63
0
من الرصيف العائم إلى مؤسسة غزة الإنسانية.. أمريكا تدير حرب الابادة في غزة فلسطين
.jpeg)
سعيد بن عياد
من الرصيف العائم الذي دمرته أمواج غزة فلسطين في عهد جو بايدن إلى مؤسسة غزة الإنسانية للرئيس دونالد ترامب يتواصل ذات المشروع الصهيوني الأمريكي القائم على الإبادة لارغام سكان قطاع غزة على النزوح ومن ثمة السيطرة على القطاع لأهداف جيوسياسية تخدم مصالح القوى الأمبريالية العالمية التي تدعم الكيان الصهيوني في ارتكاب مجازر فظيعة من خلال القصف الجوي والمدفعي والبحري بذخائر امريكية محرمة دوليا ترافقها تغطية دبلوماسية واعلامية ترتكز على تزييف الحقائق وتسويق السردية الصهيونية المفضوحة.
مؤسسة غزة الانسانية، بل الاجرامية هي منظمة أمريكية تأسست في فيفري 2025 لتحل محل منظمة الأونروا للأمم المتحدة التي تم تهميشها وابعادها ومصادرة مهامها الإنسانية بهدف بسط هيمنة استعمارية أمريكية في الظاهر صهيونية في الواقع تحولت في الميدان إلى كمائن تستهدف المجتمع الفلسطيني ولعل هذا أحد الأسباب وراء استقالة رئيسها السابق.
وبمجرد أن شرعت هذه المنظمة ذات الجوهر الاستخباراتي في العمل الميداني فى 26 ماي 2025 موازاة مع مخطط ادارة الاحتلال بتأسيس منظمة محلية عميلة تضم مجرمين ولصوص زودتهم بأموال وأسلحة لاستهداف رجال المقاومة وبث الريبة في المجتمع الغزي انكشفت حقيقتها بكونها تعد مصائد لسكان غزة الذين ما أن يتجمعوا قرب مواقع المساعدات ظاهريا حتى تقوم قوات الاحتلال الصهيوني بقصف المدنيين كأهداف سهلة وقد سقط العشرات من الأطفال والشباب والنساء الذين يواجهون حرب تجويع غير مسبوقة في التاريخ.
أكثر من هذا يقوم الأمريكيون الذين يديرون مراكز المنظمة الغادرة باهانة الفلسطينيين الذين يتكدسون لساعات منهكين من النزوح الذي لا يتوقف ومن التجويع والقصف الاجرامي لتتقاطع تصرفات الأمريكان مع ممارسات المحتلين الصهاينة بحيث استشهد على أبواب مؤسسة غزة الانسانية الأمريكية أكثر من 125 مواطن غزي فلسطيني وأكثر من 736 جريح وإعداد من المفقودين.
لذلك ما يجري في غزة في عهد الرئيس رجل المال والأعمال ترامب لا يختلف عما كان يحدث في عهد سلفه بايدن إذ تتسم سياسة الإدارة الأمريكية في عهد الرجلين بازواجية الخطاب والممارسات فمن جهة يتم تسويق خطاب السلام والتهدئة والظاهر برفض العنف وفي نفس الوقت تضخ الأسلحة والذخائر الفتاكة من بلاد العم سام إلى الكيان الصهيوني ليتأكد أيضا أن الخلافات بين مجرم الحرب نتنياهو وترامب هي مسرحية لتنويم الرأي العام العربي والعالمي فقد جمع ترامب أكياسا ضخمة من الأموال في رحلته الأخيرة إلى منطقة الخليج رافعا شعارات كلها مغالطات بل ما أن غادر أعطى ضوء أخضر للسفاح نتنياهو لتيواصل مجازر تقتيل وتشريد الفلسطينيين.
لكن في النهاية سوف تسقط كل تلك المخططات وتتحطم مشاريعها أمام صلابة الموقف الفلسطيني في قطاع غزة حيث تستمر المقاومة في توجيه ضربات مؤلمة لقوات الاحتلال الصهيوني في جباليا ووسط القطاع وجنوبه ما يعكس حضورا ميدانيا بوسائل بوسائل بسيطة تثير الإعجاب موازاة مع بقاء الصف الداخلي متماسكا في مشهد فريد لشعب يقدم التضحيات ويرفض التهجير مهما كانت وطأة الحصار واغراءات مراكز توزيع المساعدات الأمريكية التي تتجسس على ضحايا التجويع وتوفر لجيش الاحتلال بيانات ومعلومات في عمل استخبارات إجرامي لن يحقق أهدافه الدنيئة بعد أن أكدت المقاومة بلسان ناطقها ابو عبيدة أن استرجاع الاسرى الصهاينة إحياء مستحيل الا بطريقة مفاوضات توقف الابادة وتعيد الاونروا وينسحب العدو.