وأصبحت هذه الثقافة مع مرور الوقت حرفة تغتنمنها السيدات لكسب قوت العيش أو بالأحرى محاولة التميز في عالم الشغل وتحقيق مكاسب من خلال بناء مشاريع تتوائم مع الإمكانيات المتاحة.

 

 

وتعد "كولة  أبزو "من بين النساء اللواتي استغلين ثقافة المرأة في صناعة البهارات وحولتها لحرفة، وخصصت لصنع وطحن التوابل الطبيعية تحت تسمية "Naturel food fela"، أين تبذل جهدها في الحفاظ على تركيبة التوابل بمقاييس صحية.

 

وأكدت  خلال لقائها مع جريدة بركة نيوز أنها تحاول من خلال هذا المشروع تسعى لتوصيل منتوج نظيف ذو جودة عالية للمستهلك، منوهة للاستخدام المعروف للجزائريين للتوابل بشكل كبير بأنواعها العديدة والتي تزيد من مذاق الأطباق وخاصة التقليدية منها.

 

 

 وأضافت كولة أنها تسعى لتقديم توابل صحية وطبيعية وهذا يتجلى من خلال اسم مشروعها، مشيرة إلى أنها تقوم بصنع العديد من أنواع التوابل المحلية وكذا تحضير الخلطات الخاصة بمختلف الأطباق مع حفظ ومراعات صحة المستهلك وتوفير النباتات الطبية.

 

وذكرت ذات الحرفية أنها تعمل على صناعة أنواع كثيرة من البهارات ذو جودة عالية، مبرزة إلى أن كل سيدة تحتفظ بسر خلطتها التي يختلف من بيت لآخر. 

 

وأكدت أن استعمال هذه المكونات في الطعام، لم يختلف عنه في السابق، ولكن طريقة إعدادها اختلفت من تحميص الحبوب أو الأوراق ودقها في المهراس الخشبي أو النحاسي بكميات قليلة تكفي ليوم أو يومين.

 

 

 وكشفت كولة عن البهارات الأساسية الواسعة الاستعمال "الكزبرة اليابسة والحلبة والكركم الطبيعي والقرفة والهيل" وغيرها، والتي تمنح الأكلات الشعبية والتقليدية نكهة مميزة.

 

 ولفتت إلى أن البيت الجزائري لا يخلو من البهارات المصنوعة يدويا، ولاسيما في شهر رمضان المبارك، مبرزة  خبرتها في صناعة أنواع كثيرة من البهارات، والتي تحرص من خلالها على اختيار أجودها، وتعمل على تنظيفها وتجفيفها وخلطها بكميات مدروسة، ثم تطحنها بطريقة معينة لتحافظ على قوتها ونكهتها.

 

 

 وتابعت حديثها قائلة "ان صناعة التوابل المميزة تبدأ من اختيار المكونات، بالإضافة إلى أهمية توازن المذاق، حيث إن تغليب بعض الأنواع قد يؤدي إلى تغير الطعم، كما أحرص على اقتناء المواد الخام بنفسي وبكميات كبيرة، لتجهيزها وطعنها لاحقا".

 

وفي الأخير أشادت بالدور الكبير الذي تلعبه البهارات في الأطباق التقليدية بإعتباره ثقافة متأصلة في المجتمع الجزائري، تنشط في المناسبات والمواسم، وهذا ما نلاحظه في شهر رمضان على مستوى الأسواق الجزائرية التي تعج بالراغبين في اقتناء هذه المنتوجات.