443
0
مولوجي تؤكد على ضرورة التوظيف العقلاني للموارد التراثية والطبيعية و حمايتها

احياء لليوم العالمي للثراث، أشرفت وزيرة الثقافة والفنون صورية ملوجي صبيحة اليوم الثلاثاء بقصر الثقافة مفدي زكرياء على افتتاح مراسم انطلاق شهر الثراث من 18أفريل إلى غاية 18ماي ، تحت عنوان "التراث الثقافي الجزائري وامتداداته الإفريقية " بحضور ثلة من الأساتذة و الباحثين في الفن الثقافي والثراث الجزائري.
تغطية / شيماء منصور بوناب
وفي كلمة لها بالمناسبة أشادت وزيرة الثقافة والفنون بجهود الوزارة ضمن أهداف السياسة الوطنية في تهيئة الإقليم والتنمية ثم الحماية والتثمين والتوظيف العقلاني للموارد التراثية والطبيعية والثقافية وحفظها للأجيال القادمة ،أما من جهة المخطط الوطني التوجيهي فأكدت صورية مولوجي على دور المؤسسات الثقافية المختصة في التنسيق مع ثمانية وخمسين مديرية للثقافة الموزعة عبر القطر الوطني في اثنان وعشرون متحفا وطنيا وستة دواوين وطنية للحظائرالثقافية .يضاف عليها تعزيز التنسيق الفعال بين مختلف القطاعات، وكذا الوحدات الأمنية لتقديم كافةالإجراءات المساعدة .
ومن جهة مراجعة الخريطة الأثرية للجزائر أشارت ذات المسؤولة للعمليات التنظيمية التي سيشرف عليها المركز الوطني للبحث في علم الآثار في عدة جلسات جهوية ابتداء من تاريخ 26 أفريل في كل من ولاية المدية وولاية بسكرة وولاية ورقلة وولاية تلمسان، على أن تختتم هذه الجلسات الجهوية بندوة وطنية يوم 18 ماي بقصر مفدي زكرياء بالجزائر المصادف لإختتام شهر التراث لسنة 2023 .
نحو انشاء عدة متاحف عبر التراب الوطني
هذا ونوهت في ذات السياق لإستحداث وزارة الثقافة والفنون المتحف الوطني العمومي بولاية تندوف سنة 2022 للحفظ وإعادة الاعتبار للتراث الثقافي المادي واللامادي لولاية تندوف، مؤكدة سعي الوزارة لإنشاء متحف وطني عمومي للأمير عبد القادر بولاية معسكر، إلى جانب مراكز تفسير ذات طابع متحفي بكل من بشار والجلفة وعين تموشنت قصد التركيز على حماية وصون التراث من مختلف أشكال الإهمال والاعتداء.
على صعيد آخر أشارت صورية ملوجي لعمليات المرافقة و الدعم المتعلقة بالعناية بالثراث الثقافي علميا وميدانيا بما فيها تكفل الوزير الأول بالمبلغ الإضافي الخاص بمساهمة الدولة لدعم الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية خلال سنتي 2023 و 2024 و المقدر بـ 781 مليون دينار جزائري خلال سنة 2023 و 1.024 مليون دينار خلال سنة 2024، وذلك قصد تمكين الديوان من حماية المواقع الأثرية على المستوى الوطني بالإضافة إلى توظيف 668 عون حراسة وإنجاز 32 مركز حراسة مع اقتناء معدات حديثة لحماية وتأمين المواقع الأثرية.
وتابعت مشيرة لمساهمة المؤسسة الوطنية الكبرى سوناطراك هذه السنة، ودعمها المادي المقدر 25مليون و 700 ألف دج لجرد التراث الثقافي بالحظائر الثقافية التي رافقت بها الوزارة عمليات استحداث 28 قطاع محفوظ ثم عرض 18 ملف اقتراح تصنيف على اللجنة الوطنية للممتلكات الثقافية، إلى جانب المصادقة على خمسة مشاريع خاصة بالمخططات الدائمة لحفظ وإعادة الاعتبار للقطاعات المحفوظة.
ترميم مواقع أثرية
بالإضافة لعمليات الترميم التي هي قيد الإنجاز على غرار معالم المدينة العتيقة ببجاية ومساجد المدينة العتيقة لقسنطينة، الأغواط و الزاوية التيجانية بولاية البيض وترميم قلعة الجزائر بالقصبة التي قدم بشأنها تقريرا لحفظها في مراكز التراث العالمي، مع تسجيل ملف اقتراح مدينة وهران وحصونها في القائمة التمهيدية لليونيسكو.
في ختام خطابها أشادت الوزيرة بجهود الجزائر و التزاماتها تجاه البلدان الإفريقية التي يتم مرافقتها عبر المركز الإقليمي للتراث اللامادي الذي سيعرف خلال الفترة الممتدة بين 25 و 30 أفريل 2023، دورة تكوينية لصالح 44 خبيرا من القارة الإفريقية والمكلفين بصياغة التقارير الدورية المنصوص عليها في اتفاقية 2003 والمتعلقة بالتراث الثقافي اللامادي في منطقة افريقيا.
وهذا ما تزامن مع تسجيل مشروع انجاز المتحف الإفريقي الكبير في عملية جديدة لسنة 2023، وهو المتحف الذي سيكون منارة شامخة ترفع مجد الجزائر وإفريقيا على أرض الجزائر،التي ستشهد في شهر جوان القادم افتتاح المقرالمؤقت للمتحف الافريقي الكبير الذي ستحتضنه فيلا بولكين بحضور ممثلين عن الاتحاد الافريقي كونه المتحف الذي سيلعب دورا هاما في ترقية وتثمين التراث الافريقي مع استرجاع الممتلكات الثقافية الافريقية المنهوبة.
مداخلة تاريخية تعيد الأولويات العلمية في خلفية الثراث الثقافي
وعلى هامش الإفتتاح تم عرض مداخلات ثقافية لاساتذة وباحثين في إطار التعريف بالموروث الثقافي الجزائري و الإفريقي،الذي أشارت من خلاله رزيقة شلي أستاذة باحثة في CNRPAHعين حنش إلى دور المنهج المتعدد التخصصات في الدراسة الميدانية والمخبرية المتعلقة بالتنقيب المنهجي في منطقة عين حنش و عين بوشريط التي تم العمل عليها وفق الدراسة الجيولوجية الدقيقة للبحث عن معايير كرونولوجية تساعد على بلورة آليات إعادة بناء البيئات القديمة في المنطقة لمعرفة أنشطة البشر ثم إعادة بناء السلوكيات المعيشية للبشر الأوائل التي تندرج ضمن العمليات التحليلية و التنقيبية لدراسة المواقع الأثرية للشعوب السالفة.
وأضافت استنادا لما سبق تحليله عن الدليل الذي يكشف عن أقدم وجود بشري في الجزائر قبل مشروع بحث عين حنش، التي تقابلها اثبات وجود آثار مستوطنة ما قبل التاريخ في الجزائر والتي تعود إلى فجر الإنسانية .