599
0
...ملتقى دولي حول إسهامات الفعل الثقافي والفني في خدمة الثورة التحريرية
.jpg)
أشرفت وزيرة الثقافة و الفنون صورية مولوجي اليوم الإثنين، على افتتاح الملتقى الدولي حول "المقاومة الثقافية في الجزائر خلال الثورة التحريرية" تحت شعار "نضال من أجل التحرر"، بالمركز الدولي للمؤتمرات.
نزيهة سعودي
وفي كلمتها بالمناسبة، أكدت صورية مولوجي بأن وزارة الثقافة والفنون تنظم هذا الملتقى الدولي حول دور المثقف في الثورة التحريرية، وتسعى إلى إبراز عدالة الثورة الجزائرية وبعدها الإنساني، إلى جانب كشف الحجاب عن إسهامات الفعل الثقافي والفني في خدمة القضية الوطنية، مع تسليط الضوء على الشخصيات الفكرية والثقافية والفنية الوطنية والعالمية التي ساندت الثورة المظفرة من علماء وكتاب وفنانين وسياسيين على اختلاف توجهاتهم الفكرية ومدارسهم السياسية.
توثيق الرصيد الفكري والفني للكفاح الجزائري
وأوضحت وزيرة الثقافة والفنون أن هذا اللقاء يحاول جمع وتوثيق الرصيد الفكري والثقافي والفني للكفاح الجزائري وتكوين رصيد معرفي حول دور الثقافة والفنون في الثورة التحريرية يكون مصدرا مهما لكل الباحثين والمختصين في التاريخ والنقد الثقافي وعلوم الاجتماع والمعارف الإنسانية بشكل عام.
وأضافت الوزيرة بأن "الجهود العلمية التي تسعى إلى إحياء الوعي بضرورة الوفاء لأولئك الذين آمنوا بقضايا الشعوب المستعمرة والمضطهدة وناضلوا من أجل كرامة الإنسان بعيدا عن العصبية العرقية أو الدينية هو ما يدعوا إلى تقدير هذا الكفاح وهو كفاح مقدس من أجل التأسيس لفعل ثقافي مقاوم ومتواصل قادر على حمل التحديات العالمية المستجدة".
كما شدّدت الوزيرة على أن الثورة الجزائرية كانت وستظل أهم الثورات في القرن الماضي كونها أنهت وجودا استعماريا استيطانيا دام أكثر من قرن، معبرة عن إرادة استثنائية لتحرر شعب أعزل واجه القوى العسكرية في حوض المتوسط ما دافع بالكثير من الشعوب المستعمرة لإطلاق كفاحها ضد المستعمر.
الدور الثقافي في نقل مشاهد و جرائم الاستعمار
و أشارت مولوجي إلى أن الثورة لم تقتصر على الجانب العسكري والدبلوماسي فقط، بل كان للآداب والفنون والفكر والرياضة والإعلام القول الحاسم والصارم، حيث "كتب الشعراء بالفصيح والملحون أحلام الجزائريين وتغنى الفنانون بالبطولات ورسم التشكيليون المأساة ونقل السينمانيون والمسرحيون في المشاهد تجسيد جرائم الاستعمار، وزرعوا في الأنفس الإباء و الثورة وقدم المفكرون أعمالا تؤصل للفعل الثوري وتصحح مغالطات المستعمر".
كما أبرزت الدور الثقافي الجبار في مواجهة آلة الاستعمار المتفوقة ، ولأنها قضية عادلة و لأن الشعب الجزائري أراد الحياة هبّ لنصرته خيرة المثقفين والفنانين من أبناء الأمة العربية وتعدى الأمر ليصل إلى كثير من الشعوب البعيدة التي مدت يدها لنصرة شعب يناضل من أجل الحرية.
الثقافة هي الحصن المنيع ضد كل أشكال الظلم وحرية الإنسان ستظل مقدسة
و في الأخير أكدت صورية مولوجي أن الملتقى الدولي سيكون حافلا بالمقاربات الجديدة في بحث الموضوع من جوانبه المتعددة، ما يدل على التفاف الأحرار في العالم حول القضايا الإنسانية العادلة، معتبرة أن البحوث التي ستلقى ستعبر بتلقائية عن الأخوة بين الشعوب العربية، وحالة جمالية بين الدول الشقيقة والصديقة لتعلن أن المقاومة فعل خلاّق يتجدد، وأن الثقافة والفنون هي الحصن المنيع ضد كل أشكال الظلم وأن حرية الإنسان ستظل مقدسة.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية، تم تكريم ثلة من المثقفين والمفكرين منهم الشهيد رضا حوحو تسلمها نيابة عنه حفيده، إضافة إلى تكريم كل من الراحل محمد مختاري و الراحل أحمد وهبي.