نظم مركز البحوث الإستراتيجية حول السياسة الخارجية الجزائرية نحو محيطها الجيوسياسي برئاسة الدكتور عامر مصباح ندوة وطنية تحت عنوان " إشكالية الأمن الغذائي بالجزائر في ظل رهانات الأزمة الأوكرانية"بمشاركة ثلة من الأساتذة و الباحثين، وذلك بقاعة المحاضرات الكبرى لكلية العلوم السياسية و العلاقات الدولية.

 

 

في كلمة لعميد كلية العلوم السياسية و العلاقات الدولية سليمان أعراج أشاد بأهمية الموضوع مشيرا إلى جملة من التحولات  التي طرأت نتيجة سرعة الأحداث و التفاعلات و كورونا و ما بعدها من أمن غذائي و طاقوي إضافة إلى الأمن التكنولوجي ، هذه الثلاثية المحورية يتأسس في سياقها تفاعل اليوم، مبرزا أن أولى منطلقات تحقيق قدرات أي دولة هو الأمن الغذائي باعتباره أحد الحلقات الأساسية الذي يحتاج مناقشات  أكاديمية لتقديم قراءات و تصورات موضوعية و كذا حلول.

 

و من جهته أكد عامر مصباح رئيس المخبر أن مشكل الغذاء قديم و كل الأمم تهتم به و الحرب الأوكرانية كشفت العطب للكثير من الدول خاصة دول العالم الثاني بحيث هناك ملايين من البشر رهينة لغلق الموانئ، فالمنظور الإستراتيجي للأمن الغذائي يناقش العلاقة بين قوة الدولة و كيفية استخدام هذا الغذاء لتقوية أركان الأمن القومي أو تجويع الشعب من أجل دفعه للشغب أو يمكن استخدام الغذاء كآداة للاهتزاز الدول، مشيرا إلى أن الأمن الغذائي يشكل ثغرة أمنية كبيرة للأمم.

 

أما مشكلة الأمن الغذائي من الجانب الإستراتيجي يضيف عامر مصباح الدول التي لم تستطع تحقيق أمن غذائي فقد تتعرض للاحتلال، هنا تأتي إشكالية المفهوم الغذائي من مفهوم استراتيجي تجعل قابلية الدفاع تحت الظروف القاسية فعالة.

 

 

 

افتتحت الجلسة الأولى من الندوة و الموسومة ب"تأثير الأزمة الأوكرانية على الأمن الغذائي العالمي" و كانت البداية مع الدكتورة نبيلة عدان  من جامعة الجزائر 3 قدمت مداخلة حول الأمن الغذائي كقيمة ثابتة ضمن مصفوفة الأمن القومي و ركن من أركان الأمن الإنساني، كما طرحت إشكالية حول كيفية تجلي الطبيعة العلائقية بين مستويات الأمن الغذائي والأمن القومي والأمن الإنساني؟ مشيرة إلى ثلاث محاور في هذا السياق أولا مدخل مفاهيمي معرفي لمصطلحات الدراسة، المحور الثاني هو الأمن الغذائي كعنصر معزز للأمن القومي، أما في المحور الثالث تحدثت عن قيمة الأمن الغذائي من منظور الأمن الإنساني.

 

فيما بعد قدمت الدكتورة صبرينة جعفر مداخلته حول إنعكاسات الحرب الأوكرانية على أزمة الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تناولت موضوع الأمن الغذائي ركزت على ضرورة طرح أسئلة حول الأمن الغذائي و تساءلت عن الحلول القابلة للتنفيذ، كما تناولت موضوع الاكتفاء الذاتي و مجموعة الدول المتضررة من موضوع نقص الغذاء في العالم ، كما دعت إلى ربط الأمن الغذائي بالثلاثية العلمية الجغرافيا و المياه و الأراضي الخصبة.

 

 

وعلى صعيد آخر تطرقت الدكتورة أسماء حداد إلى موضع القمح في التجارة الدولية تناولت موضوع  إستراتيجي القمح في الحرب الأوكرانية مشيرة إلى أهم الدول المنتجة و المصدرة للقمح مع إشكالية اعتماد جميع الدول على القمح كغذاء و لكن هناك محدودية لعدد الدول المنتجة لهذه المادة وكذا إشكالية إستعمال سلاح الغذاء في الحروب ،و ختمت مداخلتها بمجموعة توصيات.

 

من أهم النقاط التي تطرق لها الدكتور عادل جارش أستاذ بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية في مداخلته الموسومة بالأمن الغذائي و هي الغذاء و ابعاده الاستراتيجية و السياسية و إمكانية استعماله كسلاح في النزاعات ، أيضا بعض الدول الأولوية في الغذاء على حساب بقية أبعادة الأمن الوطني، كما ذكر مجموعة محاسن إستراتيجية على غرار الزيت و القمح و الشعير، داعيا إلى ضرورة وضع الأمن الغذائي مقابل الاكتفاء الذاتي، وفي الأخير ذّكر استحداث بنوك البذور و دورها في تحقيق الأمن الغذائي.