697
0
مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة 78
بقلم اسماعين تماووست
كان مدير أمن ولاية بومرداس يجلس بشكل مريح على أريكة، وفي فمه سيجار من صنف "جزيرة كوبا")( modéle de l'île de cuba) أما الضابطان الآخران، اللذان قاربا الأربعين من العمر، فقد كانا يشبهان إلى حد كبير رجال الشرطة المذهلين الذين لم نشاهدهم إلا في الأفلام البوليسية الأمريكية، وكان مركز القيادة هو مكان عمل هذين الضابطين.
أما ضابط فرقة بومرداس، فكان في انتظار استقباله من قبل رئيس مديرية الأمن العمومي “DSP”.
ومع ذلك، بمجرد وصولنا، على الفور دخل رئيسي إلى مكتب رئيس DSP. أعترف أنه كان من دواعي سروري التعرف على كل هؤلاء الضباط الرائعين، قدمت نفسي لهم، و بعد فترة قصيرة، وخلال الحديث، خاطبني أحد الضابطين، وهو رئيس خدمة التدخل، وأقسم باسم (الله الأعضم) انه سيقوم بنفسه على فتك وإبادة زعيم الإرهابيين الرجل النتن من واد الرمان الجزائر العاصمة، وأعوانه الجهلة كلهم،الذين خططوا ودبروا للهجوم في ليلة 25 إلى 26 اوت 1985، الذي صادف ثاني أيام عيد الاضحي المبارك، لعملية اغتيال وحشية وباردة لضابط الشرطة اليقظ الذي كان في الخدمة، وسرقوا الأسلحة والملابس من أكاديمية الشرطة الصومعة البليدة.
ولكنني أشير إلى أنه قبل هذه اللحظات بالتحديد من هذا اليوم، لم يكن لي شرف التعرف على هذا الضابط المثالي. لكن مع ذلك، من المؤكد أنني تلقيت تعليقات أشادت به كثيرًا، خاصة فيما يتعلق بدوره كضابط شرطة.
كانت هذه هي الطريقة التي أجبت بها على سؤاله ، والذي أخبرته من خلاله أنه من المحتمل و الممكن أن تفتك بالقائد و ربما ايضاجماعته المجرمة، إلا أنه لن يكون ذالك إلا من خلال ما سأقدمه بنفسي من معلومات . في الواقع، لقد أثارت كلماتي المختصرة فضولهم لدرجة أنهم أرادوا أن يفهموا، كيف ذالك؟. كنت متأكدًا جازماً مما طرحته، على الرغم من أنني تجنبت الخوض في التفاصيل، ولكن كدليل على ما صرحت به للتو كضمان لصدق ما اخبرتهم به ، فإن التزامي تجاه الضباط، هو أنني كنت أعلم مكان غالبية الإرهابيين الذين يشكلون تلك العصابة البلطجية و التي كانت تنتقل في كثير من الأحيان من مكان إلى آخر. وكان من الواضح أن ما طرحته كان مبنياً على معلومات قمت بجمعها بجهد، ومهارة، وحكمة، وصبر و بعدها تأكدت من مصدقيتها ، لأن التدقيق في المعلومات أمر ضروري بل وحتى أنه إلزامي . باختصار، إنها استراتيجية ذكية لضمان نجاح العمليات، والتي تتطلب أحيانًا موارد كبيرة، بشرية ومادية. فالاستخبارات فن، لذلك أقترح على ضابط مخابرات الأجهزة أن يتحلىو بالصبر،و العزم حتى لا يقهروا ولا يهزموا.
بعد وقوع الجريمة المذكورة ، لجأ العديد من الجناة إلى بلدتتي بوقرة والأربعا بولاية البليدة، و تمركزوا بالأساس في جبال هاتين البلديتين. في هذا الوقت بالتحديد تم تزويد مصادري.......
يتبع...