ومع ذلك، أود أن أقول أنه في السابق لم يعتقد الجزائريون أن الإرهابيين حقا جهلة، أما اليوم فالجميع يحكمون عليهم بموضوعية و قسوة، و حتى أنهم يدينونهم بشدة على أفعالهم التي أسقطت أبناء الشعب الواحد في مستنقع الدم وجعلتهم يتراجعون للوراء في جميع المجالات .

هي حقائق مروعة ستظل راسخة في تاريخ بلادنا وعقولنا على أنها "فوضى وسفك دماء ودمار " وأنها أسوأ بكثير من تلك الجرائم التي ارتكبها، هؤلاء المرتزقة المتعطشون للدماء، جنود فرنسا عدونا اللدود في حق الجزائريين الأبرياء.

فما هو الإرهاب؟ ...هوعُنف تقوم به مُنظَّمة أو مجموعة  قصد الإخلال بأَمن الدَّولة بغية تحقيق أَهداف سياسيَّة أو خاصَّة أو مُحاوَلة الإنقلاب على الحكومة قصد الإستلاء على الحكم تعسفا وجورا وتهديدا .

و لطالما  شبهته بالحمى التي تتفشى من جرائها العدوى و تخلف الأمراض و تذهب بالعقل، مما يفقدنا الاتجاه الصحيح الذي يجب اتباعه، و في النهاية  أقول أن الإرهاب يشكل خطرا على المجتمع ،و هو الخصم والعدوالذي ينتقم بأشد الطرق الوحشية، خاصة ممن يقف في طريقه، وهو في ذلك عاجزا عن التمييز بين الخير والشر، حاله اسوأ من الحيوان ...

أما الضعفاء الذين ينكرون أن الفجوة التي تفصلهم عن الحق واسعة وعميقة بحيث لا يجدون إلا البغضاء والعداوة ليصلوا إلى درجة الكفر، ويزدادون ضلالا في الظلمات  إلى حد إيذاء أنفسهم .

 إن قلة علمهم تدفعهم إلى التمرد باستمرار، فيتهمون  البعض بالكذب، ويقتلون آخرين بتهمة الكفر، و لكن في الحقيقة أن أغلبهم لا يعرفون الحقيقة.

لقد سيطر الشيطان على منحرفيه، وأضلهم عن الطريق الصحيح، وكانت حيلتهم التي تتجاوز حدود الرعب في كل مرة محكوم عليها بالفشل.

إن واجبنا كمخلصين للعهد مع الله والوطن مجبرون على محاربة أفكارهم الضارة وأكاذيبهم وتوضيح كل الحقائق، لذلك قمنا بواجباتنا ومهامنا وبذلنا ما في وسعنا بشجاعة وإخلاص.

ولتحقيق هذه الغاية، تمكنا من طرد الشر من الأعماق وأيضًا، و إثبات أن كل ما فعلوه كان ناتج عن جهلهم وهذا أخطر مافي الأمر، وأخيرًا، من الأفضل محاربة الشر مهما كانت طبيعته عند ولادته، وذلك بكل الوسائل المتاحة...