97

0

متنفَّس عبرَ القضبان ( 108 )

 

 

بقلم : حسن عبادي/ حيفا

 

بدأت مشواري التواصليّ مع أسرى أحرار يكتبون رغم عتمة السجون في شهر حزيران 2019 (مبادرة شخصيّة تطوعيّة، بعيداً عن أيّ أنجزة و/أو مؤسسّة)؛ تبيّن لي أنّ الكتابة خلف القضبان متنفّس للأسير، ودوّنت على صفحتي انطباعاتي الأوليّة بعد كلّ زيارة؛

عقّب الصديق عبد الكريم زيادة: "لك حسن عبادي أجمل الصباحات وبوركت وأنت تنشر الأمل بين أهالي الأسيرات والأسرى، أنت صاحب الأفعال وليس الأقوال، زياراتك اليومية متطوعا مؤمنا بالفعل الإنساني للأسيرات والأسرى عطاء فاق عطاء مؤسسات دولية كالصليب الأحمر. الحرية لأسرى الحرية جميعا".وعقّب الصديق إبراهيم الخطيب أبو وسيم من الشتات: "طوفانك المستمر على الأسيرات والأسرى، نضال تميزت به. وواظبت عليه حملت للأسيرات والأسرى بشرى ولأهاليهم أملا وقلوبا على شكل أشواق. لك كل التحايا على دأبك المتواصل." وعقّبت الأسيرة المحرّرة أم عناد البرغوثي: "فك الله بالعز قيد الأسيرات والأسرى والله إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ونحن على ما تمر به الحركة الأسيرة لمحزونون ولكنْ عزاؤنا أن كل ذلك في سبيل الله. بوركت جهودك أستاذ حسن".نشرت يوم 29.11.2023 خاطرة بعنوان "صفّرنا الدامون"... وخاب أملي. عُدت لزيارة الدامون للاطلاع على وضع حرائرنا؛

 

 

ما في غيري برّه السجن

 

زرت صباح الخميس 1 شباط 2024 سجن الدامون في أعالي الكرمل السليب لألتقي بالأسيرة زينب محمد أحمد سجدية؛ (مواليد 08.06.1973)، مخيّم الدهيشة/ بيت لحم، وفي الممرّ شاهدت أسيرات من غزة في طريقهن لعناق الحريّة، وما إن دخلنا غرفة لقاء المحامين أمطرتني برسائل ياسمين، إخلاص، سهام، دلال، ليندا، براءة، شاتيلا، ديالا إلى أهاليهن. حين قرأت لها رسالة ابنها محمد نزلت الدمعة من عينها، وأخبرتها برسالته حين سألته عن اسمه "محمد ما في غيري برّه السجن وثنين جوه".خبّرتني عن وضع القسم؛ وضعهن بعد نقلهن من قسم 3 إلى 4 (قسم الأشبال سابقاً)، زميلات الزنزانة (أحلام يونس، هيا حج يحيى، ليندا جعارة، ياسمين أبو سرور، دلال خصيب، زهرة خدرج – وصلت حديثاً)، الفورة وقتها قصير، الأكل بنقص مرّات، فش تواصل بين الغرف، "بنحكي من ورا الحيطان"، وما في تواصل مع العالم الخارجي. حدّثتني عن ساعة الاعتقال؛ ع الثنتين ونص منتصف الليل، "كنت نايمة، فجّروا الباب (يحصل للمرّة الثالثة!)، لبست ع حالي جاكيت، مشّوني من المخيم لحدّ مقبرة الشهداء، دبّتني المجنّدة المرافقة ع الأرض بالميّة الوسخة، عصّبوني وكلبشوني، أخذوني ع المعتقل وزتّوني ع الأرض في الساحة وطلعت ع إجريّ الجراذين الكبيرة، نقلوني للتحقيق، كلّها فيس وإنستا، غلطوا عليّ كثير بالحكي، "بدّي أطخّ ابنك راني، إنت إرهابية وولادك إرهابيين، والله لأشلّخك تشليخ، بودّيك على غزة توكلي شوارما مع أبو عبيدة، وأجوّزك إياه". كلّ الطريق إلى سجن هشارون ضرب (من الساعة 11:00 للساعة 14:00) وحين وصلت تم استقبالها بالضرب "شلّخت المجنّدة كلّ الأواعي الّي عليّ، كلّها، بما فيه الداخليّة، معط شعر، خبط راسي بالحيط، حاولت تدخّل راسي بالكبّين وقاومت فطلّعت شخّة من الكبّينة بكاسة وزتّتها ع راسي".أوصلتُ رسائل أهل بدرية، براءة، تمارا وإخلاص.

أملت عليّ رسالتها للعائلة، فرداً فرداً، وخاصّة محمد وأولاده وأولاد مهند (ابنها الأسير)، ورندة ورزان، وكناينها شروق وفطّوم، والأحفاد جوجو وتوتي وسراج وسام (والبيبي الجديد، ولد خلال أسرها ولا تعرف اسمه بعد)، وزيدان وعيسى. وحين افترقنا قالت: "محمد حبيبي، ما تقلق عليّ، أنا كثير منيحة ورايحة أظل كيف أنت بدّك إيّاني، الأم يلّي بتفتخر فيها وبتظلّ رافعة راسك دايماً".

 

 

دبلِة من خرز

 

عدتُ ظهر الأحد 04 شباط 2024 إلى سجن الدامون لألتقي بالأسيرة ملاك رائد نعمان النتشة من الخليل (مواليد 25.06.2000)، خرّيجة هندسة طاقة تطبيقيّة، أطلّت بابتسامة قاهرة. بعد التحيّة مباشرةً قرأت على مسامعها رسالة خطيبها أحمد (كانت القعدة الشرعيّة يوم 29.11.2023، كتب الكتاب يوم 06.12.2023 والحبسِة يوم 13.12.2023 (قطعوا الفرحة) فدمعت عيناها فرحاً وحدّثتني عنه كثيراً (طالب دكتوراه في الفقه) عن الخطبة والتحضيرات للعرس وصوّرت لي تطريزة والدتها بمناسبة كتب كتابها. حدّثتني عن زميلات الزنزانة (أنغام، جنين، عرين، براءة، أميمة، تمارا، آية، نوال، حليمة، شهد) واحتفالهن بخطوبتها "البنات عملولي دبلِة من خرز".أخذت تصوّر لي وضع زميلات الأسر؛ 72 أسيرة، الاكتظاظ الكبير، الأكل أسوأ ما يمكن، فلفل حار كخضرة وحيدة، بقوليات (عدس بُنّي وأحمر) وحمص (حب وتدهين) مما يسبب مشاكل صحية، الغرف باردة جداً، البقّ ما زال يسيطر على فضاء الغرف، رطوبة بالغرف والدهان يتساقط من السقف، الشاي بدون سكر (السكر نوع من أنواع الرفاهية)، فتحة الغرفة مسكّرة ببلاستيك عازل، فصل تام الغرف عن بعضها، المرحبة خلال الفورة ممنوعة، الإهمال الطبي الصارخ سيّد الموقف، العلاج: اشربوا ميّة، والمياه ملوّثة مع صدأ وكلور، والكل صار معه قِشرِة في الشعر، الكاميرات على مدار الساعة في كلّ مكان، وما في خصوصيّة، 24 ساعة لابسات أواعي الصلاة خوفاً من التفتيش المفاجئ، فوط ومناشف حمام مفيش، ونقص حاد بالملابس الداخلية. أوصلت لها رسالة العائلة، ورسائل لخالدة، بدرية، إخلاص، فاطمة، حليمة، براءة. سمّعتني قصيدة لشهد، طلبت إيصال سلامات ورسائل لخطيبها أحمد وللعائلة فرداً فرداً، وأملت عليّ رسائل زميلاتها الأسيرات لأهاليهن؛ شهد، أميمة، أنغام، حليمة، تمارا، عرين، جنين، آية، نوال. بعد مرور ساعتين قالت لي فجأة: "مش حابب تعرف شي عن الاعتقال"؟ حدّثتني بتفاصيل الاعتقال، ورحلة العذاب ودرب الآلام من جعفرة إلى عتنائيل إلى الشارون، وطقوس الاستقبال هناك؛ سجانون استقبلوها يتمسخرون بأغاني أعراس (إجت العروسة)، سجّانة تدخّن بوجهها، تفتيش مُهين جداً، "قعّدتني السجانة ع الأرض وبلّشت تضرب فيّ بإيديها وإجريها وتخبّط راسي بالحيط، كل ما بحاول أوقّف بتدفشني ع الأرض، رفضوا السماح لي بالحمام عشان أصلّي، "العقربة السودا" شلّخت الأواعي وسرقت الجلباب، قنينة ماء واحدة لثلاث صبايا معتقلات لثلاثة أيام، استعملنا الجرايد بدل المحارم، ولما انتبهوا أخذوها ولما وصلت الدامون أعطتني الصبايا أواعي، كل وحدة أعطتني قطعة ملابس وصرت "مرقّعَة".

 

 

الفَرشات بتنَخِّز

 

عدتُ مرّة أخرى صباح الاثنين 05 شباط 2024 إلى سجن الدامون لألتقي بالأسيرة فاطمة محمد سليمان صقر من الشرفة/ البيرة (مواليد 15.08.1976)، أم لأربعة أولاد وجدّة لأربعة أحفاد (أصغرهم خالد، لم تشاهده ولم تحتضنه بعد). بعد التحيّة مباشرةً أملت عليّ رسائل زميلاتها الأسيرات لأهاليهن (لا يوخذنا الوقت، على حد تعبيرها)؛ أنغام، زينب، سهام، بسيل (أسيرة جديدة، أم لثلاثة أطفال وحامل)، أسيل، بدرية، سجى، دانا، أختها دلال، شاتيلا. حدّثتني عن زميلات الزنزانة، ووضع السجن؛ الوضع سيئ للغاية، الأكل سيئ جداً، كاسة لبن (كلّها ملعقة واحدة)، فش ملح، فش سكّر، بنشتهي زيت الزيتون، أكثر شي متوفّر الفلفل الحار، القهوة مرة بالأسبوعين/ ثلاثة، الغرف باردة جداً، الفرشات مليانة حشرات وبتنخّز كل الليل، فصل تام الغرف عن بعضها وكلّ من ترفع صوتها تُعاقب وتُعزل (اليوم الدور على دانا)، الفورة كل غرفة لحالها، نقص حاد للفوط الصحيّة والملابس الداخلية. أوصلتُ لها رسالة العائلة، أبكتها فرحاً، ورسائل لتمارا وأميمة (من صديقتها تيماء) وملاك (من خطيبها أحمد) وزينب (خبرّتُها اسم حفيدها الصغير – وسام). طلبت إيصال رسائل مؤثّرة للعائلة، فرداً فرداً، وخصّت الأحفاد كلّهم (وبالأخص خالد الصغير "يلّي بعدني ما شُفتُه").حدّثتني بتفاصيل الاعتقال، من الشرفة إلى عوفر، عتصيون، هداريم، هشارون (فيلم رُعب) والدامون. وحين ذكرَت الشارون بكت بكاءً مريراً (نحيباً)، مشهد التعذيب هناك يلاحقها، "تفتيش مهين جداً، الضرب كلّ الوقت (ما زالت العلامات على جسمها)، الضرب وإحنا عراة، المسبّات والإهانات (كل الليل بناديني السجان لعند الباب وبغلط عليّ وبسبّ على حياة صالح)، أحاول الوقوف فتقعدني السجانة بالقوة". أخذت تبكي وقالت لي: "مش رايحة أنسى صورة السجّانة (العقربة السودا) لو حطّوها بين مليون واحد"! رغم ذلك افترقنا بابتسامة أمل وثبات، ومعنويات عالية تناطح السحاب.

 

 

هيكل عظمي متحرّك

 

غادرت حيفا الخامسة صباحاً (حرصاً على الوقت وأزمة السير المعتادة صباح كلّ أحد) ووجهتي سجن النقب الصحراويّ، وبعد انتظار استمر ثلاثة ساعات ونصف، أطل الصديق الأسير هيثم جمال علي جابر (مواليد 10.12.1974، وفي الأسر منذ 23.07.2002) مبتسماً، وبعد القبلات عبر الزجاج المقيت أخذ يستفسر عن مشقّة السفر وطول الانتظار والاطمئنان على زوجتي سميرة والأحفاد، ودوّنت في أوراقي "هيكل عظمي".عبّر عن سروره بلقاء زملاء الأسر، عزيز الدويك وإياد أبو خيط (التقاهم في بوسطة النقل داخل السجن حين تجميعهم للقاء معي وأمضوا مع بعض عدّة ساعات بانتظار اللقاء). أوصلت له بداية سلامات العائلة، وخبر صدور كتابه "رسائل إلى امرأة" ومشاركته بمعرض الكتاب الدولي في القاهرة وبطريقه للبلاد، ورسالة الأسيرة إخلاص صوالحة المعنوَنة "بابا هيثم...صرِت خرّيجة حبوسِة أنا".حدّثني عن زملاء الزنزانة؛ سميح الجعبري، محمود الواوي، أيوب خضور، حسن أبو الرب، صلاح المحتسب، أحمد عيسى، عارف الحج محمد، مصعب عادل، حمزة أبو هليل. صاحبته لحية طويلة شعثاء (وليس كما اعتدته في الزيارات السابقة على مرّ السنين، كان مهندماً طيلة الوقت وداير باله ع حاله)، (آخر مرة حلقت يوم 11 أكتوبر، البنطلون غسلته مرتين بآخر 6 أشهر، والبلوزة كمان، استشهد في النقب 28 أسير، نزلت عشرات الكيلوات، صرت أرتعب من صوت المفاتيح، فش طقوس رمضانيّة كيف تعوّدنا في سنين الأسر السابقة، لا تسحير ولا آذان والصلاة ع السكت، هناك تسهيلات بسيطة: الكهرباء من الخامسة حتى العاشرة مساءً، صار مصحف في كل غرفة، وصار ميّة في الحمامات كل الوقت بعد ما كانت معدومة فترة طويلة)، وقال بحسرة : "أخذوا كل شي، اغتالوا ديوان الشعر الأخير".حتلنني بوضعه الصحّي منذ العمليّة (نسيت الوجع من الوضع اللي إحنا فيه)، وطلب إيصال سلاماته للعائلة وخص بالذكر أخواته أسيل ونسرين، وأخيه بلال، ووالديه، وبارك لضرار بولادة فاطمة...وعلي، ورسالة للأسيرة إخلاص (بنتي الوحيدة التي لم أنجبها). طلب إيصال سلاماته الحارة لزوجتي سميرة، لفراس حج محمد وإسراء عبوشي وهناء فياض وديمة السمان ومنى قعدان وسلوى الطريفي. وفجأة قال " قل لإمي إعمليلي طبخة معكرونة ع الترويحة القريبة، طبخَت معكرونة يوم 17.03.1991 وكانت الحبسة الأولى، حرّمتها فترة طويلة وبعد إلحاح طبختها يوم 20.02.1995 وكانت كمان حبسِة، وهاي المرّة بدّي أوكلها جكَر".وحين افترقنا قال لي فجأة "شايف أستاذ، صرت هيكل عظمي متحرّك".لك عزيزي هيثم أحلى التحيّات، الحريّة لك ولجميع رفاق دربك الأحرار. ( حيفا   17 آذار 2024 )

 

 

وِجهك شمّمنا أجواء الحريّة

 

بعد لقائي بهيثم وإياد في سجن النقب الصحراويّ أطلّ الأسير عزيز سالم مرتضي الدويك (مواليد 01.01.1948، الخليل عمره أكبر من عمر الكيان)، وبعد التحيات والتعارف أخبرته بداية عن لقائي بحفيدته عرين في سجن الدامون وحين ودّعتها قالت: "بالله عليك، طمنوني على سيدي عزيز" وتبيّن لي أنّ جدّها عزيز الدويك أسير، وحين نشرت حول اللقاء تواصل معي صديقي فراس حج محمد وزوّدني بالاسم الرباعي ورقم الهوية وأضاف: "رجاء تزوره، سجن النقب" (تتلمذ فراس على يده في جامعة النجاح/ مساق جغرافية فلسطين) وتذكّره بالخير. أوصلته بداية رسائل العائلة؛ وأبكيته عدّة مرّات، حين قراءة رسالة ابنه سعد الدين وحين سمع الأخبار العائلية المفرحة (تحديد موعد أعراس الأحفاد، وعقّبت حينها بعفويّة "أجّلوها ع شان تحضر أنت وعرين") وحين أخبرته بوفيّات أعزاء. ما أصدق دموع الرجال! وتنهّد طويلاً وعبّر عن فرحته وقال لي بعفويّة مطلقة "وِجهك شمّمنا أجواء الحريّة".حدّثني عن القسم وزملاء الزنزانة؛ أمجد زاهدي، عمر إسلامية، عبد الهادي أبو خلف، عدنان عصفور، فادي أبو عطيّة وكريم عيّاد. حتلنني عن حال الأسرى ووضعهم؛ رغم رمضان فهناك شحّ في الأكل، فش تمر/ ططلي، فش شي يحلّي الريق، الرز مرزّز، كبت (سحور/ تراويح/ آذان ع السكت، على مستوى الغرفة)، فش غيار (نفس اللباس 5 أشهر، لما بدّي أغسل بنطلون بستعير من الشباب بنطلون)، فش أسير نزل وزنه أقل من 20 كيلو، والعزل عن العالم وأخباره قاتل. طلب إيصال سلاماته برسائل للعائلة، وتوصية ابنته نداء بصلة الرحم في رمضان كما عوّدها، وعزاء لزوجته بوفاة أخيها (أبو عثمان)، وسلامات للأبناء والأحفاد، ومباركة للعرسان المقبلين على الزواج على أمل أن يشاركهم فرحتهم، وسلامه الخاص للحفيدة الأسيرة عرين. لك عزيزي عزيز أحلى التحيّات، الحريّة لك ولجميع رفاق دربك الأحرار. (حيفا   17 آذار 2024 )

 

 

جهّزوا تختي عند إمّي

 

بعد لقائي بهيثم في سجن النقب الصحراويّ أطلّ الأسير إياد حسين راجح أبو خيط (مواليد 24.05.1987، وفي الأسر منذ 08.11.2004/ مخيم عسكر القديم) مبتسماً، وبعد التحيات هنأني بالسلامة من مشقّة السفر وطول الانتظار، وعبّر عن غبطته بلقاء زملاء الأسر، عزيز الدويك وهيثم جابر (في بوسطة النقل داخل السجن حين تجميعهم للقاء معي وخلال انتظارهم اللقاء). أوصلته بداية سلامات العائلة ورسالتهم، ورسالة الصديقة هناء فياض ليزول همّ كبير، فلا تواصل مع العالم الخارجي منذ السابع من أكتوبر. حدّثني عن القسم وزملاء الزنزانة؛ رأفت نصر، عوض عبيّات، يسري زيدان، محمد عريقات، محسن كميل، أحمد بشارات، محمد حمارشة، الشفاعمريّ مالك الأسدي. حتلنني عن حال الأسرى ووضعهم؛ خفّ موضوع الضرب، تحسينات تدريجيّة، أزمة الفورة، وأخيراً وصلت ماكينة الحلاقة للقسم لكن الدور كبير، أمراض جلديّة بسبب الرطوبة، وتيرة الضغط خفّت، 4 "قتلات" في الفترة الأخيرة، نزل 20 كيلو بالوزن زي باقي الشباب، والمعنويات عالية (بضمّ صوتي لصوت أحمد عارضة؛ مروّحين، يعني مروّحين)، ما في غيارات ولا تواصل مع برّا. طلب إيصال سلاماته برسالة للعائلة، ومباركة لأخته دالية (انبسطت كثير بالمولود) ورسالته الواضحة: "جهّزوا تختي في الدار عند إمّي، مروّح عن قريب"، ورسالة مطوّلة لهناء يبارك فيها ميلاد زينب، ويقول "الذكريات الحلوة فيما بينا كانت وما زالت سر صمودي رغم شراسة الهجمة"، ويعلمها بأنّ لديه فيصلا جديد. طلب منّي إيصال سلامات الأسرى لأهاليهم؛ مالك الأسدي (جيب يابا كعكة عيد ميلاد لابني بكر وكأنها منّي)، يسري زيدان، حسان كميل (جهّزوا لي الكبسِة عن قريب)، محمد حمارشة، أحمد بشارات، يحيى زهران، حسن أبو كاملة، مصعب عادل، عارف حنني وسامي الكعبي (بشّرته بترويحة سلّوم).

لك عزيزي إياد أحلى التحيّات، الحريّة لك ولجميع رفاق دربك الأحرار.( حيفا 17 آذار 2024)

 

 


 

تصاعد وتيرة الاعتقالات بالضفة بحق المواطنين الذين تشير هوياتهم أنهم من مواليد غزة، أو من سكان غزة

 

قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، إنّ قوات الاحتلال صعّدت من وتيرة عمليات الاعتقال بين صفوف المواطنين الذين يحملون هوية غزة من على الحواجز العسكرية، وتحديدًا بين صفوف النّساء، وآخرهن سيدة مريضة بالسرطان اعتقلت خلال توجهها للعلاج في القدس، وأُفْرِج عنها لاحقًا.  وأوضحت الهيئة والنادي في بيان لهما، اليوم الأحد، أنّ الاحتلال، وفي ضوء الإبادة الجماعية التي ينفذها في غزة، والعدوان الشامل والجرائم المروّعة وغير المسبوقة بكثافتها، فإنّه عمل على استهداف المواطنين من مواليد غزة، أو ممن ما زالت هوياتهم تشير إلى سكنهم في غزة، وهم مقيمون وعائلاتهم منذ سنوات في الضّفة. ووجهت الهيئة والنادي نداء خاصًا للمواطنين الذين تشير هوياتهم إلى أنّهم من سكان غزة، وهم مقيمون في الضّفة أن يتوخوا الحذر، لا سيما في ضوء إقدام الاحتلال مؤخرًا على ترحيل الصحفية سيقال قدوم إلى غزة، وتهديد آخرين بترحيلهم بعد احتجازهم أمام الحواجز العسكرية المقامة بين البلدات والمحافظات. ومنذ العدوان والإبادة المستمرة بحقّ شعبنا في غزة، نفّذت قوات الاحتلال حملات اعتقال واسعة في الضفة، واستهدف عبرها عمال غزة الذين انتقلوا للضفة بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، علمًا أنّ الاحتلال يمنع حتى اليوم الطواقم القانونية واللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارات المعتقلين من غزة، أو الإفصاح عن أي معطيات بشأن مصيرهم أو أماكن احتجازهم، وذلك في ضوء جريمة الإخفاء القسري المتواصلة بحقّهم حتّى اليوم، علمًا أنّ إعلام الاحتلال كان قد كشف عن استشهاد 27 أسيرًا من غزة في معسكرات الاحتلال.

 

 

 

الأسير أنس مشعل يفقد ذاكرته نتيجة التعذيب الشديد

 

استعرضت هيئة شؤون الاسرى والمحررين، تفاصيل الاعتداء الوحشي على الأسير أنس مشعل، الذي تعرض للضرب المبرح منذ لحظة اعتقاله حتى وصوله معتقل عوفر، حيث استمر مسلسل تعذيبه أثناء تواجده داخل أقسام السجن. وقال محامي الهيئة إن قوات الاحتلال اقتحمت يوم 26/10/2023، منزل الأسير أنس مشعل (37 عاما) من قرية كوبر شمال رام الله لاعتقاله، لكنه لم يكن متواجدا في البيت، وقد تم إبلاغ أهله بضرورة تسليم نفسه، فقام الأسير في نفس اليوم بالتوجه إلى بوابة عوفر وسلم نفسه. وأضاف أنه تم نقل الأسير بعدها ووضعه في ساحة عوفر، حيث قام الجنود بالاعتداء عليه بالضرب المبرح  على كافة أنحاء جسده، ثم اقتادوه إلى سجن عتصيون وتكرر الاعتداء عليه مرة أخرى، مكث هناك يومين ثم أعيد إلى عوفر مرة ثانية. ونقلا عن الأسير: "بتاريخ 8/11/2023 تم اقتحام القسم من قبل ما يسمى قوات "المتسادا" والاعتداء على كافة الأسرى في القسم وعددهم 32 أسيرا، وإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط عليهم، وقد أصيب جميع من كان بالقسم، من بينهم أنا حيث أصبت برصاصة في قدمي، بعد ذلك تم تسليم الأسرى لوحدات السجن وربط أيديهم إلى الخلف، ثم وضعهم في الساحة والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، وقد تعرضت للضرب الشديد على الرأس وقام السجانون بالدوس على رأسي ببساطيرهم، وجراء ذلك فقدت الوعي لأكثر من نصف ساعة كما فقدت ذاكرتي بالكامل لأكثر من أسبوع".وأوضح المحامي، أن الأسير بدأ باستعادة ذاكرته بعد أسبوع بشكل بطيء، حيث لا يذكر إلا عدد قليل من الأشخاص (زوجته وأولاده ووالداه)، كما أنه لا يتذكر الأحداث ولا مكان سكنه. علما أن مشعل متزوج وأب لطفلين، وقد صدر بحقه حكما بالسجن الاداري 6 أشهر ينتهي بتاريخ 24/4/2024، وقد كان أسيرا سابقا أمضى 12 عاما ونصف العام في سجون الاحتلال.

 

 


 

الأسيرة براءة عوض تعرضت للضرب والتنكيل

 

كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن الأسيرة براءة عوض من بلدة بيت جالا، تعرضت للضرب والتنكيل اثناء عودتها من السفر الى أرض الوطن، قبل أن يتم اعتقالها ونقلها لمعسكر لجيش الاحتلال. وبينت الهيئة في بيانها، اليوم، أن الأسيرة عوض تعرضت لمعاملة لا انسانية سواء في معسكر الجيش او خلال نقلها بين سجون "عوفر" و"الشارون" و"الدامون"، وتعمد الجنود ارهابها وتخويفها. وتحدث الأسيرة عوض لمحامي الهيئة الذي زارها مؤخرا عن أوضاع السجن بشكل عام، وقالت "الاوضاع الحياتية والمعيشية مأساوية، ويتم التفرد بهن، ويمارس بحقهن ما يمارس بحق الأسرى من حرمان ومصادرة للحقوق وفرض العقوبات، وأصبح ماء الشرب وسوء الطعام كما ونوعا من اساليب ووسائل العذاب الدائم، ما انعكس على صحة الاسيرات اللواتي تتعقد ظروفهن يوميا. وبينت الهيئة أن ادارة سجون الاحتلال لم تراع متطلبات شهر الصوم الفضيل، ولم يشفع لهن في التراجع عن الخطوات التصعيدية وسياسة الرمان. يشار الى أن عدد الاسيرات في سجن "الدامون" اليوم 68 أسيرة، غالبيتهن اعتقلن بعد السابع من تشرين الأول/ اكتوبر.

 

 

 

الاسير هاني خمايسة من اليامون يدخل عامه الـ22 في الأسر

 

دخل المعتقل هاني إبراهيم خمايسة من بلدة اليامون غرب جنين، اليوم الأحد، عامه الـ22 في سجون الاحتلال الإسرائيلي.  وقال مدير نادي الأسير في جنين منتصر سمور لـ"وفا"، إن المعتقل خمايسة من مواليد الجزائر وعاد لأرض الوطن عام 1998، والتحق بجهاز الاستخبارات العسكرية، واعتقل في 24/3/2003، ويقبع حاليا في سجن نفحة الصحراوي، ويقضي حكما بالسجن مدى الحياة. وأشار إلى أن عائلة المعتقل خمايسة تعيش في الأردن، وتصنفه سلطات الاحتلال ضمن قائمة الأسرى الأردنيين.

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services