86
0
” نحن دعاة و لسنا قضاة ” كلمات استوقفتني … بمناسبة أسبوع الأديان في أوروبا

” نحن دعاة و لسنا قضاة “ كلمات استوقفتني …
بمناسبة أسبوع الأديان في أوروبا
بقلم محمد مصطفى حابس: جينيف / سويسرا
ونحن نلج في الأسبوع الثاني من أسبوع الأديان” في بعض دول أوروبا، الذي تنظمه كل سنة الهيئات الدينية من مساجد و معابد ومؤسسات و مراكز إسلامية في مثل هذا الشهر، و لمدد متفاوتة حسب الولايات أو المقاطعات، تقدم فيها ندوات و معارض و أبواب مفتوحة، و أنشطة ثقافية تربوية عامة، للكبار و الصغار، أيام العطلة وفي الفترات المسائية.. استوقفتني يوم أمس هذه اليافطة التي رصع بها جدار أحد مراكزنا الإسلامية – مؤسسة الحكمة- التي استضافتنا في ندوتها الأولى في سويسرا، ندوة نقاش وحوار دعينا اليها بغية تقريب الحوار بين الأديان (السماوية الثلاث)، عنوان اليافطة ” نحن دعاة و لسنا قضاة “، مبينة معاني الإيمان الخالص، لدى المسلمين ومعتقداتهم، كتبت بثلاث أو أربع لغات منها العربية، هذه الفقرات شعرت أنها كتبت بمداد دسم أحكم بنيانها بخالص الإيمان، و أحبكها بعبق عطر التسامح، ومما يقوله فيها أصحابها، من طلبة جامعتي لوزان وجنيف، نقتطف منها ما يلي :
SEMAINE DES RELIGIONS :« Nous sommes des prédicateurs /annonciateurs du bien, pas des juges »:
أن تكون مؤمنا ليس معناه أن ترغب في أن يدخل الناس إلى النار،
وليس معناه أن تعتقد أن صلاتك وصيامك وسائر عباداتك قد تنجيك،
وأن ذنوب الآخرين كافية ليحل عليهم سخط الله.
أن تكون مؤمنا، ليس معناه أن تتعالى على العصاة والمذنبين وقليلي العبادة بل حتى على الكفار لأن وظيفتك كمؤمن هي هداية الناس إلى طريق الله وليست محاكمتهم وحسابهم قبل يوم الحساب .
أن تكون مؤمنا ليس معناه أن تقف بمنأى عما يحدث للناس وللأوطان،
إنما معناه أن تهتم بأمر الناس وتبذل ما تستطيع لإصلاحه بمنتهى التواضع لأنك لم تمتلك الحقيقة المطلقة على مستوى العقل ولم تمتلك الحصانة الدائمة التي تضمن لك أن تكون غدا غير مؤمن أو في حالة تقصير شديد تجاه هذا الإيمان الذي ترى نفسك اليوم كأنك قد أمسكت بزمامه وقادك شيء من الغرور إلى وضع سياج للجنة وفتح بابها وإغلاقه أمام من شئت ومتى شئت..
باختصار شديد أن تكون مؤمنا معناه أن تكون إنسانا يدل على الله بحاله ومقاله وجوابه وسؤاله في فراغه وانشغاله، يقبل الآخرين كما هم ولا يضيق بكل من وسعته رحمة الله المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر..سبحانه جل شأنه و عظمته، وقدرته يفعل بنا ما يشاء، سبحانك ربي !!.