في مشهد يختزل تمازج الفن بالتاريخ، أسدل الستار ليلة أمس على فعاليات الطبعة الخامسة من المهرجان الثقافي الدولي للسينما إيمدغاسن، في حفل ختامي غير مسبوق احتضنه الموقع الأثري إيمدغاسن لأول مرة منذ تأسيس المهرجان، بعدما دأب على اختتام دوراته السابقة بالمسرح الجهوي لباتنة.
ضياء الدين سعداوي 

الإضاءة الخلابة التي تلونت بأطياف الأخضر والبرتقالي والبنفسجي، انعكست على جدران الضريح الجنائزي النوميدي لتمنح الجمهور وضيوف المهرجان صورة بصرية آسرة، جعلت من الحفل الختامي حدثاً استثنائياً أبهر الحاضرين وأكد البعد الرمزي للمكان الذي يحمل إسم المهرجان.

تتويج الإبداع العربي والدولي

أما على صعيد الجوائز، فقد توج الفيلم الجزائري "Nya" للمخرجة إيمان عيادي بجائزة أحسن فيلم روائي قصير، فيما حصدت الممثلة الجزائرية مريم مجقان جائزة أحسن ممثلة عن دورها في العمل ذاته. أما جائزة أحسن ممثل فكانت من نصيب Alizera Sanifar عن دوره في فيلم Alone Together، الذي نال أيضاً جائزة أحسن إخراج.

في فئة السيناريو، فاز فيلم Amarela للمخرج أندري هياتو سايتو بجائزة أحسن سيناريو، بينما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة بشكل مزدوج لفيلمين بارزين هما The Sun Sets on Beirut من لبنان وA Promise to the Sea من مصر، في تكريم يعكس تنوع الرؤى السينمائية العربية وقوة الإبداع الشبابي.

السينما الثورية في صدارة التكريم

وحملت الدورة بعداً خاصاً في الإحتفاء بالذاكرة الوطنية، حيث ذهبت جائزة النقاد للأفلام الروائية القصيرة حول الثورة التحريرية للفيلم الجزائري "أعتام" للمخرج يوسف محساس، فيما توج فيلم "196 متر" للمخرج شكيب بن طالب بجائزة النقاد للأفلام الروائية الطويلة.

وفي فئة أفلام التحريك، فاز الفيلم المصري Pyramid للمخرج محمد غزالة بجائزة أحسن فيلم، بينما كانت جائزة أحسن فيلم وثائقي قصير من نصيب The Little Sahara للمخرج الإسباني إيميلو مارتي لوبيز.

دورة إستثنائية ورسالة رمزية

إختتام المهرجان من قلب الضريح الملكي النوميدي لم يكن مجرد خيار تقني، بل رسالة رمزية عميقة تؤكد أن السينما في الأوراس ليست فناً معزولاً، بل إمتداد لذاكرة ضاربة في عمق التاريخ وهكذا، رسم مهرجان إيمدغاسن في دورته الخامسة صورة إستثنائية جمعت بين الفن السابع وإرث حضاري يمتد لآلاف السنين، ليؤكد مكانته كأحد أبرز المواعيد الثقافية والفنية في المنطقة المغاربية.