129

0

مقتطفات من وحي المناسبات" عيد الأضحي والشعائر الدينية أين أهل العلم الشرعي لدحر المتفيقهين ..؟"

بقلم مسعود قادري

 كلما حلت مناسبة دينية مثل شهر رمضان المعظم وبداية الصيام او نهايته، عيد الفطر المبارك وما يثار حوله من نقاش عقيم حول كيفية رؤية الهلال من عدمه واستعمال الحساب والوسائل التقنية و.. ثم تثار مناقشات عقيمة حول كيفة زكاة الفطر التي فصل فيها علماء الأمة من مختلف المذاهب منذ زمن بعيد، وتركوا حرية الاختيار للمزكي وما يراه مفيدا لمن يقدم له صدقته ، لكن طائفة معينة تريد فرض ما تختاره هي من مذهب معين على البقية لاعتقادها أنها الأصل والباقي ..؟

ثم يأتي عيد الأضحى والأضحية التي فقدت الكثير من معانيها بسبب العناد والتقليد والنية التي سارت استجابة لرغبة الأطفال والنساء أكثر من كونها قربانا إلى الله تبارك وتعالى .. عند العامة أغنياء وفقراء،عم التنافس بين الجميع على الأضحية مهما غلا ثمنا وارتفع وبالغ فيها الموالون والسماسرة فكلمت زاد ارتفاعها زاد عناد المضحين وإقبالهم عليها في غياب من يرشدهم دينيا ويخفف عنهم العبء ويهديهم إلى ما هو أقرب وأصوب للشرع الحق ..

 هل الأضحية واجبة أو سنة على من يستطيع التقرب بها إلى الله ..هل يأثم من لايضحي لعدم استطاعته ماديا ،وما حكم الشرع في المضاربين والمغالين في الأسعار من الموالين والسماسرة الذين لا علاقة لهم بتجارة الأنعام، بل بعضهم لا يحسن حتى التععامل مع غذائها و التكفل بقوتها .. !؟. ورغم وجود النصوص الشرعية من عهد المصطفى صل الله عليه وسلم إلا أن صمت علماء البلد ترك المجال واسعا لكثير من المتفيقيهين الذين يفضلون آراء جهة معينة على فقهاء البلد مهما كان باعهم المعرفي بالدين ومكانتهم العلمية عالميا ...( هي طبيعتنا العامة التي نفضل فيها كل ما هو أجنبي على المحلي ولو كان علما شرعيا أو علما دقيقا أو...).. السبب الرئيس في هذا هو غياب الفتوى المناسبة في الوقت المناسب والرد على كل المتدخلين في شؤون لا تعنيهم وتفوق معارفهم الدينية والعلمية لكنهم يتجرؤون على حشر أنوفهم في كل صغيرة وكبيرة ليضللوا من هم أجهل منهم من المواطنين الذين ينتهجون طريق " دير كيما يدير جارك ..و إلا " مهما كان خطا الفكرة وعدم مطابقتها على أمر شرعي مفصول فيه بالكتاب والسنة وإجماع الأمة . منذ زمن طويل ..

التسابق على الأضحية أنسانا وضع غزة. !.

في الجزائر تسابق المواطنون على اختلاف مستوياتهم لشراء الأضحيات سواء المستورة التي وقع بشأنها الكثير ولم تكن في مستوى قرار السيد رئيس الجمهورية الذي أراد أن لايحرم المواطن البسيط من التقرب إلى الله كغيره من المضحين ، لكن الإدارة وطريقة التسليم لم تكن في مستوى الهدف من القرار.

الأمر الذي أعطى فرصة انتقام الموالين والسماسرة من الموطنين ببشاعة لم تكن مسبوقة بأسعار خيالية تجاوزت حدود المعقول .. لكن العناد كما أسلفت والتقليد جعلتنا جميعا ننسى إخوة لنا في غزة يبادون بالمئات يوميا من طرف آلة البغي والظلم الإسرائيلي المدعم بالغرب النصراني اليهودي والمشرق العربي المتخاذل والمناصر للصهاينة المجرمين الذين وجدوا في سلطة متسلطة على الشعب الفلسطيني خير من يقف وراءها رغم مايجري في الضفة الغربية نفسها من اعتداء وتدمير لسكنات المواطنين واعتداء سافر على المقدسات الإسلامية في القدس الشريف على مرأى ومسمع من جيش السلطة وجيوش العالم العربي الإسلامي المتباهية بقوتها وتطور سلاحها المخصص لاستعراض العضلات والحفاظ على ملوك ورؤساء فقدوا شرعيتهم منذ زمن بعيد ..

نحن نتنافس على أكل اللحم والمشوي وأطفال غزة تتنافس عليهم الطائرات والمسيرات والدبابات لتخرجهم من الحياة نهائيا ..العرب في المشرق يتباهون بما قدموا لمعبودهم الأمريكي من هدايا ثمينة جدا وما دفعوه من جزية تفوق ماقدمه النصارى واليهود للدولة الإسلامية منذ عهد النبوة إلى نهاية الخلافة العثمانية... !؟

  فما الفرق بين من يساند العدو من أشباه الإخوة في المشرق عامة و بين من يعيش حياته دون تفكير فيما يعانيه إخوته في غزة بالخصوص ..؟فأين إحساسنا بالإنسانية في عالم يدعي قيما لا يؤمن بها أصلا ولا يطبقها إلا على مجتمعات دون أخرى ..

تحية لعمال النظافة على السلوك الحضاري الملفت..

بخلاف السنوات الفارطة التي كان المواطنون يعانون فيها طيلة أسبوع أو أكثر من روائح جلود الأضحيات وبقايا الأعشاب التي يشترونها بإفراط لأضحيتهم التي لاتقضي في ضيافتهم عادة أكثر من ليلة أو اثنتين ..

قلت بخلاف المألوف والمتعود عليه في مناسبات عيد الأضحى. فقد نشطت مؤسسات النظافة هذا العام بشكل ملفت للانتباه ودعمت وسائلها وعمالها وقضت على الظاهرة في ليلة واحدة رغم ثقل المهمة وحجم المخلفات المتنوعة ..

في مدينة بئر توتة التي توسعت أحياؤها وتضاعف عدد سكانا في السنوات الأخيرة بعشرات المرات على ماكانت عليه بفضل إنجازات السكن العملاقة .. ، لفت انتباهي مساء يوم الجمعة " يوم العيد " جبل القمامة التي أغلق بها جانب من الشارع المزدوج المؤدي إلى السوق . شيء في الحقيقة يفوق الخيال ، ولم أكن أتصور أن هذا الحجم من القمامة يمكن إزالته في ليلة واحدة ... وددت تصوير الكومة العملاقة جدا، لكنني عزفت عن ذلك لقيام بعض بعض المواطنين بجمع مايستحقون من البلاستيك والمواد التي يختصون في جمعها .. سلكت الطريق المعاكس ككل المارة ورجوت الله مساعدة عمال النظافة الذين يسمونهم عندنا " ظلما وجورا " إسما متداولا بين سكان الجزائر " لايليق تكراره لأن هؤلاء الرجال هم أحق من أي مواطن آخر وأجدر بالاحترام والتقدير ..

فهم يضحون بحياة وسط أكوام الجراثيم ، المواد السامة ، المواد الضارة " كالزجاج ، الأمواس والمواد الحديدية التي تسبب الجروح والتي يفترض أن يسهر كل مواطن على التنبيه لها بأي شكل من الأشكال حماية لعمال النظافة من الخطر..؟

لكن لاأحد يفكر في ذلك إلا من رحم الله .. !؟  الشاهد في القضية أنني مررت بنفس الشارع صباح اليوم الثاني لأجد صورة معاكسة في المكان عما كان عليه تماما في الليلة الماضية ..إنه عمل يستحق من أجله عمال النظافة في شركة إكسترانيت وبلدية بئر التوتة كل التقدير والفخر والاعتزاز وهؤلاء الرجال لهم الفضل في إعطاء صور جميلة عن المدينة ومن حقهم أيضا أن يكونوا فخرا وقدوة لغيرهم من عمال النظافة وما يقومون به على مدار السنة في كل ربوع الوطن وهذا يمنحم الحق في الاحتلرام من الجميع ونيل التحية والتقدير والتهنئة في المناسبات الوطنية والدينية من كبار مسؤولي الدولة على غرار بقية عمال القطاعات الحساسة في الوطن ..

تحية خاصة لعمال النظافة أينما وجودوا ومن وصفهم بالوصف الذي لايليق بهم فالوصف هو أولى به لأن من يرمي القمامة هو يستحق الألقاب السئة وليس من يرفعها وينظف مكانها ... !؟ .. الله المستعان ..

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services