300
0
مولوجي تؤكد دور الدبلوماسية الروحية والفكرية في فض النزاعات ومجابهة العنف والإرهاب

خلال اختام الجلسات الرمضانية التي أسست لها وزارة الثقافة والفنون في طبعات منتدى الفكر الثقافي الإسلامي، أكدت صورية مولوجي وزيرة الثقافة والفنون ، أن دبلوماسيتنا الدينية القيمية المستلهمة من المرجعية التاريخية و الروحية و الثقافية هي من بين التزامات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون التي تسعى لتحقيق التنمية المشتركة مع الدول الشقيقة في إطار مجابهة العنف والإرهاب .
شيماء منصور بوناب
وأوضحت وزيرة الثقافة أن الاهتمام بالمكون الديني والثقافي للأفارقة الخاص بالانتماء الصوفي والطرقي لهذه الشعوب التي تعد مسقط المذاهب القادرية والتيجانية والسنوسية والرحمانية، والذي يعكس مدى تبصر هذه الدبلوماسية بكل تجلياتها السياسية، الدينية والثقافية التي تأسس في أبعادها مظاهر التعايش السلمي الذي يساعد على خلق منظومة قيمية راقية ركيزتها الحوار الإجتماعي والروحي البناء.
في ذات السياق،أشارت مولوجي لدور الحركة الدبلوماسية الروحية والفكرية في فض النزاعات وتقليل الخلافات ومجابهة الكراهية والعنف والإرهاب، الذي تعد الجزائر من بين أوائل الدول المتمسكة بها في سياق دعمها للقضايا العادلة في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية كقضية وجودية مركزية غير قابلة للتفاوض.
اتفاقية إطار تجمع وزارة الثقافة والفنون بعمادة جامع الجزائر
وتجسيدا لإلتزامات رئيس الجمهورية في الإرتقاء بالدبلوماسية الدينية والثقافية؛ وقعت الوزيرة اتفاقية شراكة مع عميد جامع الجزائرالشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني ، في إطار تعزيز العمل التعاوني بين الهيئتين والمؤسسات تحت الوصاية وذلك بما يخدم العلم والمعرفة والثقافة الجزائرية التي تراعي الإلمام بمختلف مجالات الأدب و العلوم الدينية و ما تبعها.
وهو ما ثمنه أيضا بومدين بوزيد مدير ديوان جامع الجزائر ؛ في حديثه عن الإتفاقية باعتبارها مصاهرة راقية تجمع بين العلم والثقافة من محطة جديدة تظهر أهمية الدبلوماسية الدينية في علاج الازمات الحضارية التي تعي ضبط القيم الإنسانية والأخلاقية من منظور واعي يدرجها في مجال السلوكيات اليومية التي تعطي بذلك صورة استثنائية للمجتمع الجزائري.
عقب ذلك ؛ قال عميد جامع الجزائر أن منتدى الفكر الثقافي الإسلامي هو تذكير بالروابط والقيم التي تربط الجزائر بأشقائها من الدول الإفريقية الإسلامية علميا وتربويا وقيميا ثقافيا ؛ من خلال تعزيز الأواصل الأخوية والتعاون بين الشعوب التي تضمن مصالحها المشتركة في جانبها الدبلوماسي الديني والثقافي.
مثمنا بذلك أهداف الإتفاقية التي تجسد مشروع الدولة في تحقيق التنمية الشاملة التي تتخذ من تكامل مقاصد المعرفة الروحية بالمقاصد العلمية الثقافية نهجا حضاريا محددا لأبعاد الرهانات المستقبلية التي تفرض الرجوع للطابع الدبلوماسي المتوازن الذي يخلق الفرص الإستثنائية لبناء منظومة اجتماعية قيمية واعية بأصولها وهويتها الدينية والثقافية و التاريخية.
مدخلات علمية تثمن آفاق الدبلوماسية الدينية والثقافية
على صعيد آخر عرفت الندوة الرابعة لمنتدى الفكر الثقافي الإسلامي، مداخلات علمية أفاد من خلالها الأستاذ رحماني سعيد أن محور الإجماع حول منظومة قيمة مشتركة هو جدل بحد ذاته بدأت بوادره تظهر في مطلع القرن العشرين وتبلورت ابعادها مؤخرا في عصر العولمة والذكاء الإصطناعي الذي شكلت مظاهره محطة استفتاء للرأي العلمي في سياق البحث عن نظام موحد يتحكم في قيم البشرية ويجمعها في شكلها العام .
مركزا على اهمية الإعتماد على مصدر دقيق يكون مركز الإنطلاقة في بناء المنظومة الإجتماعية ،بالرجوع للدين و العقل بكل تشعباته وكذا العلم ونظرياته المتفق عليه في مجامع الفقه الروحية و الفكر العليمي لنخبة العلماء و المشايخ.
وهو ما دعمه في ذات الجانب، الدكتور عمر بركات في مداخلته بعنوان " القيم الفنية وأسئلة العيش المشترك من منظور إسلامي و كوني" يحدد نقطة الصراع والتناقض بين الماناقضات العامة بين الدين ومكتشفات الإنسان التي لا تعي بالضرورة التداخل الانعكاس في منطلقاتها انما هي تجسيد لإختلاف تكميلي يجمع أواصلهما في عدة نقاط أساسية.
مؤكدا في الختام ، أن القيم الدينية وآفاق العيش المشترك الخاص بمكتشفات العلم هو عبارة عن مفترق طرق تلتقي فيه المبادئ المشتركة في سلم تدرجي محدد للسلوك الإنساني الذي يظهر علاقة الفرد مع ربه ومع غيره من بني جنسه .