300
0
المعالم الأثرية الوطنية... "واجهة الجزائر الحضارية"

أشادت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، اليوم الاثنين، بالتطور الكبير الذي شهده مجال البحث الأثري في الجزائر الراجع إلى الاستراتيجية الثقافية الوطنية التي تراعي عددا من العوامل المشكلة للهوية الجزائرية، معتبرة إياه "واجهة الجزائر الحضارية".
بثينة ناصري
وكان هذا خلال اشرافها على فعاليات الملتقى الوطني حول نتائج الأبحاث الأثرية في الجزائر الذي نظمته وزارة الثقافة والفنون ضمن برنامج تظاهرة شهر التراث الثقافي، تحت شعار "التراث الثقافي وإدارة المخاطر في زمن الأزمات والكوارث الطبيعية"، بحضور وزيرة البيئة والطاقات المتجددة وكذا وزير السياحة و الصناعات التقليدية.
وفي ذات السياق أشارت مولوجي إلى مساعي هذا الملتقى في تسليط الضوء على نتائج أبحاث العلماء والأساتذة من مختلف الجامعات ومراكز البحث تحت وصاية وزارة الثقافة والفنون ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وأوضحت مسؤولة القطاع أنه تم القيام بعدة عمليات خلال البرامج التنموية المختلفة تخص دراسة، ترميم وحماية المعالم والمواقع الأثرية عبر التراب الوطني، كاشفةً عن تسجيل 42 عملية خلال الفترة الممتدة من 2019 إلى 2024 بمبلغ إجمالي يقدر بـ 2,3 مليار دج.
وتابعت أن مصالحها الوزارية قامت برفع التجميد عن عدد معتبر من العمليات الاستثمارية الخاصة بحماية التراث الثقافي، منها 13 عملية تخص ترميم معالم ومواقع أثرية، بالإضافة إلى ترميم وإعادة الاعتبار ل 17 مسجدا عتيقا ومصنفا وطنيا، فيما انتهت من الدراسات الخاصة بترميم 06 مساجد أخرى.
ونوهت وزيرة الثقافة إلى مختلف التسهيلات الرامية إلى تبسيط الإجراءات الخاصة بالحصول على الرخص اللازمة لأعمال التنقيب والحفريات الأثرية بالمواقع الأثرية لكل الباحثين والفرق العلمية الوطنية والدولية، مؤكدة أنه تم منح 152 رخصة لفائدة الباحثين وللأساتذة الجامعيين المنتمين لمختلف الجامعات ومراكز البحث المتخصصة وهذا خلال الأربع سنوات الأخيرة.
وفي إطار حفظ وتوثيق المكتشفات الأثرية، أكدت مولوجي أن القطاع بصدد إعداد بروتوكول جديد من أجل تسهيل عملية نقل وحفظ الممتلكات الثقافية، من خلال منح رخص خاصة لحفظ هذه الممتلكات لدى المخابر البحثية التابعة لقطاع التعليم العالي بغية استكمال الدراسات العلمية المتخصصة.
وأفادت أن الحفاظ على هذه المعالم سيسهم في تنمية السياحة الثقافية وزيادة الوعي بالتراث الثقافي والتاريخي، معتبرة الحفاظ على التراث الأثري "جزء أساسي من التنمية المستدامة، ومورد اقتصادي يسهم في تحفيز النمو وخلق فرص العمل على المستوى المحلي".
ومن جهة أخرى عبرت الطالبتان مسعودي ليندة وبن طالب فايزة السنة الأولى علم آثار، عن امتنانهم لوزارة الثقافة للالتفافة القيمة التي جمعت محبي علم الآثار باعتباره مجال حيوي يساهم في الحفاظ على الهوية الشخصية.
وأكدتا أن تواجدهما على مستوى هذا الملتقى الأثري جاء بهدف التعمق في الاختصاص والتطلع على مختلف المعلومات التي تدعم البحث العلمي في هذا المجال، مبرزتان إلى المتعة التي يتسم بها هذا التخصص العلمي من خلال الخرجات الميدانية المسطرة لعدد من الأماكن الأثرية لتعلم عمليات البحث والتنقيب عن الآثار.