201
0
مصائد الموت
بقلم: إحسان بدرة صحفي وناشط سياسي
إن مايعرف بـ"شركة غزة للمساهمة الإنسانية" ليست سوى واجهة لسياسات الاحتلال وأجنداته، تستخدم الغطاء الإنساني لترويج أدوات السيطرة والتجويع والإبادة الجماعية بحق شعبنا في قطاع غزة.
وهذه المراكز التي هى لتوزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية فهى في الحقيقة لا تعطي نسبة 1% من احتياجات السكان في قطاع غزة فهي مجرد دعاية إعلامية بقلب سياسي وإنساني فإسرائيل وأمريكا تريد من هذه السياسة أتن توصل للعالم رسالة أنها لا تموت المواطنين بل تعطيهم الأكل وهى بذلك أمام العالم خاصة مسؤولية الموت جوعا لأبناء قطاع غزة.
فهي تتعامل بالكيف لا بالكم مع القضية الإغاثة والإنسانية للقطاع غزة، والأمر الذي لا لبس فيه فتلك المراكز تحولت آلى مصائد موت يومي يضاف آلى الموت اليومي من القصف بالطائرات ومدافع الدبابات والزواق البحرية ..
وهذه المراكز تستهدف الجموع المحتشدة بالرصاص في مشهد يؤكد بدون شك ليس الإغاثة بل لفرض وقائع سياسية وأمنية تخدم الاحتلال وتعمل على تكريس تقسيم قطاع غزة، إلى كانتونات محاصرة ..
ولإفشال هذه الخطة وتلك السياسة لابد الاعتماد على (الأونروا) والمؤسسات الدولية المعترف بها لتقديم الإغاثة، ورفض أي مبادرات "مشبوهة" تلتف على الحقوق الوطنية.
وعليه فإسرائيل تريد تنفيذ دقيق لمخطط شامل يستهدف السيطرة على السكان بعصا الجوع والمساعدة الإنسانية والسيطرة وتهجير السكان بعطاء من الصمت الدولي هذا المخطط يتجسد يوميا باستمرار لحرب على غزة وتدمير واسع للبنية التحتية والمنازل في غزة والضفة الغربية وبالتالي تدفع السكان للهجرة القسرية في الضفة والتوعية في قطاع غزة ...
وشدّد على أن ما يجري في الضفة الغربية من تدمير وفي سياق متصل، طالب فيصل بإطلاق سراح النشطاء المعتقلين على متن سفينة "مادلين" التي كانت تسعى لكسر الحصار المفروض على غزة، معتبراً أن اعتقالهم انتهاك صارخ للقانون الدولي وحرية العمل الإنساني، وداعياً إلى تصعيد التحركات العربية والدولية تضامنًا مع غزة ورفضًا للحصار والعدوان.
خلاصة القول فالرد الحقيقي على هذه السياسات العنصرية لا يكون إلا بأن تتخلي حماس عن سياستها الفردية بالقرار الفلسطيني وتنسحب كليا من المشهد الميداني والسباحة السياسية من قطاع غزة.
وتسلم القطاع للحكومة الفلسطينية الشرعية ... وكذلك الرد لا يكون إلا بوحدة وطنية فلسطينية تقوم على استراتيجية نضالية موحدة تنطلق من مخرجات الحوارات الوطنية والتي كانت آخرها "إعلان بكين" أيضا لابد من التوافق على حراك سياسي وقانوني واسع لمحاسبة إسرائيل على كل جرائمها ضد الشعب الفلسطيني وفضح الحماية الأمريكية التي تمنحها الإفلات من العقاب في المؤسسات الدولية ما يشجعها على مواصلة العدوان ..
وكذلك لا بد من كشف حقيقة الموقف الأميركي المنحاز بالكامل للاحتلال، والمتنكر لقرارات الشرعية الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني ومواجهة هذه السياسات بتفعيل المقاومة الشعبية الشاملة وتوسيع حركة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني بما يضمن صون الحقوق الفلسطينية الغير قابلة للتصرف وعلى رأسها حق العودة وتقرير المصير وإيقاف حرب الإبادة في قطاع غزة.