141

0

مشاريع ترميم القصبة... وزير الثقافة يتفقد مدى تقدمها

قام وزير الثقافة والفنون زهير بللو، أمس السبت، بزيارة عمل وتفقد لمدى تقدم مشاريع الصيانة والترميم لعدد من الوحدات المعمارية التراثية المُصنفة داخل القطاع المحمي لقصبة الجزائر.

بثينة ناصري

وفي مستهل الزيارة، تفقَّد وزير الثقافة "قصر الداي" بقلعة الجزائر، أين قُدِمتْ له شروحات حول مشاريع الترميم قيد التنفيذ، التي ستسمح عند استلامها بإعادة الاعتبار لهذا المركب التاريخي المهم، حيث ثمَّن الوزير العمليات التي عرفت تقدماً ملحوظاً تحت إشراف ولاية الجزائر.

أمًّا المشاريع المتوقفة والتي لم تنطلق بعد، فقد أسدى الوزير تعليمات صارمة للمدير العام لديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية لمباشرة الدراسات والإنجاز، داعيا جميع الهيئات المعنية للانتهاء من دراسة تهيئة المساحات الخارجية واقتراح خطة عمل تسيير هذا المركّب التاريخي، والذي يشمل عدة قصور ووحدات تراثية في مساحة تفوق 14000 م2.

كما تابع الوزير زيارته، بتفقد الأشغال على مستوى خمسة قصور تاريخية بالقصبة السفلى وهي “قصر دار حسان باشا، قصر دار أحمد باشا، قصر دار خداوج العمية، وقصر دار الحمراء، وقصر دار القاضي وحصن 23 لِرياس البحر.

وخلال النقاشات التقنية للوزير مع القائمين على المشاريع، من مهندسين رؤساء المشاريع ومكاتب دراسات ومؤسسات الإنجاز والتقنيين الذين يعملون معا على إنجاح هذه المشاريع المتميزة، أكد على ضرورة الاستفادة من هذه التجربة الرائدة في تدعيم القدرات للتقنيين والفنيين المحليين، مع استقدام المهتمين بمجال الترميم من المتخرجين الجامعيين والممتهنين في مراكز التكوين المهني، من أجل اكتساب خبرات ميدانية تساهم في التكفل بمثل هذه المشاريع مستقبلاً.

وطلب الوزير بهذا الخصوص، من مدير المدرسة الوطنية لترميم الممتلكات الثقافية بوجوب إشراك كافة طلبة المدرسة الوطنية لترميم الممتلكات الثقافية في الأشغال الميدانية، وذلك لتمكينهم من اكتساب الخبرة والتي ستسمح لهم من ولوج عالم الشغل، من خلال المشاريع المستقبلية لترميم القصور والبنايات الخاصة القديمة، وكذلك ترميم وصيانة الممتلكات الثقافية المنقولة.

علاوة على ذلك، أمر بللو بتحسيس الحرفيين الخواص في مجال مهن التراث العمراني واستقطابهم عبر مختلف الوسائط الإعلامية، من أجل إشراكهم في أشغال ترميم وصيانة كل مكونات هذه القصور والبناءات القديمة، مشيرا إلى أهمية تحديد الوظيفة المستقبلية لهذه الوحدات التراثية قبل انطلاق الدراسات التقنية والفنية، لتحقيق ديمومة لهذه القصور واستغلال أمثل لها بعد الترميم، ولتكون منارات إشعاع تلعب دوراً محورياً في الحفاظ على الهوية الثقافية للقصبة وتساهم في تكوين ديناميكية اجتماعية وسياحية واقتصادية.

وفي السياق ذاته، أمر وزير الثقافة بضرورة التكفل بحق الولوج إلى الفضاءات والقصور بعد الترميم للأشخاص ذوي الحركة المحدودة، عبر تهيئات خاصة تسمح لهم باكتشاف الكنوز التاريخية لقصبة الجزائر، مثلهم مثل باقي الزوار ومستعملي هذه الفضاءات، مع المساهمة الفعلية والعملية لمصالح وزارة الثقافة والفنون في مرافقة ولاية الجزائر في مساعيها لإنجاح المشاريع، وذلك عبر تجنيد مؤسساتها التقنية، خاصة الوكالة الوطنية للقطاعات المحفوظة من أجل المتابعة الآنية للمشاريع، مع السهر على تجسيدها في آجالها التعاقدية.

وفي ختام زيارته، ذكَّرَ الوزير بأهمية التكفل بترميم كافة بنايات القصبة الخاصة أو المملوكة للدولة، وذلك وفق التوجيهات الأخيرة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي يولي أهمية بالغة للتكفل بقصبة الجزائر التاريخية، مُثمنا الجهود المبذولة من طرف والي الولاية والتي سمحت بتسريع وتيرة الإنجاز لتسترجع هذه القصور أصالتها وعافيتها.

وجدير بالذكر، فقد أكد وزير الثقافة والفنون على أنَّ التدخلات التقنية ليست فقط لترميم الحجارة والجدران، إنما هي عملية لترميم الذاكرة، مشيراً إلى أنَّ المشاريع عند استلامها ستسمح من تمكين الجزائريات والجزائريين الاستمتاع بزيارات ثقافية متميزة والتعرف على المكانة الحقة للجزائر بين القرن 15 و18 التي كانت قوة إقليمية بالمنطقة الغربية للبحر المتوسط.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services