مدن أوروبية تنتفض: مظاهرات مليونية في إسبانيا وإيطاليا تندد بالإبادة في غزة وتطالب بقطع العلاقات مع الاحتلال

شهدت عدة مدن أوروبية، على رأسها روما وبرشلونة، اليوم السبت مظاهرات شعبية ضخمة دعا إليها طيف واسع من النقابات والمنظمات والجمعيات المدنية، للتنديد بما وصفوه بـ"الإبادة الجماعية" التي يرتكبها الإحتلال الصهيوني في قطاع غزة.

ضياء الدين سعداوي 

 و طالب المتظاهرون بإتخاذ إجراءات حازمة لحماية الشعب الفلسطيني وإنهاء كل أشكال التعاون مع الكيان الصهيوني.

ففي إيطاليا خرج أكثر من مليون متظاهر في شوارع العاصمة روما، في اليوم الرابع من موجة تعبئة واسعة أعقبت اعتراض بحرية الاحتلال للأسطول الدولي للمساعدات المتجه إلى غزة. وردد المشاركون، بينهم عائلات وأطفال، هتافات مؤثرة مثل: "نحن جميعاً فلسطينيون" و"أوقفوا الإبادة الجماعية" و"حرروا فلسطين". ورفعوا أعلام فلسطين والكوفية وشعارات تندد بالإستيطان والفصل العنصري، من بينها: "المستوطنات اليهودية خارج الضفة الغربية" و"الأرض المقدسة تنادي بالسلام".

أما في إسبانيا فقد شهدت مدينة برشلونة مسيرة حاشدة ضمت نحو 70 ألف شخص، في أكبر تظاهرة تشهدها كتالونيا تضامناً مع فلسطين. وجاءت المسيرة بدعوة من أكثر من 600 نقابة ومنظمة مدنية، بمشاركة واسعة من الجالية الفلسطينية وائتلافات التضامن مثل "أوقفوا التواطؤ مع الكيان الصهيوني" و"أسطول الصمود العالمي".

وانطلقت المسيرة من حدائق سلفادور إسبريو نحو مقر المفوضية الأوروبية، حيث دعا النشطاء الإتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات حقيقية على الإحتلال ووقف كل أشكال التعاون السياسي والإقتصادي معه. كما ارتدى المتظاهرون اللون الأسود حداداً على ضحايا العدوان على غزة، مؤكدين أن التظاهرات تهدف إلى زيادة الضغط الشعبي على الحكومة الإسبانية لاتخاذ موقف حازم من جرائم الإحتلال.

وفي فرنسا تواصلت الموجة التضامنية إذ خرجت حشود غفيرة إلى شوارع باريس تنديداً بـ"اختطاف" أسطول الصمود الإنساني من طرف البحرية الصهيونية، واعتقال نحو 50 ناشطاً بينهم نواب أوروبيون وشخصيات حقوقية وفنانون. وقالت النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي مانون أوبري إن "من شارك في الأسطول أراد فقط إيصال المساعدات إلى مليوني فلسطيني محاصرين، لكن أوروبا تلتزم الصمت"، داعية إلى تحمل المسؤولية أمام التاريخ وعدم الخضوع أمام الإحتلال.

وتأتي هذه المظاهرات في ظل تصاعد الغضب الشعبي الأوروبي والعالمي بعد اعتراض الاحتلال لأسطول المساعدات الإنسانية الذي أبحر من برشلونة نهاية أغسطس الماضي، في محاولة جديدة لكسر الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 18 عاماً.

ويواصل الكيان الصهيوني منذ 7 أكتوبر 2023 شن عدوان دموي على قطاع غزة، وصف بأنه إبادة جماعية بحق المدنيين، تشمل القتل والتجويع والتدمير الممنهج والتهجير القسري، رغم النداءات الدولية المتكررة وقرارات محكمة العدل الدولية المطالِبة بوقفها فوراً.