شهدت استلام مشروع إعادة تأهيل مسجد آث براهيم، إلى جانب انطلاق عمليات تهيئة المسجد العتيق بسور الغزلان، ضمن خطة شاملة للعناية بالموروث المحلي.

ويأتي مشروع ترميم مسجد آث ولبان ليعزّز هذه الرؤية، من خلال تثمين قيمته الروحية والثقافية، وإعادة إبراز دوره التاريخي كمعلم شاهد على الذاكرة المحلية، وما يزال يؤدي رسالته التعليمية والاجتماعية إلى اليوم.

وبإطلاق هذه الورشة، تواصل ولاية البويرة جهودها الرامية إلى حماية موروثها الديني والمعماري، بما يضمن استدامته ونقله للأجيال القادمة، وترسيخ مكانته كجزء أساسي من الهوية الثقافية للمنطقة.