1151
0
مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة "80"
بقلم اسماعين تماووست
وفي النهاية، أبلغت رؤسائي أن المرأة التي طلبت شراء الأسلحة الحربية لم تخبرني بالصنف الذي تريده وبعد ذلك اقترحت على مدير الأمن العمومي إمكانية إهداء هذه السيدة رشاش مات 49 ومسدس فسألت عن سعر كل نوع من الأسلحة لتفاوض كاذب مع الشخص المعني.
وتحقيقا لهذه الغاية، قرر المدير الانتظار يومين أو ثلاثة أيام لاتخاذ القرار النهائي بشأن المسألة، وبينما كنت أحدثه، شعرت بسعادة وارتياح من اهتمامه و حسن إنصاته.
وبمجرد أن انتهيت من سرد القصة كاملة، سألني مدير الأمن العمومي، في سياق هذه القضية، العديد من الأسئلة، ولكن دون أي تردد، أجبت بوضوح عليها بقناعة وثقة تامة،في الواقع كنت مطلع على كل شيء حتى أدق التفاصيل.
وبمجرد أن انتهيت من سرد القصة كاملة، سألني مدير الأمن العمومي، في سياق هذه القضية، العديد من الأسئلة، ولكن دون أي تردد، أجبت بوضوح عليها بقناعة وثقة تامة،في الواقع كنت مطلع على كل شيء حتى أدق التفاصيل.
بعد هذه المحادثة قام من كرسيه قائلا إنه سيغيب لفترة، وبابتسامة مشجعة خرج من مكتبه.
أثناء انتظار عودته، تناقشنا أنا ومديري حول القلق الذي أثاره الهجوم على مدرسة الشرطة في الصومعة، وأكدت له أننا سنعتقلهم حتما، أحياءا أو أمواتا وفي وقت قياسي، فأجاب أن الكثير من الوقت لهؤلاء المجرمين الأشرار سيصبح مقلقًا...
لكن من خلال تحليل دوافع ومعاني هذه الكلمات، تمكنت من فهم أنه كان يقصد قادتنا، الذين مارسوا، في سياق هذه القضية، ضغوطًا يومية وقوية على الشرطة بشكل عام وعلى كلينا أيضا، من أجل تحقيق النتائج المرجوة.
علاوة على ذلك، كانت حالة مديري يائسة بعض الشيء، مما سبب لي بعض القلق، نظرا لتوتره الذي جعله في ضغط كبير، وكان القلق ناتج عن الصعوبات والبحث الذي تم إجراؤه في بداية الهجوم الوحشي تخوفا من أن يكون غير ناجح.
الجريمة التي ارتكبها قطاع الطرق الذين لجأوا إلى دوار لعبزيز، بلدية بوقرة، ولاية البليدة، قد تم الإبلاغ عن الإرهابيين المسؤولين عن الهجوم على مدرسة الشرطة في الصومعة في مذكرتي الإعلامية المرسلة و المؤرخة في الثامن من جوان عام 1985، أي قبل وقوع الجريمة التي ارتُكبت أثناء ليلةٍ في فترةٍ ما بين 25و 26 من شهر أوت من عام 1985.
في الواقع، أصبح يعاني من عدم التركيز وذلك من شده المخاوف التي كانت تشوش ذهنه والتي يمكنها أن تأثر سلبا على عمليه صنع القرار لديه وخاصة على إبداعه، ومن ناحية أخرى، قد يصبح الأمر مهمًا عندما يكون لديه شعور بأنه لن يتمكن بعد الآن من إدارة ما يطلب منه.
لقد كان رجلاً مثاليًا، ومساعدا دائمًا للآخرين، وكان يحسن التكيف باستمرار مع تغيير القرارات، كل هذه الجهود، كل هذه الموارد التي تم توظيفها في المهمة الجاري تنفيذها، كانت ستتناقص فعاليتها بسبب القلق الذي يشوش على عبقرية ونور فكره.
لكنه كان مميزاً قوياً وواعياً جداً، لذلك كان يشعر بأنه مسيطر على كل الأعمال و الأحداث، حتى لو كان الأمر صعباً ومظلماً في ذلك الوقت، وكنت أعلم أن لديه طرقًا لتحسين الوضع القاسي المذكور.
وفي النهاية، أعتقد أن ضغوطه لن تكون لها آثار سلبية أبدًا، لاعلى صحته ولا على حياته المهنية، فنظر إلي لفترة طويلة، ثم قال إنه يريد حقًا أن تتحرك و تتغير الأمور.
عند الرد عليه، سألت نفسي عن نوع ضابط الشرطة الذي أمثله في ذهن رئيسي. هل كانت لديه الأسباب الصحيحة، التي سمحت له بالاستمرار حتى النهاية؟ أخطر شيء لم يكن عدم التحصل على النتائج، بل هو عدم المحاولة و كذالك عدم المقاومة، هذا الواقع زاد من حجم التعاسة .
فهو رجل حكيم، يعرف كيف يتصرف مع الجميع، ويفهم أيضاً مجريات الأمور تماماً، كان لكلماته دائمًا تأثير لكونه المدير الواعي مما أكسبه تقدير واحترام الجميع، علاوة على ذلك، وبفضله حفز بلا كلل المجموعات الأمنية لمكافحة الإرهاب بولاية البليدة، كما كان له دور فعال في التنسيق مع المسؤولين وغيرهم من المجموعات التي تنشط في إطار نفس القضية والمجال...
يتبع...