1778
0
مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة 79
بقلم اسماعين تماووست
تم تزويد مصادري بالمعلومات بفضل العديد من المواقف الشجاعة للمجاهدين وكذالك شباب آخرين، جلهم آمن بواجبه تجاه الوطن. في البداية قدمت خدماتي لبعض منهم بشأن بعض الملفات التي عانت من التأخير الإداري، وللبعض الآخر فلقد إجتهدت لتوظيفهم بصفة دائمة وبمنصب جيد، فأما البعض الآخر فلقد قدمت لهم مساعدات مالية ، و تكفلت أيضا بتمويل تحركاتهم في إطار المهام التي أسندتها إليهم بخصوص التحقيق في القضية ، وهنا أشير أنني استعملت مالي الخاص الذي تحصلت عليه من بيع قطعة ارض بمدينة الرويبة الجزائر العاصمة .
في منتصف النقاش مع ضابط الفرقة والضابطين، والذي كان محوره و هدفه بالتأكيد الإرهاب ، تلقى كبير الضباط فجأة مكالمة لاسلكية من قسم الشرطة، يأمره بالذهاب على الفور إلى حديقة الحيوان في بن عكنون الجزائر العاصمة حيث هرب أسد من قفصه.
وفور تلقيه المكالمة غادر هو وزميله لتنفيذ المهمة التي أمر بها من مدير الأمن العام (DSP)، كنا في مركز قيادة العمليات (PCO) في شاتوناف الجزائر العاصمة، لذلك لم يستغرق الأمر سوى بضع دقائق للوصول إلى الموقع.
وبعد حوالي 30 دقيقة فقط، أجرى كبير الضباط مكالمة لاسلكية، قائلًا إن مدير حديقة الحيوان طلب منه ألا يقتل الوحش المفترس!. واقترح عليه أن يقوم بتخديره وبالفعل وبعد الإتصال الذي أجراه الضابط المسؤول عن المهمة غضب مدير الأمن العام غضباً شديداً..
فأصدر بعدها أمراً جديداً بقتل الأسد والعودة إلى الخدمة...
تنفيذًا للأمر الأخير لقائدهم كبير الضباط ونائبه، اقتربوا ببطىء من المكان الذي كان يتواجد فيه المفترس (الأسد)، وكان في الواقع مختبئًا خلف العشب والشجيرات المرتفعة قليلاً، واصلا السير نحو المكان الذي تواجد فيه الأسد حتى بدا مرئيًا بوضوح، وعلى مسافة قصيرة جدًا معينة أصبحت رؤيته واضحة، ومن ناحية أخرى فإن المسافة التي تفصل بين ضابطي الشرطة والمفترس، كانت قريبة جدًا، وبالتالي فإن أي خطأ او تهور كان سيعرضهما حتما للهلاك ،و أي لفتة أو مجرد خطوة غير محسوبة إلى الأمام، سيكون لها تأثير سلبي، لأن الأسد نفسه سيشعر بالخطر، وبالتالي سيدافع عن نفسه عن فطرة ويكون ما لا يحمد عقباه.
ومع ذلك، واصل الضابط الرئيسي، المسلح بدرعه، التقدم ببطىء و بحذر نحو الخطر، هذا المشهد أظهر جرأته، فلقد تحدى الخطر بشجاعة، أما الضابط الآخر، وبأمر من رئيسه، فقد اتخذ موقف الاستعداد لأي احتمال، وبالفعل فإن الأسد الذي رأى الرجل يقترب منه أحمر لونه وصار في وضعية الإستعداد لينقض على خصمه.
وقد استخدم ضابط الشرطة، الذي كان هادئًا جدًا وقويًا وشجاعًا، سلاحه للفتك به حقا كانت لحظات تحبس الأنفاس، وفي الحقيقة كان هذا الضابط نفسه قد وعدني قبل ساعة بأنه سيسقط زعيم عصابة المجرمين ....